د. عبدالله المدنيrn صحيح أن الحرب العالمية ضد الإرهاب والإرهابيين لم تأت أكلها بالكامل أو مثلما كان يراد لها، بدليل التقرير الأمريكي الخاص حول الموضوع لعام 2006 والذي أشار إلى تزايد عمليات الإرهاب حول العالم في ذلك العام عن العام السابق له ووصولها إلى 14338 عملية، استهدفت 74543 مدنيا وأوقعت 20498 وفاة، مقابل 11153 حادثا إرهابيا في عام 2005
بلغ مجموع ضحاياه 74217 مدنيا.rnوصحيح أن بعض رموز الإرهاب العالمي من أمثال رأس الأفعى "أسامة بن لادن ومعلمه الأيديولوجي الملعون "أيمن الظواهري" لا يزالان طليقين. غير أن هناك ملاحظة جديرة بالتأمل، ولا يمكن التشكيك فيها وهي أن المشهد العام منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، أو ما اصطلح الإرهابيون على تسميته بغزوة مانهاتن، تغير كليا.rnفقبل هذا التاريخ كانت رؤوس الإرهاب وتنظيماته بعيدة عن مجهر المجتمع الدولي، بمعنى أنها كانت تسرح وتمرح وترهب وتخطط وتتسلح دون حسيب أو رقيب. أما بعده، فقد صارت في دائرة الرصد والمتابعة من قبل أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية والمحلية ضمن عملية تعاون وتبادل محكم للمعلومات، الأمر الذي لعب دورا حاسما في اصطياد و قتل كبار المطلوبين من رؤوس الفتنة و عشاق الدم أو إحباط مخططاتهم الإجرامية قبل تنفيذها.rnو لعل من الأدلة الدامغة على صحة ما نقول هو أنه لم تعد هناك اليوم دولة طالبانية تحتضن الإرهابيين رسميا وتوفر لهم المأوى والدعم، بل أن رموز هذه الدولة المتوحشة، وعلى رأسهم زعيمها الملا محمد عمر، يعيشون كالفئران المذعورة في كهوف معزولة في أفغانستان أو باكستان. كما لم يعد هناك شخص متوحش مثل زعيم "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" أبو مصعب الزرقاوي الذي تمت تصفيته في يونيو/ حزيران 2006، من بعد أن شوه صورة الإسلام والمسلمين (بحماقاته وغروره و تعطشه لسفك الدماء وجز الأعناق)، وبطريقة لم يفعلها حتى أشد الناس عداء للإسلام. وبالمثل لم تعد هناك حرية لأشخاص من أمثال المتطرف اللبناني "عمر بكري فستق" أو الأردني "أبوقتادة" لنشر سمومهم وتلويث عقول بسطاء المسلمين في المهجر البريطاني، من بعد أن قررت لندن عدم السماح بعودة الأول إلى أراضيها، وتقييد حرية الثاني بإيداعه في معتقل منيع.rnومن الأدلة الأخرى مقتل المدعو "قذافي جنجلاني" في يناير/ كانون الثاني 2007 ولحاقه بشقيقه "عبدالرزاق أبوبكر جنجلاني" مؤسس حركة "أبو سياف" الفلبينية والتي قامت ما بين عامي 2002 و2009 بعمليات إرهابية تراوحت ما بين الخطف والقتل والاحتجاز والابتزاز والاحتيال وقطع الطرق باسم الدفاع عن حقوق مسلمي الجنوب الفلبيني.rnإلى ذلك صار أحد أكبر المطلوبين للعدالة في العالم، ونقصد به الإرهابي الاندونيسي رضوان عصام الدين الملقب بالحنبلي، والذي وصفته مجلة تايم الأمريكية بأنه "بن لادن الشرق الأقصى" كناية عما قيل من أنه كان العقل المدبر وراء محاولة تفجير عدد من طائرات الركاب المدنية العابرة للمحيط الهادي، ناهيك عن دوره في توفير الملاجئ وتنظيم السفر لاثنين من المشاركين في أحداث 11 سبتمبر ولواحد من المشاركين في إصابة المدمرة الأمريكية "كول" في ميناء عدن في عام 2000 وتخطيطه لاغتيال "ميغاواتي سوكارنو بوتري" حينما كانت نائبة لرئيس إندونيسيا..صار نزيل معتقل غوانتنامو الأمريكي منذ اعتقاله في 14 أغسطس/ آب 2003 على يد قوات الشرطة التايلاندية وتسليمه مخفورا إلى الأمريكيين.rnوالشيء نفسه تقريبا ينطبق على الإرهابي الخطير الآخر الذي وصف بأنه كان العقل المخطط لهجمات 11 سبتمبر، ونقصد به البلوشي أصلا والكويتي نشأة "محمد شيخ خالد" الذي اعتقلته باكستان في مارس/ آذار 2003 وسلمته إلى الأمريكيين ليعترف لهم بضلوعه في أعمال قذرة عديدة كان من بينها المشاركة في التخطيط لهجوم عام 1993 على مركز التجارة العالمي في نيويورك، والتخطيط لهجومين على مبنى ساعة بيغ بن ومطار هيثرو في لندن، والتخطيط لإسقاط طائرة ركاب فوف مياه الأطلسي.rnإن التعاون العالمي و يقظة المجتمع الدولي وكفاءة مخابرات بعض الدول المتقدمة ساهمت كثيرا في الحد من نجاح الإرهابيين في تنفيذ جرائمهم البربرية. ففي باكستان التي تعتبر بحق بؤرة للإرهاب بسبب ضعف حكومتها المركزية واختراق أجهزتها العسكرية والامنية والمخابراتية، ناهيك عن روح التشدد والتطرف التي سرت في مفاصلها منذ انغماسها في حرب الجهاد الأفغانية وشروع زعيمها الاسبق ضياء الحق في اسلمة مظاهر الحياة، سقط زعيم حركة طالبان/باكستان "عبد الله محسود" أولا، ثم سقط من بعده خليفته "بيعة الله محسود" (المتورط في اغتيال رئيس الحكومة الباكستانية السابقة بي نظير بوتو في عام 2007 والمسؤول ايضا عن سلسلة من العمليات الانتحارية في عام 2009)، وذلك في عامي 2007 و2009 على التوالي كنتيجة لضربات صاروخية أمريكية على معاقل الحركة في إقليم وزيرستان المتاخم لأفغانستان.rnوفي باكستان أيضا، تم في يوليو/ تموز 2007 اعتقال رجل الدين المتشدد الموالي للقاعدة ولطالبان "الملا عبدالعزيز" بينما كان يحاول الفرار من حصار فرضه الجيش حول مع
ضربات ماحقة جديدة ضد الإرهاب
نشر في: 13 أكتوبر, 2009: 05:11 م