TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أول منظمة إنسانية عراقية ترعى مشروع تزويج الأرامل

أول منظمة إنسانية عراقية ترعى مشروع تزويج الأرامل

نشر في: 13 أكتوبر, 2009: 05:31 م

كتابة وتصويرrnأفراح شوقيrnكانت الفتاة ذاتها التي تعمل موظفة في استعلامات إحدى الدوائر، و قد  (تعاركت) معي وأحرجتني أمام المراجعين بدون سبب يذكر، استقبلتني قبل أيام بحفاوة وترحيب غريبين
تجاهلتها لكنها أصرت على ان تعتذر وان اغفر لها، وهو ما أثار استغرابي وجعلني أعود بذاكرتي لأستعيد شكلها حينذاك وقد كان عابسا ملتحفا بالسواد من الثياب، ورحت  أتأملها الآن والعافية والفرح يفيضان من وجهها الذي تلون بلون خديها الورديين...rnوتحادثنا وعرفت ان سر التحول الخطير الذي طرأ على حياتها هو انها تزوجت ووجدت من يحنو عليها ويرعاها مع أطفالها بعد ان ذاقوا مرارة فراق والدهم في حادث تفجير إرهابي، قبل أكثر من ثلاث سنوات، والفضل  يعود - كما أخبرتني- الى إحدى المنظمات الإنسانية العراقية التي ترعى مشروعا هو الأول من نوعه يتولى زواج الأرامل.rn rnأسباب وإحصاءات rnكنت سعيدة جدا بهذا الخبر الذي جعلني أعانق هذه الفتاة وأهنئها ومن ثم اسألها عن اسم  هذه المنظمة  ومكانها، وعزمت على استطلاع عملها لانه قد يشمل أعداداً  كبيرة من  الارامل التي خلفتها حروب الدكتاتورية والارهاب والعنف في العراق. وانا في  طريقي الى منطقة العامرية حيث مكان تلك المنظمة التي تولت تزويج الارامل،  دار بذهني الكثير من قصصهن، فقد تراكمت أرامل العقدين السابقين اللائي انتجتهن الحرب العراقية الإيرانية ومن ثم حرب عاصفة الصحراء وحرب الحصار الاقتصادي، على (ارامل) الحرب الأخيرة والإرهاب الذي اقتطف الكثير من الرجال والشباب من حدائق اسرهم ودفء الحياة. من الصعوبة  تصور  الحالة النفسية التي تعاني منها الأرامل والتي مجملها تشبه حالة الفتاة التي تحدثنا عن واقعها، حيث العشرات اصبحن مئات ثم آلافاً ثم مئات الآلاف ويشير أحد الاحصاءات الى ان العدد وصل الى مليوني أرملة. اعداد تتراكم فوق اعداد حتى اصبحت الارامل في بلاد الرافدين جبلا، لم نزل نتذكره ونقف عنده متباكين في اوراق عمل تتلى في مؤتمرات المسؤولين واعضاء  مجلس النواب والطاولات المستديرة والمربعة للجمعيات والمنظمات والتي غالباً ما تأتي  الحلول على هامش الاجتماع لتتلى بنفس متقطع، ولا احد يتابع تنفيذ ماجاء فيها.. ويتم الاحتفاظ بها  لتتلى من جديد في محافل الخطابة المستهلكة! rn rn150 ألفاً فقط للارملة!rnفي  دراسة عراقية أشارت  الى ان  (واحدة من كل ست نساء تتراوح أعمارهن بين 15 وخمسين عاما في العراق أرملة)!! معظمهن ربات بيوت وبلا عمل، وتقول النائبة في البرلمان العراقي سميرة الموسوي، استنادا إلى أرقام وزارة التخطيط التي تعود إلى منتصف عام 2007، ان عدد المطلقات والأرامل في العراق اقترب من مليون امرأة، من مجموع 8,5 مليون امرأة في العراق تتراوح أعمارهن بين الخامسة عشرة والثمانين من العمر، لكن نرمين عثمان وزيرة شؤون المرأة بالانابة تضع الرقم عند اكثر من مليوني ارملة ومطلقة، في بلد يقدر عدد سكانه، حسب آخر الارقام، بنحو 30 مليون نسمة، ويقدر عدد الارامل اللواتي يحصلن على معونات حكومية بنحو 84 ألف ارملة، وبمعدل يتراوح بين 40 إلى 95 دولاراً شهرياً، وتذهب الدراسة الى ان مساعدة الأرامل لا تأتي بتقديم المال والكساء بل العمل على تحقيق عودتهن الى  ممارسة حياتهن بشكل طبيعي في كنف زوج وبيت وأسرة، وهي مسؤولية الجميع خصوصا منظمات المجتمع  المدني التي كثر عددها وقل فعلها!!)  المستشار الإعلامي في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عبد الله اللامي اخبرنا (ان مجلس الوزراء قام بتخصيص رواتب شهرية للمشمولات من الأرامل تصل الى 150 ألف دينار، فضلا عما نسبته 25 بالمئة من الراتب المخصص لهذه الفئات لكل طفل يتبع لهن)، واضاف  (ان الوزارة تسعى الى حصر اعداد المستحقات من خلال استمارات استبيان وزعت على الارامل والمطلقات والعوانس ورفد اللجنة المشكلة بأعداد المستحقات فعلا) ونحن نقول: هل هذا يكفي ويعوض الأرملة ما فاتها؟؟ خاصة وان الكثيرات من الارامل شكون  عرقلة انجاز  أضابيرهن المقدمة الى دائرة الرعاية الاجتماعية وبطء إجراءات البت فيها. rn rnنموذج تجربة rnوصلنا الى مقر منظمة الايثار الانسانية، التي علمت انها مسجلة لدى وزارة الدولة لمنظمات المجتمع المدني، ولم يكن امر دخولنا ميسرا  بسبب الصعوبات الأمنية التي تفرضها السيطرات الامنية على منطقة العامرية نتيجة  الاحداث القتالية المضطربة التي عاشتها في الفترة الاخيرة، ولكن ما ان ذكرنا اسم (ام عمر) وهي كنية مديرة المنظمة حتى تعرفوا عليها و اثنوا على عملها كثيرا وباركوه.. وساعدونا على الوصول اليها، فقد حققت شهرة كبيرة جراء مشروعها الخيري، مقر المنظمة  يبدو انه شيد حديثاً، تزين مدخله لوحة تعريفية بالاسم، وفي غرفة المدخل استقرت موظفتان انشغلتا بالعمل على الحاسوب وأمامهما اصطفت &a

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. zezo

    السلام عليكم ارغب في معرفه موقع الجمعية بالضبط مطلوب ارملة للشاب علي محمد العبيدي الذي فقد بصرة قبل بضع سنين وهو في مقتبل العمر وبدون سبب ولكن اللة عزوجل ابتلاة بمرض وهو ضعف العصب البصري ومازالت البحوث الطبية تجري لااكتشاف علاج لهذا المرض اسال اللة عزوجل

  2. حيدر

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته-لكم جزيل الشكر والدعاء لكم ولكل ما تبذلوه من عمل هو اسمى الانسانية والاجر لما مر به بلدنا ونسائنا عل مر الازمان_الله يبارك بكم ويعافيكم ويستركم ويحفظكم-اني الشاب حيدر مواليد 1978 ابحث الستر لي ولانسانة ارملة اعوضها وتعوضني

يحدث الآن

البرلمان يعقد جلسته برئاسة المشهداني

الأمم المتحدة: غزة تضم أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في العالم

هيئة الإعلام: إجراءاتنا تواجه فساد المتضررين

الهجرة تعلن بدء عودة العوائل اللبنانية وتقديم الدعم الشامل لها

اللجنة القانونية: القوانين الخلافية تعرقل الأداء التشريعي للبرلمان

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram