اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أهوار ميسان تنحسر وسكانها ينزحون باتجاه المدن

أهوار ميسان تنحسر وسكانها ينزحون باتجاه المدن

نشر في: 15 مايو, 2012: 06:27 م

 ميسان/ المدىمساحات شاسعة من المياه والغابات بامتداد الأفق من نباتات البردي والقصب التي تقتات عليها قطعان الجاموس.. بيئة غنية حافلة بمختلف أنواع الطيور المستوطنة والمهاجرة وثروة سمكية وفيرة .. تلك هي صورة أهوار ميسان قبل أن تحيلها برامج الخراب التي اختطها النظام السابق إلى مناطق بائسة تتدهور عاماً إثر عام، باتجاه التصحر،
حيث قام النظام المباد بتقطيع أوصالها  بالسدود الترابية ومن ثم تجفيف مساحات كبيرة منها تحت ذرائع وحجج شتى فهجّر سكانها ودمّر بيئة المنطقة التي ظلت محافظة على ديمومة عافيتها  قبل ذلك من آلاف السنين، وكانت تشكل معلما فريدا ورائعا ضمن جغرافية المنطقة. ورغم مرور نحو عقد منذ سقوط النظام  واستحداث وزارة لإنعاش الأهوار بعد ذلك ولكن واقع حال الأهوار لم يتحسن فكثير من روافد انهار العمارة القادمة من الجانب الإيراني  جفت إثر إقدام الأخيرة على إقامة السدود عليها وتحويل مسارها إلى الداخل الإيراني كما أن تواصل شح نهر دجلة وتفرعاتها التي كانت تؤمن جزءا من حاجة الأهوار للمياه مع مواسم الجفاف المتعاقبة وانعدام الأمطار كل هذه أسهمت في تراجع مساحات كبيرة من المسطحات المائية والحق أضرارا فادحة بالتنوع الإحيائي وتدهور الثروة السمكية مصدر الرزق الأول لسكانها ما اضطر غالبيتهم إلى الهجرة أو النزوح باتجاه المدن والقصبات .أحلام وإحباط ورغم كل ذاك فإن أحلام العودة للأهوار ما زالت تراود النازحين عنها برغم شعورهم بالإحباط من هزالة البرامج الحكومية لإنقاذها من الجفاف، ويقول المواطن أبو موزان وهو أحد سكنة الأهوار النازحين إلى قضاء الكحلاء المحاذي لهور أم النعاج  أن الحنين للهور حيث عاش سنوات طفولته وشبابه هناك ما زال يجري في عروقه،  واصفاً لـ"لمدى" حياته الجديدة في دار ضمن احد أحياء القضاء بأنها أشبه بالعيش داخل قبر، مضيفا انه  "يشعر بالاختناق في المدينة" رغم انه نزح إلى هنا منذ منتصف التسعينيات بعد حملة التجفيف التي طالت مساحة واسعة من الهور الذي ولد وعاش وتزوج وأنجب فيه أولاده الخمسة الذين امتهنوا حِرفا متنوعة في المدينة بعد ذلك واستقروا هنا. ويستذكر أبو موزان  بلهجته الجنوبية المميزة الحافلة بمفردات يتطلب فهمها شرحا ما وصفها بأيام الخير هناك، حيث كان الهور يوفر له وللكثير من عوائل أبناء عشيرته والعشائر الأخرى  من القاطنين في هور أم النعاج جميع مستلزمات العيش من حيث " توفر أسماك  البني والكطان والشبوط والسمتي إضافة  لطيور البط والحذاف والخضيري والهربان وغيرها من الطيور التي تقضي شهور الشتاء هنا قادمة من أقاصي شمال الأرض، كما كانت تربية الجاموس مزدهرة"، مشيرا إلى أن كل ذلك الخير كان يوفر قوت السكان ويؤمن لهم حياة جيدة رغم افتقارهم للخدمات الأساسية أيام ذاك من جهة المدارس أو المراكز الصحية وشبكات المواصلات حيث كانوا يواجهون صعوبات جمة في الحصول على التعليم أو العلاج .ويؤكد أبو موزان أنه لم يتلمس خلال زياراته المتباعدة لهور ام النعاج أي تحسن يذكر بل أسهب في حديثه لـ"لمدى" عن تردي واقع الحياة هناك حاليا، حيث يكاد الهور يخلو من السكان كما انحسرت المياه كثيرا وافتقدت الكثير من أنواع الأسماك والنباتات، كما يندر أن ترى بعض الطيور المهاجرة التي كانت المنطقة  تجتذب أسرابها التي تضم ملايين الطيور بحسب وصفه.rnالسكان متذمرون من الإهمال الحكوميما تبقى من سكان الأهوار على قلتهم شكوا بدورهم تردي واقع الأهوار الذي وصفوه بالإهمال الحكومي تجاههم، حيث قال المواطن سلمان صاحب  من سكنة حافات هور الحويزة: إن سكان الأهوار قدموا الكثير من التضحيات وتعرضوا للمضايقات وحملات الاعتقال والتهجير من قبل النظام السابق بسبب احتضانهم لمجاميع من المعارضين للنظام الذين لجأوا لمناطق الأهوار، وأكد صاحب لـ"لمدى" أن غالبية أهالي الأهوار احتضنوا رجال المعارضة وقدموا لهم التسهيلات والطعام والحماية .. مسترسلا بالقول "بعدما ولى صدام وصاروا ربعنا المجاهدين بالسلطة  كلنا هسة يذكرونا ويردولنا الجميل ويهتمون بينا بس مع الأسف الكراسي تغير الناس ،صحيح البعض استفادوا بس ذوله كلهم من أقارب المسؤولين لو عدهم معارف واصلين وإحنا ظلينا على حالنا الأولي"، وعن زيارات المسؤولين الحكوميين ومنظمات المجتمع المدني لمناطقهم وصفها صاحب بـ(القشمرة ) مضيفا "عمي ملينا من الوعود يا هو الي يجينا  يكول حقكم وراح نسوي كذا وكذا بس من توصل للفعل كلشي ما كو والوعود هواء في شبك  والظاهر هذولة  يجون للونسة.. عمي  ملينا من الحجي وما كو فايدة".صاحب أكد لـ"لمدى" أن  شح المياه بشكل كارثي في هور الحويزة بجزئه العراقي تسبب بتدهور الثروة السمكية واختفاء الكثير من أنواعها المشهورة ما يدفع البعض من صيادي الأسماك الى  التسلل خلسة نحو الجانب الإيراني من الهور للصيد هناك برغم المخاطر حيث تكررت حالات إلقاء القبض على بعض الصيادين من قبل حرس الحدود الإيرانية ومن ثم إطلاق سراح

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram