فواصل كرويةكوبنهاغن / رعد العراقيلا شك ان احد عوامل الارتقاء بانشطة الاندية الرياضية هو الجانب المادي الذي يتيح للهيئات الادارية العمل على توظيفه من اجل النهوض بمستوى وكفاءة النادي الادارية والفنية..وقد يخطأ من يتصور ان اطلاق كلمة ناد هي عملية في غاية السهولة طالما ان هناك تجمعا لفريق كروي او فرق لبعض الالعاب من دون ان يكون لها عمق واساس مادي يسهم في ديمومة عملها ولا يجعلها تنتقل بين فترة واخرى،
بين المشاركة وبين التوقف او الغاء جزء من نشاطاتها وكأنها تعمل على ما يتوفر لها من مبالغ آنية تنشط حين تمتلىء خزائنها وتتجه الى التسول واطلاق التهديدات حين تصبح على حافة الافلاس! تلك الظاهرة هي التي تسود حاليا في الوسط الرياضي العراقي ، تفاخر كاذب بعدد الاندية المتواجدة على الساحة التي وصلت الى ارقام عالية تحسدنا عليها دول كثيرة تأخذ كثرتها على انه تطور وقفزة كبيرة في طريق تأسيس مجتمع رياضي يغطي كل شبر من البلاد.وحين نضع كل تلك الاندية على طاولة المناقشة الجدية ونتعمق في امكاناتها المادية وخططها المستقبلية وما تقدمه من اضافات فنية تخدم الرياضة على المستوى الخارجي فاننا سوف نصاب بالذهول! نعم تلك هي الحقيقة التي دائما يحاول البعض اخفاءها وراء سيل من التصريحات غير الدقيقة.اننا وبحساب الاسس والمقومات الحقيقية لتأسيس اي نادٍ او يمكن ان نطلق عليه نادياً فاننا سوف نخرج بنتيجة مفادها ان تلك الاعداد الكبيرة التي نطلق عليها اندية سوف تكون خارج هذه التسمية الا باستثناء عدد قليل لا يتجاوز اصابع اليد!من يستطيع ان ينكر ان اكثر الاندية لا يوجد فيها تمويل ذاتي مستمر ويأخذ بالتصاعد من خلال ايجاد منافذ اخرى وطرق استثمارية تقوي من موقفه المالي ، من يستطيع ان ينكر ان تلك الاندية قد وضعت في خططها الآنية مسألة الحصول على المساعدات والهبات سواء من بعض الشخصيات او من الحكومة كشرط على استمرار فعالياتها، كم من اندية لها تاريخها وانجازاتها قد عصفت بها ازمات واصبحت تدار عن طريق الجلوس على ابواب وارصفة التسول؟إن المرحلة الحالية تتطلب العمل بشكل علمي مدروس في اقرار هيكلية الاندية وتحديد الشروط الخاصة لمنحها هذه الصفة كي نضمن ان يكون لها دور فعلي في تطوير الرياضة العراقية والا فان تواجد تلك الاعداد من دون ان يكون لها اعتبار ملموس وفاعل فانه سيكون عبئا وضياعاً بالجهد والاموال لا نجني منه غير العشوائية والمزايدات الكاذبة وواجهة للتفاخر المزيف . اقول لنعطي الهيبة والاحترام والدورالحقيقي لمسمى النادي حتى وان كانت باعداد قليلة لكنها مبنية على اسس مالية وادارية قوية تحقق الغاية وتسهم في عملية التطور، اما من يعجز عن تحقيق الشروط المطلوبة ليكون ضمن تلك الاندية فان من الافضل ان تتحول الى جمعيات رياضية يكتب على واجهتها التمويل المالي عن طريق هبات المحسنين! كرتنا بحاجة الى اعادة ثقة * لا ضير من كان يريد التطور والرقي ومواكبة الدول التي قطعت اشواطا كبيرة في عملية الامساك بناصية التقدم الكروي ان يحاول الوصول الى اسرار ومفاتيح ما حققته والافادة منها بالتطبيق الفعلي لتلك المشاريع بما يلائم خصوصية البلد..اما الخطأ هو ان نستمر باساليبنا الروتينية التي عفا عنها الزمن واصبحت مثار سخرية حين نحاول عبثا ان نطوعها لتكون هي خيارنا الوحيد الذي نتمسك به في الوصول الى مراحل متطورة نضاهي به دول العالم.اتذكر قبل سنوات عدة اني قد استغربت كثيرا من بروز الاندية والمنتخبات اللبنانية في لعبة كرة السلة على مستوى القارة ، بل وعلى النطاق الدولي وقد دفعني الفضول الى متابعة تلك الحالة للوصول الى الكيفية التي استطاع بها اشقاؤنا اللبنانيون للنهوض بتلك اللعبة وبزمن قصير.وخلال تلك الفترة لاحظت ومن خلال القنوات المحلية اللبنانية ان هناك حملة كبيرة جدا للترويج عن كرة السلة وصلت الى حدود ان تكون الفترة الصباحية مخصصة لعرض المباريات ، ثم انتقلت الحملات الى الشوارع والمدارس وكل مجالات الحياة ومن ثم الاستعانة بالمحترفين الاجانب وكذلك استقطاب اللاعبين اللبنانيين من خارج الوطن كل تلك العوامل كانت العنصر الاساس في بروز وتفوق كرة السلة في هذا البلد الشقيق.مانريد ان نصل اليه هو مفارقة عجيبة وغريبة تحصل على الساحة الكروية العراقية وهي ان الكل يكاد يتفق على ان كرة القدم هي اللعبة الاولى بالعراق من دون منافس بمعنى انها لا تحتاج دعاية كبيرة كما حصل في لبنان لكرة السلة لكنها بحاجة الى اعادة ثقة وتثقيف وجذب الى التمسك بخيارات الانحياز الفطري الى الاندية والمنتخبات العراقية وكل اركان الادارة الرياضية التي تتولى تسيير اللعبة وتطويرها...اما مصدر الغرابة فهو ما يجري من عمليات معاكسة تضعف من حب الشارع الرياضي لكل ماهو اسمه كرة قدم عراقية.. فبدلا من ان تسمع الاجيال الجديدة دعوات تحبب اليهم هذه اللعبة فانهم يفاجئون بالصراعات والاتهامات والسعي الى اقصاء البعض للاخر وكلام يصل الى التشكيك والوعيد والفاظ بعيدة عن الروح الرياضية لتتحول في نظرهم الى مجرد وظيقة جامدة لا يجني منها غير العداء والبغضاء.. وحين يتوجه الى القنوات الفضائية الرياضية المحلية بعد ان يقرر ان يكون متابعا لمحبوبته وبعيداً عن طموح الدخول في هذا المجال فانه سوف يصطدم مرة اخرى حين يكتشف الفرق بين امكانات قناته المحلية وبين ا
ملحق المدى الرياضيالاندية العراقية تفتقر المقومات الحقيقة لتأسيسها.. وكرة القدم تعاني العشوائية والصراع
الاندية العراقية تفتقر المقومات الحقيقة لتأسيسها.. وكرة القدم تعاني العشوائية والصراع
نشر في: 13 أكتوبر, 2009: 05:40 م