إياد الصالحيمنذ ان حط المدير الفني البرازيلي زيكو قدماه على ارض ملعب الشعب الدولي ايذاناً ببدء اول وحدة تدريبية لمنتخبنا الوطني في رحلة استعداده للدور الرابع الحاسم لتصفيات كأس العالم في البرازيل يوم 3 حزيران المقبل بمواجهة منتخب الاردن على ارضه وبين جمهوره ،
استبشرنا خيراً بتدشين المنتخب مرحلة جديدة من التحضير وسط جمهورنا المتعطش لرؤية لاعبيه وخاصة المحترفين وهم يضاعفون استعدادهم لخوض التحدي الأكبر في المجموعة بعد انقطاع دام اكثر من سنتين منذ آخر ظهور لهم لم يستغرق سوى ساعات في (الشعب) امام منتخب فلسطين ودياً ( تموز 2009 ) طاروا بعدها الى مدينة أربيل.ومن بين المكاسب التي جناها منتخبنا الوطني بوجود زيكو المعروف عن صرامته واستقلاليته في تولي مهامه انه تم برمجة مفردات الاستعداد وفق آلية خاصة مستمدة من وقائع تتناسب مع طبيعة اللاعب العراقي التي غلبها التكاسل والملل والمزاج في التعامل مع اجواء المعسكرات التدريبية برفقة مدربين سابقين لم يفرضوا هيبتهم وشخصيتهم على اللاعبين فانفرط عقد الأسود اكثر من مرة وتصاعدت حدة المشكلات بسبب ذلك حتى انهى زيكو هذه المرحلة السوداء بتنظيم شؤون المنتخب وتحييد تدخل اتحاد الكرة من اجل ضمان نجاح رؤيته في اختتام مشواره.لكن ، للأسف لم يكن موقف زيكو حازماً مع اللاعبين المحترفين الخمسة في قطر : يونس محمود ونشأت اكرم وسلام شاكر وعلي حسين رحيمة وعلاء عبد الزهرة ، فبعد انتهاء الموسم القطري 2011 - 2012 يوم 5 أيار الحالي لم يكن أي من اللاعبين المذكورين مرتبطاً بمناسبة ما في الدوحة تحول دون التحاقه فوراً بالمنتخب ، بل حتى احتفالية تكريم نجوم الدوري القطري خلت من اسمائهم وكان الأجدى بهم تلبية نداء الوطن بعد فراغهم من المسؤولية مع انديتهم ، الامر الذي يدفعنا للتساؤل : من يتحمل هذا التقاعس المقصود الذي يحمل دلالات كثيرة تتمثل في ضعف سيطرة اتحاد الكرة والمدرب على محترفينا الخمسة ؟ حقيقة ان زيكو ومن خلال تصريحاته الاخيرة لمسنا فيها مجاملة واضحة للمحترفين لكسب ودّهم بطريقة غير مقبولة بقوله انه لا يستطيع ان يفرّط بخدماتهم وخاصة يونس محمود الذي يخشى اصابته في أية لحظة ! هذه الصراحة المبطنة بالمجاملة بقدر ما هي تعبر عن احترام وتقدير المدرب لمكانة هؤلاء في قلب المنتخب إلا انها انعكست سلبياً ودفعت يونس للتمادي أكثر والتهديد بالاعتزال بذريعة عدم تقبله انتقادات وسائل الاعلام المحلية له ، والتصرف الكيفي بموعد انخراطه هو واقرانه الاربعة في تدريبات انطاليا منذ الاربعاء الماضي ليؤكدوا فعلا انهم فوق المساءلة !ان هذا التصرف سيكون له مردود نفسي على بقية اللاعبين الشباب الذين يشعرون انهم بدلاء زملائهم الكبار في المعسكرات او المباريات الرسمية ما يقوّض معنوياتهم ويقلل من اندفاعهم لخدمة المنتخب طالما بقي المحترفون يتصرفون باستثنائية كل مرة على حساب وحدة المنتخب وانسجام صفوفه وإلا مع من كان زيكو يباشر برنامجه الخططي والتكتيكي منذ اول وحدة تدريبية مع الأسود في ملعب الشعب حتى الان اذا كان (الخماسي الأبهة) خارج التغطية الفعلية للبرنامج ؟نحتاج الحزم ليس من المدرب فقط ، بل من اتحاد الكرة الذي حضر رئيسه ناجح حمود مع امين سره بالوكالة طارق احمد احتفالية اختتام منافسات كأس امير قطر قبل ايام عدة وكان يفترض بحمود ان يُصدر توجيهه للاعبين الخمسة بالالتحاق الفوري بالمنتخب اسوة بتعاون الاتحاد القطري مع مدرب بلاده باولو اتوري الذي اصدر امراً برفض مشاركة لاعبي العنابي مع انديتهم الغرافة ولخويا والريان والعربي في الجولة الاخيرة من دوري ابطال آسيا واصطحبهم على الفور الى معسكر مدريد استعداداً للدور الحاسم في المجموعة الاولى مؤكداً عدم تنازله ببقاء لاعبي المنتخب معه!
مصارحة حرة: الخماسي الأبهة!
نشر في: 15 مايو, 2012: 06:43 م