حازم مبيضينأثارت فكرة قيام شكل ما من الاتحاد، بين دول مجلس التعاون الخليجي، زوابع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خصوصاً أن الخطوة الأولى للاتحاد المقترح، تعلقت بشكل ما من الوحدة بين مملكتي السعودية والبحرين، وسمى مجلس الشورى الإيراني تلك الخطوة بالمشروع السعودي لضم البحرين،
التي لن تكون لقمة سائغة تبتلعها السعودية بسهولة، ذلك أن هذه الخطوة اللامنطقية ستؤدي إلى تعزيز الانسجام والاتحاد بين الشعب البحريني في مواجهة المحتلين، وستنقل الأزمة البحرينية إلى السعودية، وستدفع المنطقة إلى فوضى أكبر، حسب تعبيرات بيان مجلس الشورى الإيراني، الذي تخبط فوصف البحرين مرةً بأنها بلد إسلامي عربي مستقل وعضو في منظمة الأمم المتحدة، وبأنها المحافظة الإيرانية الرابعة عشره تارة أخرى. ابتداءً نود تأكيد عدم انتمائنا لمجاميع القومجيين الشوفينيين، ودعواتنا واضحة حول مساندتنا حقوق الأقليات التي تعيش في هذه المنطقة بتقرير مصيرها، كما أن موقفنا واضح برفض الاصطفاف والتعصب الطائفي، الذي يحطم الصورة البهية للانتماء الوطني، غير أن المواقف والسياسات الإيرانية تدفعنا مرغمين، إلى السؤال عن المنطلقات التي تدفع حكام طهران إلى اللجوء إلى كل الوسائل، لإثبات عدائها لمحيطها السني من جهة، والقومي من الجهة الأخرى، فهي تحتل جزراً عربية في الخليج، بعد أن ضمت إليها قسرا منطقة الأحواز، وتقف إلى جانب المعارضة في البحرين باعتبارها حكراً على أبناء الطائفة الشيعية، وتدعم النظام السوري على فرض أنه علوي يقاتل أبناء السنة.تعلن الجمهورية الإيرانية اليوم " أن الشعب البحريني المتدين الغيور، أثبت أن حميته الإسلامية وهويته الوطنية وقبضاته المرتفعة ونداءات الله أكبر، هي أقوى من كل القوات الغازية والمحتلة، وأن الدماء الزكية للشهداء البحرينيين ستنتصر على السيوف الغازية، وهي تعتبر أن أي خطوة اتحادية بين السعودية والبحرين تعني " ضم البحرين إلى السعودية "، وتعتبر أن قرار مجلس الشورى الوطني الإيراني عام 1971، إبان عهد الشاه، والذي يعترف بالبحرين دولة مستقلة، قراراً سيئ الصيت، في حين ترى في قرار الشاه احتلال الجزر العربية في الخليج، قراراً قومياً وطنياً يستحق الإشادة والتمسك به إلى آخر المدى، والمدهش أنهم في الجمهورية الإسلامية يرون أنه " إذا كان من المفترض حدوث أمر ما في البحرين، فإن البحرين من حق إيران وليس السعودية " وكأن هذه المملكة العربية، الموغلة في التاريخ، ليست أكثر من كرة تتقاذفها أقدام اللاعبين الإيرانيين أو السعوديين.نؤكد هنا وبعيداً عن السياسات الرسمية للرياض وطهران، أن العلاقات العربية الإيرانية أكبر من النظرة الطائفية الضيقة، وأهم من الانتماء القومي الشوفيني لدى الطرفين، وأن سلطة الجغرافيا ستنتصر على كل ما عداها، هذا إن استبعدنا تشابك المصالح بين شعوب القوميتين العربية والفارسية، وهم يتشاركون جميعاً في إقليم تتنازع القوى الدولية عليه جهاراً نهاراً، ومفيد التذكير بأن النفخ في كير الطائفية، سيرتد سخاماً أسود على النافخين، أياً كانوا، وبأي حجج تذرعوا، وأن الصراعات التي يتم اختراعها وتغذيتها في منطقتنا لن تخدم غير أعداء العرب والإيرانيين على حد سواء.وبعد، فإن على الآخرين الاقتناع بأن ما يجري في البحرين شأن داخلي، يخص أبناء هذه المملكة وحدهم، وأن أي خطوات اتحادية أو غيرها، تتخذها دول مجلس التعاون الخليجي، هي شأن داخلي لشعوب هذه المنطقة، وأن محاولات تصدير الأزمات الداخلية إلى دول الجوار، وبغض النظر عمن يلجأ إلى هكذا أساليب، لن تصب في صالح المنطقة وشعوبها ومستقبل أجيالها، التي تستحق مستقبلاً أفضل من الذي يخطط له اليوم ساسة المنطقة وحكامها.
في الحدث: العرب وإيران عداء يخدم الأعداء
نشر في: 15 مايو, 2012: 06:52 م