كتب/ زيدان الربيعيهناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
في زاوية (نجوم في الذاكرة) سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها، حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.نتحدث في الحلقة التاسعة والعشرين عن مسيرة حارس مرمى المنتخبات العراقية ونادي الجيش عبد الفتاح نصيف جاسم الذي ولد عام1951 حيث لعب اثنتين وخمسين مباراة دولية ، وسيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.بداياته: بدأ الحارس فتاح نصيف ممارسة الرياضة بعيدا عن لعبة كرة القدم من خلال دراسته في إعدادية الاعظمية، حيث مارس لعبة كرة الطاولة ثم كرة السلة وفي عام 1966 حدثت نقطة التحول في حياته الرياضية عندما اختاره مدرس الرياضة في إعدادية الاعظمية نجم الدين العراقي ليكون حارساً لمرمى الإعدادية المذكورة من دون رغبة منه وقد كان هذا الاختيار قد فتح الأبواب أمام حارس مرمى شاب ليصبح لاحقاً واحداً من خيرة حراس المرمى في تاريخ الكرة العراقية. وبعد أن برز مع إعدادية الاعظمية اختاره المدرب الراحل محمد حسون لمنتخب التربية ،حيث تمكن من إرجاع ركلتي جزاء أمام فريق إعدادية التجارة وقاد فريقه للفوز ببطولة. وفي عام 1968 تم استدعاؤه لمنتخب الشباب من قبل المدرب يوري وفي ذات العام دُعي إلى المنتخب الوطني ليكون اصغر لاعب بين زملائه. لكن الغريب في هذا الأمر أن أهل فتاح نصيف منعوه من ممارسة اللعبة برغم أنه أصبح لاعبا دوليا ودعوه إلى الانتباه لدراسته، حيث اخبر المدرب بهذا الأمر المفاجئ. وفي عام 1968 أيضا انضم إلى فريق الأمة الذي كان يشرف على تدريبه الراحل يونس حسين وكانت مباراته الأولى ضد فريق الطيران وانتهت لصالح فريق الأمة (1 ـ0).وفي عام 1969 أكمل فتاح نصيف دراسته الإعدادية حيث بات أمر ممارسة لعبة كرة القدم سهلاً أمامه، لذلك قرر الانتقال إلى فريق الفرقة الثالثة تحت أشراف عبد الإله عبد الحميد ومن هذا الفريق دُعي مرة أخرى إلى منتخب الشباب من قبل المدرب يوري وكان من بين اللاعبين الذين هزموا منتخب شباب ألمانيا الشرقية بثلاثية فالح عبد حاجم الشهيرة، وفي عام1974 انضم إلى فريق الجيش وبقي فيه حتى الاعتزال.وفي عام 1976 اختير فتاح نصيف للمنتخب الوطني وفي عام 1977 كان مع المنتخب العسكري.أول وآخر مباراة دولية: لعب فتاح نصيف أول مباراة دولية عام 1977 ضد المنتخب الجزائري وانتهت عراقية بهدف واحد مقابل لاشيء، أما آخر مبارياته الدولية فكانت ضد منتخب الإمارات في الشارقة عام 1987 وانتهت عراقية بثلاثة أهداف مقابل لا شيء وكانت المناسبة تصفيات دورة سيئول الاولمبية.مباراة اعتزاله: يكاد يكون فتاح نصيف من اللاعبين العراقيين القلائل الذين نُظمت لهم مباراة اعتزال دولية حيث استغل وجود المنتخب الكويتي في بغداد عام 1988 ليقرر اعتزاله اللعب دولياً. حيث شارك لمدة خمس دقائق ثم غادر الملعب محمولا على الأكتاف ليطوي مسيرة طويلة جدا استمرت لثلاثة عقود متواصلة مع المنتخبات الوطنية.مساهماته: بعد أن انتقل فتاح نصيف إلى فريق الجيش أسهم معه في تحقيق العديد من الانجازات الكبيرة منها الفوز ببطولة الدوري وبطولة الكأس مرتين وبطولة مارحليم الدولية واحدى البطولات المحلية. أما مع المنتخبات الوطنية فله انجازات كبيرة جدا منها فوز المنتخب العسكري ببطولة العالم العسكرية في دمشق عام 1977 ودورة الخليج العربي السابعة في مسقط 1984 حيث كان له الفضل الأكبر في فوز منتخبنا بالبطولة بعد أن ارجع أربع ركلات جزاء ترجيحية من قبل لاعبي المنتخب القطري في المباراة الفاصلة، كما أسهم في فوز العراق ببطولة مرليون الدولية في سنغافورة عام 1984 وتمكن من رد ركلتين ترجيحيتين من قبل لاعبي المنتخب الاسترالي، وسجل هدفا في مرماه من ركلة جزاء ترجيحية أيضا. ثم أسهم في تأهل المنتخب العراقي إلى نهائيات مونديال المكسيك عام 1986 وشارك في النهائيات وحمل شارة الكابتن في مباراة العراق والمكسيك. كما أسهم في تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات دورة سيئول الاولمبية عام 1988.مشاركاته: يحتوي السجل الشخصي للحارس فتاح نصيف على العديد من المشاركات الخارجية المهمة لعل أبرزها المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية في بانكوك عام 1978 ونهائيات دورة موسكو الاولمبية عام 1980.حالة نادرة : يمكن عد ما تعرض له الحارس فتاح نصيف من عملية إبعاد عن المنتخبات العراقية منذ عام 1980 ولغاية عام 1984 حالة نادرة في تاريخ الكرة العراقية، لكن ما أن سنحت له الفرصة ثانية عام 1984 وتحديدا بخليجي 7 في مسقط عام 1984 حتى تمسك بالفرصة بشكل قوي ولم يتركها إلا بقناعته كما أشيع لحظة اعتزاله عام 1987 من اللعب مع المنتخبات العراقية. إلا انه في الآونة الأخيرة ظهر له أكثر من قول يشير فيه إلى انه أُجبر على الاعتزال لذلك ادعوه أن
ملحق المدى الرياضياستمر ثلاثة عقود متواصلة في الملاعب المحلية..فتاح نصيف..أفضل حارس مرمى عراقي في رد رك
استمر ثلاثة عقود متواصلة في الملاعب المحلية..فتاح نصيف..أفضل حارس مرمى عراقي في رد رك
نشر في: 13 أكتوبر, 2009: 05:44 م