 كركوك / روشن قاسمتعد كركوك من أبرز القضايا العالقة بين بغداد وأربيل، إلا أن هذه المحافظة بعد أن تنفست الصعداء مع التغييرات الإدارية التي جرت في شهر نيسان عام 2011، بما تم إنجازه من مشاريع في مختلف القطاعات الخدمية، عادت إليها التوترات مرة أخرى
 بسبب تداعيات الأزمة السياسية في البلاد والزيارتين المثيرتين للجدل من قبل الحكومتين الاتحادية وإقليم كردستان. الزيارتان أثارتا ضجة إعلامية كبيرة كان وراءها شخصيات وأطراف سياسية في بغداد وأربيل على حد سواء، وهو ما انسحب على المحافظة مؤخرا. محافظ كركوك والقيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني نجم الدين كريم، وصف ما أثير حول الزيارتين الأخيرتين لكل من رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس حكومة إقليم كردستان عماد أحمد، بأنها "ما هي إلا مزايدات سياسية وأهل كركوك في غنى عنها".وبشأن تداعيات الأزمة وأهم القضايا في المحافظة، وخاصة الانتخابات المحلية الجاري الحديث عنها والتي تأخرت منذ سبعة أعوام، قال محافظ كركوك نجم الدين كريم لـ"المدى": إنه لن تكون هناك تداعيات "فنحن في كركوك من جميع المكونات مقتنعون بضرورة أن تكون لدى المحافظة علاقات جيدة مع الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان".وأضاف "بطبيعة الحال نحن مرتبطون إداريا ببغداد، فكل ما يتعلق بالتعيينات والموازنة مرتبط بالحكومة الاتحادية كما هو الحال بالنسبة لإقليم كردستان، وبالتالي علينا التعامل ليس فقط مع المركز والإقليم، بل والمحافظات المجاورة أيضا".ونوه كريم "كركوك مشمولة بالمادة 140 من الدستور، ما يعني أن هناك ما نتقاسمه مع الإقليم وحكومته أيضا، كون كركوك تاريخيا كانت عاصمة ولاية شهرزور وهي ولاية كردستانية".مزايدات سياسيةالمحافظ يرى أن تصريحات بعض الشخصيات والأطراف السياسية الكردية وغير الكردية، والضجة الإعلامية التي أثيرت حول اجتماع الحكومة الاتحادية الذي عقدته في كركوك وما أعقبها من زيارة لحكومة إقليم كردستان للمحافظة، أنها "تدخل في إطار المزايدات السياسية، والجميع يدرك أن هناك توترا في العلاقات بين الحكومة الاتحادية وعدة جهات بضمنها الإقليم".وعن أسباب  الزيارة، أوضح كريم "في إحدى زياراتنا لبغداد، دعونا رئيس الوزراء نوري المالكي لزيارة كركوك ليعلن خلالها تحويل قاعدة الحرية الجوية إلى مطار مدني، وهو من جانبه وعد بتلبية الدعوة من دون أن يحدد موعدا لها"، مبينا "علمنا فيما بعد بقرار مجلس الوزراء عقد جلستهم في كركوك ورئيس الجمهورية ورئاسة وحكومة الإقليم كانوا مطلعين على هذا الأمر".وأردف "اعتبرنا أنه من المفيد عقد جلسة مجلس الوزراء في كركوك إذ لدينا عدة قضايا معلقة، فهناك مركزية قوية في بغداد نحن بصدد معالجتها، وكان الاجتماع فرصة لنلتقي بجميع الوزراء وتم الاستماع لمطالبنا".أما توقيت الزيارة فيرجح المحافظ أنه "ربما كان لرئيس الوزراء غرض سياسي من ورائها، المسألة في الحقيقة تخص العلاقة بين الكيانات المعارضة لرئيس الوزراء وقائمته والكيانات الأخرى"، لافتا "نحن في كركوك سبق أن زارنا مسؤولون كثيرون سواء من الإقليم أم من الحكومة الاتحادية ولم تكن هناك أي مشكلة".وأشار كريم إلى أن "الوزراء الكرد في الحكومة الاتحادية اعتبروا الزيارة موقفا سياسيا، وكان انسحابهم بناءا على طلب من إقليم كردستان، وأنا شخصيا كمحافظ كركوك أرى من الطبيعي أن استقبل مجلس الوزراء في المحافظة وكان هذا رأي رئاستي الجمهورية وحكومة الإقليم قبل الاجتماع الذي استضافته كركوك".وبخصوص من يرى أن زيارة حكومة الإقليم جاءت كرد فعل على اجتماع مجلس الوزراء في كركوك، قال كريم: "كلا إطلاقا، لأن زيارة نائب رئيس مجلس وزراء الإقليم عماد أحمد وبعض الوزراء كانت مقررة قبل قرار زيارة الحكومة الاتحادية، لكن تقارب موعد الزيارتين فهم على أنه رد فعل".وبشأن حضور وزير واحد فقط من القائمة العراقية، وصف المحافظ ذلك بأنه "نفاق سياسي، وزراء العراقية الذين يدعون أنهم يتحالفون مع إقليم كردستان من أجل التغيير في بغداد حضروا الاجتماع، ما يعني أن هناك نفاقا من قبل القائمة العراقية، ولكن نحن الكركوكيون في غنى عن كل هذه المزايدات"، على حد قوله.وفي ما يتعلق باعتراض الجبهة التركمانية على تصريحات نائب رئيس حكومة الإقليم، قال محافظ كركوك: "الجبهة التركمانية فيها آراء متباينة، كما فيها جماعات يزايدون على الآخرين بتركمانيتهم، وزيارة وفد إقليم كردستان طبيعية جدا، والإقليم قام خدمات كثيرة لكركوك، إذ ساعد المرحلين، وساهموا بتحسين الكهرباء في المحافظة".وأضاف "التصريحات النارية الصادرة سواء من المجلس السياسي العربي أو الجبهة التركمانية أو من بعض الشخصيات في الإقليم لا تعبر عن حاجات الكركوكيين وهي بعيدة عن الواقع المعاش وتبحث فقط عن وسائل الإعلام".وبخصوص وصف كركوك بأنها قنبلة موقوتة، اعتبر كريم هذا الوصف بأنه  "خاطئ قد تحاول الجهات الإرهابية أو الذين يطلقون ت