TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: لعنة أوروك

نص ردن: لعنة أوروك

نشر في: 15 مايو, 2012: 07:43 م

 علاء حسن  قادة عسكريون كبار ومسؤولون في النظام السابق وقبل الاطاحة به باكثر من شهرين ، تلقوا رسائل عبر البريد الالكتروني ، وعبر موقع اوروك الخاضع لاشراف جهاز المخابرات وقتذاك ، تتضمن الدعوة للتمرد على النظام ، مئات المسؤولين وكبار الضباط، تلقوا  الرسائل لكنهم ،
 لم يكشفوا عن مضامينها خوفا من العواقب الوخيمة ، علما ان الجهة المشرفة على "اوروك" وكان مقرها في الطابق العاشر من بناية وزارة الاعلام ، المشغولة حاليا من قبل مجلس محافظة بغداد ، تعلم بتلك الرسائل ، ولم تستطع حجبها او منع ارسالها من المصدر ، فاسهمت هي الاخرى في مضاعفة قلق ومخاوف المسؤولين السابقين من ورطة ولعنة اوروك. اصحاب الزي الزيتوني "بلعوا الموس" ولم يجرؤ احدهم ان يكشف لزميله عن تلقيه الرسائل اليومية ، فالحديث في هذا الشأن يعد واحدا من المحظورات ، ويهدد امن النظام ، لان العراقي سواء كان مسؤولا او مواطنا عاديا كان يشعر بان الاجهزة الامنية تراقب تحركاته واتصالاته حتى في داخل غرفة نومه ، وكان يتجنب الحديث عبر الهاتف الارضي بامور سياسية ، ويتقصد الاشادة بالنظام والقيادة الحكيمة ، وقدرتها على احباط المخططات العدوانية ، وتحقيق النصر الناجز ، وانهاء الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب العراقي ، مع الاشارة الى ان الحكومة جادة في تحسين مفردات البطاقة التمونية ، والغاء رسوم اصدار جواز السفر  البالغة نصف مليون دينار عراقي مطبوع محليا ، وللتعويض عن الشعور بالخوف من الرسائل الالكترونية ، يؤكد المسؤول لمحدثه وعبر الهاتف ، انه يجهل استخدام الانترنيت ، ولا يقترب منه ، في اشارة الى الرقيب بانه لم يطلع على لعنة اوروك ، وما يحمل من "مصايب" .  مراسل صحيفة امارتية في بغداد انقذ المسؤولين ، عندما نشر تقريرا كشف فيه عن تلقيهم رسائل الكترونية ، بعثت بها جهة مخابراتية اميركية لغرض اضعاف الروح المعنوية لكبار القادة العسكريين والضباط والمسؤولين ، وعندما اعادت صحيفة محلية  ما نشرته الجريدة الاماراتية ، تبددت مخاوف المسؤولين من لعنة اوروك ، واصبح الحديث عن الرسائل الالكترونية بشكل علني ، مع اجماع بانهم تخلصوا من الارق لشعورهم بالاطمئنان ، وراحة البال ، لان الخوف تبدد بشكل وقتي على الرغم من تسارع الاحداث ،  وسماع قرع طبول الحرب ، والدعوات عبر اوروك تتواصل بشكل يومي متكرر. لعنة اوروك في زمن النظام السابق ما زالت مستمرة ، فبعض المسؤولين فضلا عن الاشخاص المقربين من اصحاب النفوذ  يتلقون رسائل الكترونية يومية تنصحهم ، باعادة النظر بمواقفهم لان التفافهم حول المسؤول الكبير في الحكومة لن ينفعهم ولا يحقق لهم تمنياتهم ، والفارق بين رسائل امس واليوم انها تصل من جهات محلية وسابقا من اطراف خارجية ، وهي  لا تثير الخوف والقلق ، ولكنها تقدم نصائح في اعادة ترتيب اولويات المصالح الشخصية ، ولاسيما ان موعد  اجراء الانتخابات المحلية  يقترب ، والقوى السياسية باشرت خطوات مبكرة استعدادا لهذا الاستحقاق ، والحاجة الى" لعنة اوروك" ضرورية في المشهد السياسي المغرم باتخاذ مسار "ابو الجنيب " بالمشي الصفح .    

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram