ولاية سعيد باشاشهد عهد المماليك في العراق في منتصف القرن الثامن عشر استقلالاً شبه ذاتي عن عاصمة الدولة العثمانية اسطنبول. وكان سليمان باشا الكبير أشهر ولاة هذا العهد، فقد استمرت ولايته من عام 1780 وانتهت بوفاته عام 1802. وبعده برزت الخلافات والمؤامرات بين الأبناء والأصهار، فتولى صهره علي باشا الكهية الولاية وفق وصية الوالي الراحل. ودام حكمه خمس سنوات وانتهى بمقتله غيلة سنة 1807.
تولى سليمان باشا الصغير (ابن أخت الوالي القتيل) الولاية وكان بمنصب الكهية في عهد خاله علي باشا، غير أن علاقته باسطنبول كانت تزداد سوءا يوما بعد يوم، فأرسلت إليه رسولا يحمل وعدا ووعيدا، إلا أنه استهان بالأمر، فأعد هذا الرسول جيشا كبيرا زحف به إلى بغداد واستطاع دخولها وفرار الوالي الصغير ثم مقتله في تشرين الأول 1810. وتولى بعده الولاية عبد الله أغا التوتنجي واستمر عهده سنتين وانتهى بمقتله فتولى الابن الأكبر لسليمان باشا الكبير سعيد باشا الولاية، ودخل بغداد في مثل هذا اليوم من عام 1813. غير أن الصراع داخل الأوساط المملوكية استمرت، فقد كانت أم الوالي الجديد تبغض زوج ابنتها داود باشا حتى عزلته عن منصبه الكهية فأصبح زعيما للمعارضة، حتى تمكن من نيل فرمان سلطاني بعزل سعيد باشا وتوليته. إلا أن سعيد باشا رفض الأمر، واستمر الصراع إلى أن دخل داود باشا بغداد في شباط 1817، وهرب سعيد باشا إلى دار أمه ملتجئاً، غير أنه قتل أمامها شر قتلة. "وتلك الأيام نداولها بين الناس..".rn رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 15 مايو, 2012: 08:34 م