TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شناشيل:بديل المالكي

شناشيل:بديل المالكي

نشر في: 15 مايو, 2012: 09:09 م

 عدنان حسينلا أظن ان رئيس الوزراء نوري المالكي يرضى بأن تُرسم له صورة، ذهنية أو واقعية، تماثل صورة صدام حسين الذي وقّع شخصياً على القرار الخاص بتنفيذ الحكم باعدامه بوصفه دكتاتوراً طاغية قاتلاً تسلط على الشعب رغماً عن إرادته واختياره.ولا أدري إن كان المالكي متنبهاً أو غافلاً عن الصورة الذهنية التي يُقدم بها عبر الإعلام، فهي تشبه في الكثير من تفاصيلها صورة صدام. ومن يعرض المالكي في هذه الصورة هم مساعدو المالكي وأنصاره والدائرون في فلكه حباً أو تزلفاً وتملقاً قبل خصومه ومنافسيه.
آخر هؤلاء النائب عن كتلة المالكي "ائتلاف دولة القانون" محمد الصيهود الذي أعلن أمس أن " لا بديل عن المالكي الا المالكي نفسه ولا يمكن تغييره سيما في هذا الوقت لما قدّمه من خدمات كبيرة ومتنوعة للبلاد"... قال هذا رداً على الدعوات من كتل وائتلافات مختلفة لاستبدال المالكي، واختيار شخص آخر غيره من داخل التحالف الوطني، وربما "دولة القانون" لتولي رئاسة الحكومة خلال السنتين المقبلتين، وهو كل ما تبقّى من عمر الحكومة الحالية."لا بديل عن المالكي الا المالكي نفسه".. هذا الكلام يشبه بالضبط ما قيل عدة مرات عن صدام حسين، فعندما أمتد كثيراً أمد الحرب مع ايران وطُرح اقتراح باستبدال صدام الذي تعهد الزعيم الايراني يومها، الخميني، بعدم وقف الحرب الا بعد اسقاط صدام، كان مساعدون لصدام ومقربون منه واصدقاء له في الخارج يقولون إنهم لا يرون بديلاً لصدام الا هو نفسه. وتكرر الأمر بعد حرب الخليج الثانية (1991)، فمساعدو صدام وموالون له لم يكونوا يرون بديلاً لصدام غير صدام، رداً على الدعوات الموجهة للخلاص من صدام تمهيداً للخلاص من الحصار والعقوبات الدولية.في الحالين كان هناك في الواقع أكثر من بديل لصدام، حتى من البعثيين أنفسهم. ولو تخلّص البعثيون من صدام في الثمانينات أو في التسعينات لكان للعراق تاريخ آخر غير تاريخه الفاجع للغاية، المتواصل حتى الآن بصورة من الصور.من المفترض الا يقبل المالكي بالقول ان "لا بديل للمالكي الا المالكي"، ففي هذا إهانة لكل قيادات حزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه، فمعنى هذا الكلام ان "الدعوة" حزب عقيم لا يلد الا مرة واحدة زعامة له وللعراق. وفي هذا الكلام إهانة لكل قيادات "التحالف الوطني" الذي رشح المالكي لرئاسة الحكومة الحالية وكان في إمكانه أن يرشح أحداً غيره من تسعين نائباً له في البرلمان، وهو اليوم يستطيع، إن أراد، أن يغيّره خلال ساعتين فقط هما طول جلسة البرلمان التي يمكنها سحب الثقة من المالكي وحكومته.والزعم بأن ما من بديل للمالكي غيره إهانة أيضاً لكل الحركة السياسية العراقية ... لكل الكفاءات الادارية في الدولة العراقية ... لكل الشعب العراقي، فالمعنى الوحيد لهذا الكلام ان العراق أمة لا تستحق الحياة الحرة الكريمة لأنها غير قادرة على انتاج بدلاء لحكامها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram