عدنان حسينلا أظن ان رئيس الوزراء نوري المالكي يرضى بأن تُرسم له صورة، ذهنية أو واقعية، تماثل صورة صدام حسين الذي وقّع شخصياً على القرار الخاص بتنفيذ الحكم باعدامه بوصفه دكتاتوراً طاغية قاتلاً تسلط على الشعب رغماً عن إرادته واختياره.ولا أدري إن كان المالكي متنبهاً أو غافلاً عن الصورة الذهنية التي يُقدم بها عبر الإعلام، فهي تشبه في الكثير من تفاصيلها صورة صدام. ومن يعرض المالكي في هذه الصورة هم مساعدو المالكي وأنصاره والدائرون في فلكه حباً أو تزلفاً وتملقاً قبل خصومه ومنافسيه.
آخر هؤلاء النائب عن كتلة المالكي "ائتلاف دولة القانون" محمد الصيهود الذي أعلن أمس أن " لا بديل عن المالكي الا المالكي نفسه ولا يمكن تغييره سيما في هذا الوقت لما قدّمه من خدمات كبيرة ومتنوعة للبلاد"... قال هذا رداً على الدعوات من كتل وائتلافات مختلفة لاستبدال المالكي، واختيار شخص آخر غيره من داخل التحالف الوطني، وربما "دولة القانون" لتولي رئاسة الحكومة خلال السنتين المقبلتين، وهو كل ما تبقّى من عمر الحكومة الحالية."لا بديل عن المالكي الا المالكي نفسه".. هذا الكلام يشبه بالضبط ما قيل عدة مرات عن صدام حسين، فعندما أمتد كثيراً أمد الحرب مع ايران وطُرح اقتراح باستبدال صدام الذي تعهد الزعيم الايراني يومها، الخميني، بعدم وقف الحرب الا بعد اسقاط صدام، كان مساعدون لصدام ومقربون منه واصدقاء له في الخارج يقولون إنهم لا يرون بديلاً لصدام الا هو نفسه. وتكرر الأمر بعد حرب الخليج الثانية (1991)، فمساعدو صدام وموالون له لم يكونوا يرون بديلاً لصدام غير صدام، رداً على الدعوات الموجهة للخلاص من صدام تمهيداً للخلاص من الحصار والعقوبات الدولية.في الحالين كان هناك في الواقع أكثر من بديل لصدام، حتى من البعثيين أنفسهم. ولو تخلّص البعثيون من صدام في الثمانينات أو في التسعينات لكان للعراق تاريخ آخر غير تاريخه الفاجع للغاية، المتواصل حتى الآن بصورة من الصور.من المفترض الا يقبل المالكي بالقول ان "لا بديل للمالكي الا المالكي"، ففي هذا إهانة لكل قيادات حزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه، فمعنى هذا الكلام ان "الدعوة" حزب عقيم لا يلد الا مرة واحدة زعامة له وللعراق. وفي هذا الكلام إهانة لكل قيادات "التحالف الوطني" الذي رشح المالكي لرئاسة الحكومة الحالية وكان في إمكانه أن يرشح أحداً غيره من تسعين نائباً له في البرلمان، وهو اليوم يستطيع، إن أراد، أن يغيّره خلال ساعتين فقط هما طول جلسة البرلمان التي يمكنها سحب الثقة من المالكي وحكومته.والزعم بأن ما من بديل للمالكي غيره إهانة أيضاً لكل الحركة السياسية العراقية ... لكل الكفاءات الادارية في الدولة العراقية ... لكل الشعب العراقي، فالمعنى الوحيد لهذا الكلام ان العراق أمة لا تستحق الحياة الحرة الكريمة لأنها غير قادرة على انتاج بدلاء لحكامها.
شناشيل:بديل المالكي
نشر في: 15 مايو, 2012: 09:09 م