محمود النمر ضيّف الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ، الشاعرة المغتربة بلقيس حميد حسن، التي هاجرت من أرض الوطن عنوة أو هربا من قبضة الطغمة الفاشية الصدامية ، قدم الجلسة المسرحي فاضل عباس ،الذي أعلن أن تقديم شاعر هو ورطة قد تتكلل بالنجاح، فإن منطقة الشعر هي من أكثر المناطق وعورة ، وتحتاج إلى حرفة ومعرفة اللعبة ، لأنها منطقة ملغزة وملغومة كذلك هي محبوكة لا تحكمها خطوط الخرائط أي لا تخضع إلى أي مسمى سوى الشعر .
وقال إنه سيترك الشاعرة تقدم نفسها :(فنحن الآن في ضيافتها ،وسنسمع منها ما هو مسكوت عنه في الغربة ، فالكلام أولا وأخيراً للشاعرة والشعر). ثم تحدثت الشاعرة بلقيس حميد حسن عن طفولتها وما تحمل هذه المفردة من انزياحات نحو الماضي الجميل ،عن صديقاتها ومدرستها، عن أبيها الذي كان يعلم أولاده اللغة وكيفية استعمال المفردات والنحو والحفظ ، بحيث استطاع هذا الرجل أن يفجر طاقات أولاده في سبك اللغة واستخدامها في صياغات بليغة، وقالت : لقد تركت بغداد عام 1979، ولأني لأول مرة بعد غياب طويل ربما من عام 1977، اشتركت في مسابقات شعرية في بغداد، وبعد غيابي الطويل كنت أتمنى من الإخوة الأدباء الذين يعرفون سيرتي الشعرية والذاتية ، ان يتحدثوا عني ، وليس أنا أتحدث عن نفسي .وأضافت بلقيس: كان همي هو العراق الذي حملته ، أنا من بيت يكتب الشعر والدي هو الشاعر عبد الحميد السنيد، لديه ديوان شعر بعنوان "ألحان الروم" صدر عام 1964،وكان شاعرا رومانسيا زاهدا توج أول صفحة من صفحات ديوانه، ببيتين يقول فيهما / إن أزهق الموت روحي / وغاب في الترب جسمي / فثروتي بعد موتي / ديوان شعري ورسمي .وقد ورثتُ الزهد كذلك من أبي فلا اطمع بأي شيء في هذه الدنيا سوى الشعر فهو روحي ودمي .وفي باب المداخلات كانت الفنانة سناء عبد الرحمن تستذكر بلقيس عندما كانت في المدرسة المتوسطة والثانوية، وكيف كانت بلقيس تلقي بظلالها اللغوي والنحوي على صداقتهما، حيث تعرف أسرار اللغة والتصريف وكانت مدهشة بصياغاتها الإنشائية وقراءة الشعر وقالت" إن مسيرة الفنية بدأت منذ كنت طفلة في سوق الشيوخ الى السادس العلمي ثم دخلت إلى الجامعة.
بلقيس حميد حسن: أبي هو الذي صاغني قصيدة جنوبية
نشر في: 16 مايو, 2012: 06:27 م