إعداد المدى توفي يوم أمس الروائيّ المكسيكيّ الأشهر كارلوس فوينتس عن أربعة وثمانين عاماً وأكثر من ثلاثين رواية وعشرات الكتب الأخرى في شتى المجالات. كانت ولادة فوينتس في نفس السنة "1928" التي ولد فيها غابريل ماركيز، ولدا معاً، ومعاً غيّرا صورة الأدب في أميركا اللاتينية والعالم. لكن فوينتس ظلّ، على العكس من مجايله الأشهر، مجهولاً لدينا نحن القراء العرب، فأول ترجمة لأعماله كانت في 1984. روايته "موت ارتيمو كروز"
التي ترجمها محمد عيتاني وصدرت عن مؤسسة الأبحاث العربية يتحدث عنها فوينتس بقوله: إنها حوار مرايا متقابلة بين جوانب شخصية عجوز محتضر يحاول من خلال الذاكرة ترميم ما تبقى من حياته خلال اثني عشر يوماً، وفي الحوار مزيج من الواقع والفانتازيا ومن الذاكرة والاختلاق.والرواية تتبع بنية سردية غريبة وتظهر كفسيفساء من 38 ذرة متفاوتة الطول.طوال أكثر من خمسين عاماً لم يتوقف فوينتس عن الكتابة أدباً وسيرة وسياسة، رواياته يتناوب فيها الهمّان الجمالي والسياسيّ كدأب كلّ أعمال أميركا اللاتينية المشغولة بالديكتاتوريّات وإرثها الثقيل، لكن المهمومة أيضاً بأسئلة الحرية، كما بتحويل الواقع إلى سحر.يكتب فوينتس "ثمة جوادان، الجمالي والسياسي، والروائيّ في أميركا اللاتينية غارق في المهمة الصعبة: أن يمتطي الجوادين في آن".في آخر حياته كتب "ضدّ بوش" لكنه كتب أيضاً ضدّ من يعلنون أنفسهم أعداء لبوش ، كالرئيس الفنزويلي شافيز، الذي كلف مستشاريه بالردّ على فوينتس، لكنّ فوينتس كتب عن منتقديه هؤلاء "إنهم مهرجون يعملون عند مهرّج".ومثل كبار الكتّاب كان مشغولاً بأسئلة الحرية والسعادة، أي بين العامّ والخاصّ ، كتب مرة: "لم تغبْ السعادة يوما عن التفكير الغربي. تميِّز اللغة اللاتينية بين السعادة التي هي ثروة خارجية وبين الغبطة التي هي فعل داخلي". أما الحرية فهي "مأسوية، لأنها تُدرِك ضرورتَها وحدودَها في آنٍ".بعد دقائق من وفاته كتب الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون على صفحته الخاصة في تويتر " أشعر بأسف عميق لوفاة عزيزنا كارلوس فوينتس، وهو كاتب عالمي ومكسيكي. لترقد روحه بسلام."
وفاة كارل فوينتس..روائيّ الحرية المأساوية وغبطة الأعماق
نشر في: 16 مايو, 2012: 06:29 م