 علاء المفرجي صورة بالأبيض والأسود لأيقونة السينما وأسطورتها ، يختارها مهرجان "كان" السينمائي الـ62 الذي انطلق أمس في احد أهم أعراس السينما على الإطلاق. في الذكرى الخمسين لرحيلها، يختار المهرجان السينمائي الأعرق مونرو، جرياً على تقليد اعتمده منذ أربع دورات بدأه بمونيكا فيني، مروراً بنجمة السينما الفرنسية بينوش والأميركية دانوي.
يوم كان مجد السينما ينهض على بريق النجومية.. ويوم كان النجم صناعة، يهدر من أجله الطائل من الأموال، سطعت نجومية مارين مونرو.. التي لم تكن نجماًً تقليدياً في سماء السينما ، بل نجم متفرد يرى فيه النجوم نجماً... رمز الجمال، ونموذج لما يمكن أن يصنعه الحرمان.. عندما عشقت اختارت أن يكون العشيق الرجل الأقوى في العالم (كيندي) ، وعندما اختارت أن تتزوج ، اختارت موهبة كبرى في الكتابة (ميلر)... استخدمها أهم المخابرات في العالم.. فكان جانب من سيرتها مؤامرات وصفقات، وألغازاً لم تحل حتى اللحظة..فضلاً عن خمسينية رحيلها.. فكان الموسم السينمائي المنصرم حافلاً باستذكار مونرو.. فالأشهر الأخيرة من العام الماضي شهدت عرض فيلم (أسبوع من مونرو) سايمون كوريتز الذي يتناول جانباً من حياتها في رحلتها إلى بريطانيا لتصوير فيلمها ( الأميرة وفتاة الاستعراض) الذي شاركها في بطولته السير لورنس أوليفيه، وهو عن مذكرات كولبن كلارك الذي عمل مساعداً لمخرج هذا الفيلم.. وقبل أيام أيضاً أعلن استعداد النجمة نعومي واتس تجسيد شخصية مونرو في فيلم أميركي، يحمل عنوان ( الشقراء) وهو كتاب للأميركي جويس كارول.. مونرو ليست الشيء الوحيد الذي يميز مهرجان هذا العام، فالشيء الآخر، هو الحضور العربي الذي لم يعد في السنوات الخمس الأخيرة يكتفي بامتياز المشاركة في تظاهرة سينمائية كبرى بحجم "كان".. بل هو حضور لتأكيد الانطلاقة الجديدة للسينما العربية على أيدي شبابها.. خاصة مع المتغير السياسي الكبير الذي اجتاح امة العرب في العامين الماضيين.أسماء لها صولات في المهرجانات الدولية ومواهب لا تخطئها العين تحط على شواطئ الريفيرا، عسى أن تحظى بالخلود المرتجى.. فالفلسطيني إيليا سليمان الذي سبق له أن خطف تحكيمية هذا المهرجان قبل أعوام "بيده الإلهية" من بين أسماء مهمة، والجزائري مرزاق علواش ، والمصري يسري نصر الله.. مخرجون كان لهم سبق الانتقال بالسينما العربية لمرحلة جديدة.. مخرجون كسروا الصورة النمطية للسينما العربية.. ربما سيكون لهم قول في هذا المهرجان..ومع انتهاء أيام المهرجان سيكون كما في كل دورة جديد يفاجئنا.. أو حدث غير منتظر.