TOP

جريدة المدى > سينما > المدى في مهرجان "كان" السينمائي الدولي الخامس والستين

المدى في مهرجان "كان" السينمائي الدولي الخامس والستين

نشر في: 16 مايو, 2012: 07:00 م

"كان"/ جنوب فرنسا/ عرفان رشيد قبل ثلاثة أعوام كان بوستر المهرجان يتزيّن بصورة بديعة للنجمة الإيطالية مونيكا فيتّي، وقبل عامين كان الدور لحسناء السينما الفرنسية جولييت بينوش التي فازت في نفس السنة بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "نسخة طبق الأصل" من إخراج الإيراني عباس ياروستمي، وفي العام الماضي كان الدور للنجمة الأمريكية
فاي دانَواي، ولم يكن لمهرجان "كان" السينمائي الدولي إلاّ أن يكمل رباعي الجمال هذا، اليوم، بمارلين مونرو، أربع نجمات نجمات، أربع صور لجمال تقاطع مع البراعة الفنية اختارها مدير المهرجان تييري فريمو كهوية لمهرجانه عبر ألوان اليوم التي ترسمها بينوش بفرشاتها وأبيض - أسود ماضٍ يواصل معاصرته رغم غياب مبدعيه ورغم حيف الزمان على بعض منهن.وفيما كانت مونيكا فيتّي تحدّق في المجهول من خلال لقطة لميكيل آنجيلو أنتونيوني في فيلم "المغامرة"، وكانت جولييت بينوش تنظر عبر ضربات فرشاتها، فقد كانت نظرة فاي دانَواي صوب الأرض تُخفي كل الغموض والترقّب، وها هو حبور مونرو في هذه السنة وهي تُطفئ شمعة موقدة على كعكة احتفال بعيد ميلاد عزيز حتى لكأنك تستمع إليها وهي تغني بغنج: " happy birthday Mr. ... Festival...."التلميح إلى أغنية مونرو الشهيرة في عيد ميلاد الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي"Happy birthday Mr. President..."ليس لي، بل وردت في متابعة لزميل إيطالي في صحيفة لا ريببليكا اليومية الإيطالية، أُشير إليه احتراماً لحقوق المؤلف وللأمانة المهنيّة.شمعة مُضاءة تختزل ست وخمسين سنة، وهي، مارلين مونرو، توشك على إطفائها إيذاناً ببدء الاحتفال بكرنفال السينما الأشهر والأضخم والأكبر في العالم على الإطلاق.واليوم، وقد انطلق المهرجان فإن حيوات الآلاف ستتلاقى، سواء على شاشات المهرجان أو على جنْبي شارع الكروازيت وفي طرق المدينة القديمة التي تتحول لأسبوعين إلى عروس تحتضن القادمين إليها من أصقاع الأرض مأخوذين بعظمة الصورة وقدرتها على خلق مشاعر ولحظات فرح وحزن في آن.من زار المدينة الساحلية الجميلة خارج فترة انعقاد المهرجان (وأنا أتيحت لي هذه الفرصة في مناسبات أخرى)، أو من يصلها قبل انطلاق المهرجان، يلمس في الحال الفارق بين المدينة دونما مهرجان، وهي حين تغرق في لُجة العرس السينمائي. عالمان مختلفان. الأول، (دون المهرجان) جميل، منظّم، نظيف وعقلاني ينام ما قبل منتصف الليل، أو بعده بقليل، أما الآخر فهو مجنون، مَرِحٌ، حيوي لا يعرف النوم طريقاً إلى جفنيه. الأول يبدو عجوزاً جاوز السبعين، أمّا الثاني فهو يافع دبّت في عروقه الرجولة تواً، وستنفجر تلك العروق إنْ لم يُطلق لحيويتها العنان. هي كذلك، المدينة لأسبوعين، تُجبر القادم إليها على الاتسّاق مع إيقاعها اليافع الجذل، بصرف النظر عن الأرقام التي تُثبّت في البطاقة الشخصية كم حولاً عاش، ذلك القادم، حتى الآن. كيف لا ومادة الجَذْل والجَدَل هي السينما. ذلك هو مهرجان "كان" السينمائي الدولي.وتبدو هذه الذكرى الخامسة والستين من المهرجان حيّة ومحبوبة إلى قسم كبير من الفرنسيين، لأنه تزامن واستُبق بأربع وعشرين ساعة تسنّم الرئيس الفرنسي الجديد (الاشتراكي) فرانسوا هولاند، مقاليد الحكم في الآليزييه خلفاً للرئيس السابق نيكولا ساركوزي، وبدت الاحتفالات بالتنصيب وكأنها تتقطر رغبة في التغيير والتحريك والانتقال إلى مرحلة أخرى قد تنعم فيها السينما، كغيرها من حقول الثقافة، بزخم أكبر، لما عُرف عن الاشتراكيين الفرنسيين ولههم بالثقافة ورغبتهم في تدعيمها.مسابقة رسمية ونظرة ما وكلاسيكيات وزوايا للأفكار والأفلام القصيرة الأولى، تتلاقى كلها مع سوق لا يتوقّف عن ضخ الملايين من الصور والمئات من الانجازات. ويتقاطع كل ذلك مع "الكينزين - نصف شهر المخرجين، (أو خمسة عشر المخرجين، كما حلا للزميل إبراهيم العريس تكنية هذا البرنامج العريق)، ذلك البرنامج الرائع الذي تحوّل عبر سني عمره إلى مختبر رائع، أراح سلاح التّضاد مع البرنامج الرسمي، ليُخرّج كل عام دفعة من الأسماء التي ستُرصّع سماء سينما الغد، بالضبط كما فعل "الكينزين" منذ ميلاده في عام 1968. ( ستكون لنا جولة خاصة في برنامج الكينزين في الأيام المقبلة).سعفة بقلب كبيرسعفة مهرجان "كان" خليط بين سعف النخل وغصن الزيتون، وهي ذهبية يستكين في قاعدتها قلب كبير بسعة عالم هي السينما نفسها. هذه السعفة أعادت دار المجوهرات شوبار في جينيف، تصميمها وتُنفّذها كل عام. إنها الثمرة المرتجاة التي يسعى إليها اثنان وعشرون من كبار المخرجين الذين حملوا أعمالهم إلى المهرجان، بينهم من نال السعفة في السنين السابقة كالبريطاني كين لوش والنمساوي مايكل هانيكة والروماني كريستيان مونجو، ومنهم من يسعى لضمّ التماعة تلك السعفة الذهبية إلى مصادر الضياء في منزله أو في مكتبه. ليست تلك السعفة كغيرها من الأشياء، هي أكثر مضاءً من أي مصدر ضوء وأعلى من شهادة تعليم عالية. إنها قفزة إلى الأعلى تقاوم قانون الجاذبية  تفتح آفاقاً رحبة وهي مفتاح لا تقف في وجهه أعسر البوابات.عرب حاضرونوإذا كانت الدورة السابقة من المهرجان حاولت الاحتفاء بما سُمّي بـ"الربيع ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram