اتفاقية سايكس بيكو انتهزت بريطانيا وفرنسا دخول الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى لتحقيق أطماعها القديمة بالسيطرة على منطقة الهلال الخصيب وتقسيمها وتحديد مناطق نفوذهما بعد خسارة الدولة العثمانية في الحرب .   جرت المفاوضات بين الدولتين العظميين آنذاك في أواخر عام 1915 بين الدبلوماسي الفرنسي جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس ، على شكل تبادل وثائق تفاهم بين فرنسا وبريطانيا بموافقة روسيا القيصرية . وقد تم كشف هذه الوثائق بعد انتصار ثورة أكتوبر في روسيا عام 1917 .
وبموجب هذه الاتفاقية السرية حصلت فرنسا على سوريا ولبنان ومنطقة الموصل في العراق ، بينما حصلت بريطانيا على العراق والأردن ومنطقة الخليج العربي على أن تقع فلسطين تحت إدارة دولية . وقد تم التأكيد على محتوى الاتفاقية في المؤتمرات الدولية التي أعقبت الحرب العظمى ، وأقر مجلس عصبة الأمم وثائق الانتداب في حزيران 1922 . وقد شهدت مناطق الانتداب وفق اتفاقية سايكس بيكو تطورات سياسية مختلفة ، حتى استقلت سوريا عام 1946 ولبنان عام 1943 ، وأصبحت الأقاليم السورية الشمالية لتركيا . أما منطقة الانتداب البريطاني فقد استقل العراق عام 1932 واستقل الأردن عام 1946 ، أما فلسطين فقد انتهى الانتداب  عليها عام 1948 وأعلن قيام دولة إسرائيل وفق وعد بلفور إيذانا ببدء الصراع العربي الإسرائيلي . إن اتفاقية سايكس بيكو من أخطر الاتفاقيات التي حددت مصير الشرق الأوسط في العهد الحديث . رفعة عبد الرزاق محمد