هاشم العقابي واضح ان دولة القانون، ممثلا برئيس مجلس الوزراء، وكذلك الإقليم، ممثلا برئيسه، قد عينوا متحدثين خاصين للرد على بعضهما البعض، رغم عدم وجود قرار علني أو رسمي بذلك. فدولة القانون عينت لتلك المهمة السيد النائب ياسين مجيد محمد طاهر نجف من مواليد العمارة في العام 1954، وقد حصل على 6346 صوتا انتخابيا. أما التحالف الكردستاني فقد عين للمهمة السيد النائب فرهاد أمين سليم عمر الأتروشي من مواليد شيخان اتروش في العام 1976، وقد حصل على 29351 صوتا انتخابيا.
وكما قلت في عمود الأمس اني اقف اولا عند حال المدينة التي يمثلها اي نائب حين اسمعه يتناظر مع او يرد على خصمه. ثم من بعد ذلك احكم على ما يصرح به المتخاصمان. وهكذا وضعت صورة العمارة خلف السيد نجف وصورة اربيل خلف السيد الاتروشي. وليت من يقرأني الآن ان يضع حال العمارة واهلها مقارنة بحال اربيل واهلها ايضا.لي بالعمارة أصدقاء كثيرون خاصة من الشعراء والمثقفين. كما لي علاقات مماثلة تقريبا مع عدد من المثقفين والشعراء زاروا الإقليم وخاصة اربيل، على مدى السنوات السبع الماضية. الذين زاروا أربيل يكاد رأيهم يتفق على انها سائرة لان تكون مثل دبي عمرانا وتحضرا وجمالا. وبالمقابل وصف لي شاعر عمارتلي اصيل مدينته بقوله: اني ارى نفسي فيها كجالس على دكة وسط مدينة عمها الخراب. وبالمناسبة وصف لي روائي عراقي مهم بغداد بوصف مشابه.هناك ثيمتان رئيستان بانتقاد السيد البارزاني لحكومة المركز، وبالذات دولة القانون. كانت الاولى عن الدكتاتورية والتفرد بالسلطة. اما الثانية، وهي برأيي الأشد والأقوى، انه قال: "هناك فاشلون لم يقدموا للعراق ما نقدمه لشعبنا بكردستان ويريدوننا أن نكون مثلهم".هذه الاخيرة ركز عليها السيد الاتروشي كثيرا بينما "غلس" عنها وبلعها السيد نجف، وكل من في دولة القانون، وركز على تهمة الدكتاتورية تهربا ليتجنب الرد على وصمة "الفاشلين". والدليل هو ان البارزاني ليس اول من قالها، بل قالها مرارا قبله السيد مقتدى الصدر، ولم نجد من رد عليه بالحدة ذاتها التي ردوا بها على البارزاني. وبصراحة اقول اني بت اشعر ان الدكتاتورية ما عادت شتيمة تستفز أعضاء دولة القانون بل انهم يطربون لها لذا صرت أتجنب ذكرها "بخلا" مني حتى لا افرحهم.ركز السيد نجف على مخاطبة اهل الإقليم ولم يخف تحريضه لهم على النهوض بوجه الدكتاتورية، ولا ادري على اي قاعدة استند في ذلك ومن وراءه مدينته التي انتخبته وقد ضربتها ثمان هزات ارضية، ولم يكلف نفسه العناء لزيارتها اثناء الكارثة. لا أريد ان أطيل ولا افتح أبوابا عن حقيقة "الفشل" ومن هو الفاشل حقا، لأنها لا تسره. وانا اعلم من غيري ما هي ردة فعله حين يحاصره الحق حد الخوف. لكني اسأل سؤالا واحدا: ماذا سيفعل اهل الاقليم لو ان مدينة علي الغربي كانت في كردستان وقد ضربتها خمس هزات ارضية احداها كانت جدية، ولم يزرها البارزاني ولا احد من النواب الذين فازوا عنها وظلوا في قصورهم؟اريد الجواب منكم، لا من غيركم، يا اهل العمارة.
سلاما ياعراق :بين العمارة واربيل
نشر في: 16 مايو, 2012: 07:11 م