TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > اقتصاديات :الكهرباء.. محض أكذوبة !

اقتصاديات :الكهرباء.. محض أكذوبة !

نشر في: 16 مايو, 2012: 07:12 م

 عباس الغالبي في الوقت الذي دب فيه اليأس في الجميع من عدم امكانية توفير الطاقة الكهربائية بعد مضي اكثر من تسع سنين على التغيير السياسي في العراق  ، تستمر وزارة الكهرباء وقبلها مسؤولون رفيعو المستوى في السلطة التنفيذية باطلاق الوعود الرنانة التي بلغت حد أن يتحول العراق الى مصدر للطاقة الكهربائية ، ولا اعلم انهم يعلمون او لا يعلمون ان تلك الوعود لم تعد تنطلي على المستهلك البسيط ، واصبح الجميع يتجه الى البدائل في وزارة جديدة ان جاز لي التعبير ،
 أطلق عليها وزارة المولدات ، فهي التي تضطلع حالياً بمهام سد النقص الكبير الحاصل في الطاقة سواء للاستهلاك المنزلي او للاستهلاك الآخر بجميع انواعه .وما يدمي القلوب ان الحديث أصبح بالارقام والاحصائيات غير الدقيقة ملمحاً بارزاً في وسائل الاعلام  ، وعلى طريقة ( اكذب.. اكذب.. حتى يصدقك الاخرون ) ، وهذا ما فعله المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء ليلة الاول من أمس من على قناة الحرة في النشرة الاخبارية الرئيسة لها ، حيث قال ان مجموع ما صرف لوزارة الكهرباء حوالي 27 مليار دولار منذ عام 2003 ولحد الان ومن ضمنها الموازنات التشغيلية ، وحسناً فعل النائب عبد الحسين عبطان عندما فند هذا الادعاء من قبل المتحدث باسم وزارة الكهرباء ، واعطى ارقاما حقيقية من الموازنات السنوية الماضية وهي ما مقداره 37 مليار دولار ليس من ضمنها الموازنات التشغيلية.وان هذه الارقام الكبيرة من التخصيصات المالية في ظل النقص الحاد من الطاقة الكهربائية والوعود الفارغة للمسؤولين هي صورة المشهد الحالي للكهرباء ، ولا تحتاج الى تلميع أو مغالاة من قبل المتحدث الرسمي للوزارة العتيدة وبهذه الصورة المشوشة امام الرأي العام ، حيث كان الاجدى به ان يضع الحقائق كما هي من دون زيادة او نقصان ، الامر الذي يتطلب ان يعاد النظر في التصريحات او عدم السماح لمثل هكذا متحدثين بالتشويش على الرأي العام سعياً لارضاء المسؤول على طريقة الاعلام الموجه العقيم.ولأن الطاقة الكهربائية تلامس حياة المستهلكين جميعاً كما تدخل كمحرك اساسي للقطاع الاقتصادي والخدمي، فإنها وبدون ادنى شك اصبحت مثار اهتمام ومتابعة الجميع من حيث الوعود ومستويات الانجاز وحالات الفساد المالي والاداري التي اعترت مسيرة هذا القطاع ، ولم تعد حالات التلميع والتزويق تنطلي على الجمهور، لان مشكلة الكهرباء اصبحت مستديمة وبحاجة الى سحر ساحر لحلها .ولكن يبقى المستهلك البسيط هو الذي يتحمل وزر النقص الشديد في الطاقة مستأنساً بالوعود الكثيرة التي كانت بمثابة وعود انتخابية قبيل الانتخابات ، واصبحت امنيات ضالة بعدها ، بل محض اكذوبة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram