عباس الغالبي في الوقت الذي دب فيه اليأس في الجميع من عدم امكانية توفير الطاقة الكهربائية بعد مضي اكثر من تسع سنين على التغيير السياسي في العراق ، تستمر وزارة الكهرباء وقبلها مسؤولون رفيعو المستوى في السلطة التنفيذية باطلاق الوعود الرنانة التي بلغت حد أن يتحول العراق الى مصدر للطاقة الكهربائية ، ولا اعلم انهم يعلمون او لا يعلمون ان تلك الوعود لم تعد تنطلي على المستهلك البسيط ، واصبح الجميع يتجه الى البدائل في وزارة جديدة ان جاز لي التعبير ،
أطلق عليها وزارة المولدات ، فهي التي تضطلع حالياً بمهام سد النقص الكبير الحاصل في الطاقة سواء للاستهلاك المنزلي او للاستهلاك الآخر بجميع انواعه .وما يدمي القلوب ان الحديث أصبح بالارقام والاحصائيات غير الدقيقة ملمحاً بارزاً في وسائل الاعلام ، وعلى طريقة ( اكذب.. اكذب.. حتى يصدقك الاخرون ) ، وهذا ما فعله المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء ليلة الاول من أمس من على قناة الحرة في النشرة الاخبارية الرئيسة لها ، حيث قال ان مجموع ما صرف لوزارة الكهرباء حوالي 27 مليار دولار منذ عام 2003 ولحد الان ومن ضمنها الموازنات التشغيلية ، وحسناً فعل النائب عبد الحسين عبطان عندما فند هذا الادعاء من قبل المتحدث باسم وزارة الكهرباء ، واعطى ارقاما حقيقية من الموازنات السنوية الماضية وهي ما مقداره 37 مليار دولار ليس من ضمنها الموازنات التشغيلية.وان هذه الارقام الكبيرة من التخصيصات المالية في ظل النقص الحاد من الطاقة الكهربائية والوعود الفارغة للمسؤولين هي صورة المشهد الحالي للكهرباء ، ولا تحتاج الى تلميع أو مغالاة من قبل المتحدث الرسمي للوزارة العتيدة وبهذه الصورة المشوشة امام الرأي العام ، حيث كان الاجدى به ان يضع الحقائق كما هي من دون زيادة او نقصان ، الامر الذي يتطلب ان يعاد النظر في التصريحات او عدم السماح لمثل هكذا متحدثين بالتشويش على الرأي العام سعياً لارضاء المسؤول على طريقة الاعلام الموجه العقيم.ولأن الطاقة الكهربائية تلامس حياة المستهلكين جميعاً كما تدخل كمحرك اساسي للقطاع الاقتصادي والخدمي، فإنها وبدون ادنى شك اصبحت مثار اهتمام ومتابعة الجميع من حيث الوعود ومستويات الانجاز وحالات الفساد المالي والاداري التي اعترت مسيرة هذا القطاع ، ولم تعد حالات التلميع والتزويق تنطلي على الجمهور، لان مشكلة الكهرباء اصبحت مستديمة وبحاجة الى سحر ساحر لحلها .ولكن يبقى المستهلك البسيط هو الذي يتحمل وزر النقص الشديد في الطاقة مستأنساً بالوعود الكثيرة التي كانت بمثابة وعود انتخابية قبيل الانتخابات ، واصبحت امنيات ضالة بعدها ، بل محض اكذوبة
اقتصاديات :الكهرباء.. محض أكذوبة !
نشر في: 16 مايو, 2012: 07:12 م