TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة :لو زرعوها ما اخضوضرت

السطور الأخيرة :لو زرعوها ما اخضوضرت

نشر في: 16 مايو, 2012: 07:36 م

 سلام خياط حين زفت العروس من بيت أهلها لبيت الزوجية،  فوجئ المدعوون أن العروس فارعة الطول، وباب البيت واطئ، لا ييسر لها سبيل الولوج. تسمرت العروس عند العتبة، وتجمهر الحضور وحاروا في حل المشكلة.  قال احدهم: لنخلع برواز الباب.  قال آخر: بل لنهشم العتبة العالية. قال آخر: لتخلع العروس طرحتها ويزين شعرها المعقوص عاليا.
قال غريم للعريس: بل جزوا رأسها فيدخل الجسد بلا مشقة.: علق أحدهم ساخرا بصوت عال: قصوا قليلا من ساقيها، فما هذه إلا سيقان بنت عنق!.سمع شقيق العروس التعليق الساخر، فوجه لكمة للصبي أدمت عينه، تدخل قريب الصبي، ووجه ركلة للشقيق طرحته أرضا، لتتناوله الأقدام بالركلات، حلف العم بالطلاق إن هو لم يرد الصاع صاعين ويمسح الإهانة بالدم! العروس واقفة عند الباب حيرى، لا تدري ما تقول وقد أصبح الجمع في هرج ومرج، استيقظت العداوات القديمة، والمنابزات العقيمة، فهذا يهدد هذا، وذاك يتوعد ذاك،، لم ينتبه المتخاصمون لرجل  مستطرق  مر  في الحارة صدفة، سأل يستطلع الخبر، فقيل له ما قيل، وكل طرف زين ادعاءاته بالمحسنات.والمبالغات. فما كان من الرجل إلا أن هز رأسه أسفا وابتسم مشفقا..وهو يشق طريقه نحو العروس.. اقترب منها وربت على كتفها، وطيب خاطرها، وهمس بأذنها بضع كلمات، فما هي إلا هنيهة حتى ولجت العروس من الباب بيسر ودون عناء..دون أن يقتطع جزء من ساقيها، دون أن تخلع نعليها، أو  يجز شعر رأسها، دون أن تهشم العتبة، أو يحطم برواز الباب... بين هوجة التهليل والزغاريد، سألوا المستطرق: كيف نجحت منفردا، وأخفقنا مجتمعين؟؟ قال: تعاملت مع المشكلة بغية الحل،، لا بغية تكوير المشاكل.. أوعزت للعروس أن تحني  رأسها قليلا، وتثني ركبتيها قليلا ,, هذا هو كل ما في الأمر.أدري – يقينا أدري – إنها حكاية ساذجة يصلح سردها للأطفال في الروضة، أو الصف الأول الابتدائي، لتدفعهم  للتبصر والحكمة والتعقل عند احتدام المشاكل.. ولكن ما حيلة العراقي المحاصر بالوعود الآجلة.الموعود  بالجهل، بالفقر، بالمرض، المبتلى بالمماحكات، والاتهامات،والتصريحات، ونفيها، إلا اللجوء لحكايات الصف الأول الابتدائي، لمخاطبة من  تسلموا  عنان السلطة، ووعدوا بعبورنشيد مرحلة، (نحن الصف الأول أحسن الصفوف)، وتعهدوا   بتجاوز   فترة  المراهقة،والاحتفاء ببلوغ سن الرشد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram