علاء حسن الزميل الشاعر المتقاعد، محمد غازي الأخرس صاحب الصوت الصاخب المطالب بتأسيس دولة "المكاريد" وجّه الدعوة لأصدقائه لإنقاذه من أزمة بـ"الصيف ضيعت اللبن" لمساعدته في التخلص من مقالب أبنائه بالاستحواذ على مشروبه الصيفي المفضل، لكونه يوفر له راحة البال والاسترخاء بعد ساعات طويلة من العمل اليومي الشاق، وعبور مئات السيطرات للوصول إلى منزله.
دعوة الزميل تضمّنت ما بين السطور، ولمن يجيد قراءة "الممحي" كما يقال، قضايا أخرى ابعد من الحصول على اللبن سواء كان على شكل "شنينه او روبة"، ومنها مثلا، انه يرغب في "تثخين اللبن" بين السياسيين المتخاصمين، وعلى الرغم من انه لم يذكر بشكل مباشر "عبارة "الله يثخن لبنهم" تقصد إخفاء أمنيته في تحقيق الاستقرار السياسي، لحرصه على الابتعاد عن بث خطاب مباشر، ربما يكون سببا في الصداع و"دوخة الراس" تستلزم تناول شربت "النومي بصرة" لإزالتها، ولتفادي تفاقم الأزمة مع ضياع اللبن في الصيف، وسط ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، مصحوبة بعواصف ترابية، وبغياب التيار الكهربائي، يكون المشهد "عجة وظلمة" في ساعات القطع الكهربائي المبرمج. من المؤكد أن الزميل سيحصل بعد انتهاء اجتماعات 5+1 في بغداد ثم انعقاد المؤتمر الوطني لتجاوز الأزمة السياسية على حصته من اللبن الإيراني المستورد، وليس من معمل أبي غريب، لأن طهران، سترد الجميل لبغداد بتصدير أطنان من قناني اللبن لتكون بمتناول المكاريد العراقيين، وفي مقدمتهم الأخرس، لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة، وتشجيعهم على النوم المبكر فوق السطوح على عادة أجدادهم. المشكلة في اللبن الإيراني انه يصل إلى الأسواق العراقية على شكل عبوات وقناني بلاستيكية مختلفة الأشكال والأحجام، ونظرا لشعور "المكاريد" بالخوف وربما الرعب من مفردة عبوات فأنهم سيمتنعون عن شرائه، الأمر الذي سيؤثر بشكل مباشر في توطيد العلاقات بين البلدين، خصوصا أن بعض المسؤولين، أعلنوا وبشكل صريح إن إيران من أكثر دول الجوار دعما للعملية السياسية، لضمان استقرار الأوضاع الأمنية، ومثل هذه التصريحات لا تبدد المخاوف من مفردة "العبوات" المخصصة لاحتواء اللبن، والخل، وماء الورد المستورد. تبدو أزمة الأخرس مستعصية ومعقدة، وهي بحاجة إلى جهود دولية لمعالجتها، نظرا لما تتضمن من ملفات عالقة وشائكة، تتطلب التدخل الخارجي من الدول المانحة فتبادر بتزويد العراق بقطعان من البقر لتشجيعه على إعادة صناعة الألبان المنقرضة، وتوفير آلاف فرص العمل للعاطلين بمنحهم درجة وظيفية "راعي بقر" في دولة المكاريد، وعلى هؤلاء أن يستفيدوا من التجربة العراقية في الابتعاد عن التوافقات، واعتماد برنامج ثابت لإدارة دولتهم، بمشروع يستفيد من عقيدة الهندوس في التعامل مع البقر، وتقديرا لجهود الزميل الأخرس بوصفه "القائد المؤسس" لدولة المكاريد لابد من إصدار قرار يقضي بمنحه بقرة مع راعيها، لتوفر له حاجته من اللبن في الصيف، قبل أن ينفذ انقلابا عسكريا ويعلن بيان رقم واحد.
نص ردن:"شنينة" الأخرس
نشر في: 16 مايو, 2012: 07:37 م