بقلم: مؤيد البدرييبدو أن العلاقة بين وزارة الشباب والرياضة والاتحاد العراقي لكرة القدم وصلت إلى حد القطيعة الذي لا رجعة فيه . فقد أخذت الوزارة قراراً بأن آخر يوم من عمر الاتحاد هو 30/10/2009 بعد أن تم التمديد له لأكثر من مرة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم لأسباب لم تعد تنطلي على أحد.
دعونا نناقش الأمر بروية وتعقل، هل أن بقاء الاتحاد بشخُوصه الحاليين يخدم مسيرة الكرة العراقية .. هل أن مجيء اتحاد جديد سيكون لصالح الكرة .. هل من المنطق أن يتشبث الاتحاد للبقاء رغم كل الاعتراضات التي يواجهها .. هل من الممكن لأي اتحاد العمل في ظروف متقاطعة مع المؤسسات الأخرى .. وهل أن التلويح بعقوبات الاتحاد الدولي هو موقف مشرف للإتحاد وغيرها من الأمور؟من دون شك أن الاتحاد الحالي عمل في ظروف صعبة واستطاع المشاركة في البطولات التي ينظمها الاتحاد الدولي والآسيوي للعبة وحقق المركز الرابع في دورة أثينا الاولمبية عام 2004 كما فاز ببطولة آسيا عام 2007 وفى الجانب الآخر كانت هناك بعض السلبيات في عمله فخروج منتخبنا الوطني من تصفيات كأس العالم لدورتين متتاليتين وعدم ترشح منتخبنا الاولمبي لأولمبياد بكين 2008 والاخفاقات في دورات الخليج العربي والانتكاسات في بطولات القارة بالنسبة للشباب والناشئين وغيرها من الأمور التي لم تعد خافية على الجميع لعدم تواجد رئيس الاتحاد في البلاد وإدارته له من الخارج وعدم متابعة قضية (ايمرســون) متابعة جدية والاستقالات التي شملت نائب الرئيس باسم الربيعي وأمين السر العام احمد عباس وقاسم لزام وصباح محمد مصطفى وكاظم محمد سلطان (اسباب صحية). باعتقادي أن بقاء الحالة بهذه الصورة لن يخدم الكرة العراقية ،وإذا كان الاتحاد حريصاً على سمعتها وإعلاء مكانتها وعودتها الى سابق عهدها فعليه أن يتسامى عن كل شيء في سبيل العراق لا في سبيل شيء آخر.ولعل في قرار تسعة عشر نادياً في اجتماع عقدوه بنادي الكرخ الرياضي مع أكاديميين ومتخصصين بكرة القدم اعتراضهم ومقاطعتهم لأي نشاط ينظمه الاتحاد الذي يطالبونه لانجاز العملية الانتخابية قبل بدء الدوري هي (القشة التي قصمت ظهر البعير) لاسيما أن من بين هذه الأندية من يمثل تاريخ الكرة العراقية التي رفدت المنتخبات العراقية بلاعبين أفذاذ كانت لهم بصماتهم الواضحة وتحقيق أفضل انجازاتها كالقوة الجوية والشرطة والزوراء والميناء (مع كل الاحترام لبقية الأندية).إنه أشبه بالعصيان المدني الذي يحدث لأول مرة في تاريخ الكرة العراقية والذي يجب أن يأخذه الاتحاد على محمل الجد ويعمل على تلافي نتائجه التي قد تكون وخيمة عليه.كما ان لقاء د. علي الدباغ مع 22 ممثلا لأندية الدوري الممتاز وموافقتهم بالاجماع على ضرورة حسم ملف الانتخابات وتأجيل الدوري يعني انه هناك قلق مشروع لهؤلاء يرون في انهاء محنة الانتخابات مفتاحاً لإنجاز جميع الاستحقاقات المحلية والعربية والاسيوية والدولية في ظل اتحاد جديد يعي دوره جيداً ويتفرغ لمصلحة الكرة ولا يتشبث بالكراسي عندما تجده الهيئة العامة غير جدير بتحمل أمانة المسؤولية.إنني لا أدعو إلى استبعاد أعضاء الاتحاد الحالي من تشكيلة أي اتحاد قادم، بل أقول إن لهم الحق بالدخول في الانتخابات كغيرهم وفق شروط الترشيح وسنبارك لهم عودتهم في حالة انتخابهم ثانية، ولكن الشيء الذي أطالب به ألا يكونوا عائقاً بعدم إقامتها لأسباب مختلفة.إن استمرار التقاطعات مع وزارة الشباب والرياضة لا يخدم الكرة العراقية ، وهنا أسأل الاتحاد: ماذا سيكون موقفه إذا امتنعت الوزارة عن السماح له باستعمال البنى التحتية التي تملكها في تنفيذ برامجه أو حجبت عنه الدعم المالي أو رفضت تقديم التسهيلات الأخرى للأندية المشاركة في نشاطاته؟ فباعتقادي أن الاتحاد سيكون في ورطة كبيرة.إن انبثاق اتحاد آخر لا يعني بالضرورة نجاحه في عمله وربما سنرى العكس لاسيما إذا لم يأخذ بنظر الحسبان بالأسباب التي أوصلت الاتحاد الحالي لما وصل إليه من قطيعة بينه وبين الجماهير والأندية والمؤسسات والمسؤولين واللجنة الأولمبية والوزارة بحيث لم يمر بتاريخ العراق أن نال إتحاد هذا الكم من النقد.على الاتحاد الجديد أن يضع مصلحة العراق وإعلاء شأنه فوق مصلحته ومصلحة أعضائه وأن يكون له منهج معروف وواضح يسير بموجبه لا أن يترك العمل واتخاذ القرارات وفقاً للظروف، وألا يتخذ من الاتحاد الدولي ذريعة للتلويح بالعقوبات التي تطال عمله الذي نتمنى أن يكون منسجماً مع بقيه أطراف اللعبة.إنها مجرد أمنيات نتمنى أن تتحول إلى واقع.
التلويح بـ(عصا) فيفا موقف غير مشرف وعصيان الأندية ورطة كبيرة!
نشر في: 13 أكتوبر, 2009: 06:03 م