الموصل/ المدىإذا ما كنت نائباً أو عضواً في مجلس محافظة ما، وقبل أن تناقش زميلا لك في قضية معينة عليك أن تقوم بتفتيشه وتتأكد من خلوه من سلاح مخفي قد يستخدم كخاتمة لحوار ساخن. هذا ما فات عضو مجلس محافظة نينوى "درمان ختاري" أن يقوم به، فإذا به بمواجهة مسدس زميله "محمد عبد الله الجبوري"
وهو يحاول إقناعه ولو برصاصة ربما تكون قد انطلقت وتدخلت العناية الإلهية ومجلس المحافظة في التكتم عليها. لم تمض مدة قصيرة من الزمن حين تم الإعلان عن عودة القائمة المتآخية إلى مجلس محافظة نينوى، وما أن سارت المياه في مجاريها، وحصلت المتآخية على استحقاقها الانتخابي من ترؤسها لعدد من اللجان حتّى اندلعت الخصومات القديمة الجديدة منطلقة من حركة العدل والإصلاح.وصف محافظ نينوى أثيل النجيفي، قيام عضو في مجلس محافظة نينوى بتوجيه سلاحه الشخصي بوجه زميل له داخل المجلس، بأنه استهتار واضح، وينم عن عدم شعور بالمسؤولية، وانتقد رئاسة المجلس لسماحها للأعضاء وأفراد حماياتهم بحمل الأسلحة في مقر المجلس.وذكر مصدر مطلع في مجلس محافظة نينوى للمدى، أن محمد عبد الله الجبوري، الممثل عن حركة العدل والإصلاح، أشهر مسدسه الشخصي بوجه، درمان ختاري المتحدث باسم قائمة نينوى المتآخية، وأن ذلك حدث في غرفة رئيس المجلس ذاته، بغياب الأخير.وأكد المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن سبب الخلاف نزاع حول الغرف المخصصة كمكاتب للجان في المجلس، وأن الجبوري، كان قد فقد منصبه الذي كان يشغله كرئيس للجنة الطاقة والخدمات، بعد عودة أعضاء المتآخية إلى مقاعدهم بعد مقاطعة امتدت لنحو ثلاثة أعوام. وكانت تسريبات من داخل المجلس قد تحدثت عن شجارات متكررة تقع بين الأعضاء، أحدها وصل إلى اشتباك بالأيدي تم التغطية عليه، وإخفاء تفاصيله عن وسائل الإعلام.غير أن الجلسة 122 لمجلس محافظة نينوى التي انعقدت أمس الأربعاء بحضور محافظ نينوى أثيل النجيفي، كشفت عن صراع وانقسامات حادة داخل المجلس، إذ قام عضو آخر ممثل عن حركة العدل والإصلاح وهو عبد الرحيم الشمري، وكان يشغل منصب رئيس لجنة الأمن والدفاع، بالتجاوز على لمياء الدباغ، الممثلة عن قائمة مستقبل الحدباء الوطني، وهي تسمية جديدة لقائمة الحدباء التي يتزعمها المحافظ أثيل النجيفي.وذكرت الدباغ أن الشمري تهجم عليها بعد أن طالبت بنقطة نظام، أثناء مناقشة أمر يخص نينوى في الجلسة الصباحية للمجلس، ووصفها بغير المحترمة، وبكلمات أخرى قالت بأنها بذيئة، لا يليق بأعضاء في مجلس المحافظة التلفظ بها.وتابعت لمياء الدباغ : "بسبب محاولة بعض الأعضاء الهيمنة على المجلس، وتهجمهم المستمر على الأعضاء من النساء تحديداً، قمنا بمقاطعة جلسات المجلس في وقت سابق، ولجلستين متتاليتين".ووصفت عضو المجلس ازدهار جاسم، ما حدث في الجلسة 122 بحق زميلتها لمياء الدباغ، بالاعتداء الواضح، وكان يفترض برئيس المجلس جبر العبد ربه، ضبط الجلسة، وعدم السماح بوقوع حوادث مماثلة، وقالت : "نحن نعاني من هذا الموضوع منذ ثلاث سنوات" وهو عمر تشكيل المجلس بدورته الحالية.ويفسر مراقبون للشأن الموصلي، سبب تفاقم الأزمات داخل مجلس محافظة نينوى، أن عودة المتآخية وتحالفها مع قائمة الحدباء الوطنية، وإعادة تشكيل اللجان التي سيطرت عليها القائمتان، بعد سحبها من أعضاء حركة العدل والإصلاح، المعترض على عودة أعضاء المتآخية إلى مقاعدهم، حتى أنهم قاطعوا جلسات المجلس مؤقتاً احتجاجا على ذلك.
عضو في مجلس نينوى يحاور زميله بـ (المسدس)
نشر في: 16 مايو, 2012: 08:25 م