علي حسينهل نحن شعب ناكر للجميل بحيث بلغت بنا الوقاحة مبلغا جعلتنا ننكر على حكومتنا المجاهدة الانجازات العظيمة التي قدمتها خلال السنوات القصيرة الماضية، صرفنا جهدنا في تقليب دفاتر السيد المالكي فيما الرجل يقدم في كل يوم انجازا يجعل من العراق بلدا بمصاف الدول المتقدمة.
لم يخطئ المالكي حين وصف المشككين بانجازات حكومته بأنهم قوم يعانون من انحرافات عقلية وفكرية تجعلهم لا يصغون إلى رئيس وزرائهم وهو يحلف بأغلظ الأيمان ان "الحكومة قطعت أشواطا طيبة في طريق بناء الدولة واستعادة الكرامة والحرية". إذن نحن نعيش ازهى عصور الرفاهية ، فالوقائع تؤكد بالدليل القاطع ان حكومة المالكي استطاعت بفضل خبرات أعضائها وتفانيهم وحبهم للوطن أن ينقلوا العراق الذي كان يعيش على هامش التاريخ خلال سنوات قصيرة من الزمن ليصبح اليوم واحدا من أفضل البلدان على مستوى الخدمات والاقتصاد والتعليم والصحة . فقبل أن يتسلم السيد المالكي زمام الأمور كانت البلاد تعيش أسوأ عصورها ، بلاد لم تكن فيها سوى الخرائب، تستجدي المعونات من دول الجوار، فاستطاع رئيس الوزراء بوقت قياسي ان يبني بلدا للناس، لا مكان فيه للانتهازية والطائفية والمحسوبية، فيما ساهم مقربوه بتطوير الصناعة والزراعة ، مصرين على العمل لا الهتاف بحياة ولي النعم ، عملوا على دفع عجلة الاستقرار والأمن ، وركزوا على تطوير التعليم ودعم الثقافة وإشاعة الفنون، استطاعوا بجهودهم الخاصة أن يحولوا العراق من بلد فقير ومهمل إلى قوة اقتصادية وسياسية كبرى، وان يبنوا واحدة من معجزات هذا القرن .كيف تسنى لنا ان "نتفرعن" على انجازات الحكومة وننسى بلاءها الحسن وهي تشن حروبها على الفساد والمفسدين ، وتوفير الخدمات وبث الأمن والأمان في النفوس، فالحكومة كانت ولا تزال مقدامة ومغوارة إذا مس أحد المقربين منها بكلمة، ويسجل لها التاريخ بحروف من ذهب قتالها الشرس من اجل ان تخرس أصوات المتظاهرين حيث خاضت حربا طاحنة ضد شباب الاحتجاجات السلمية مستخدمة كل الأسلحة من قوات مكافحة الشغب والاعتقال إلى الاتهام بالخيانة.ننسى نحن المتخلفين عقليا ان المجتمع العراقي قبل مجيء معالي رئيس الوزراء كان غارقا في مستنقعات التخلف والعوز ، ننسى أن الرجل تسلم تركة ثقيلة وأن الأوضاع كانت قبله غاية في السوء على نحو تدفع المواطن ان تسيل دموعه إشفاقا على هؤلاء المسؤولين المساكين ، الذين يحملون أمانة تنوء بحملها الجبال. ما أعلنه السيد المالكي يمكن تصديقه في أي بلد إلا العراق فنحن نقدم للعالم كل يوم الدليل، على أننا نعيش زمن الفرهود العظيم ، وان مصطلحات الشفافية والنزاهة لا تنفع في بلد غيبت فيه إرادة الناس، لقد ظل المواطن خلال السنوات الماضية يسمع كل يوم خطب المسؤولين الكبار وهم يعدونه بالرفاهية والازدهار ويصدرون له البيانات الرسمية حول ثمار التنمية القادمة ومنافع الزيادات في صادرات النفط التي ستعوضه عن بؤس وفقر العهود الماضية، لكن الواقع اثبت عكس ذلك، فكلما زادت اموال العراق أطلقت أيدي السراق، لتكون النتيجة في النهاية زيادة في أعداد الفقراء وغيابا تاما للخدمات، وبلدا يتحول يوم بعد آخر إلى دويلات تتصارع من اجل المنافع.السيد المالكي الناس ستصدق كلماتك لو أخبرتهم عن سراق المال العام، الناس تريد أن تسمع حقائق لا خطبا، الناس تدرك جيدا أن الفساد أصبح القانون السائد في البلاد . لماذا يرى السيد المالكي لوحده انجازات لا يراها ثلاثون مليون عراقي؟ ولا ادري لماذا يعتقد أن العراقيين جميعا أسعدهم زمانهم وانضموا إلى مجلس النواب ، ومن لم يستطع التحق مغردا في جوقة المقربين لينال المكاسب والغنائم؟ اللهم أنزل علينا رحمتك وعطفك وإعفنا من مشقة حكومة المالكي وادم علينا نعمة التخلف العقلي انك ارحم الراحمين .
العمود الثامن: عفوا السيد المالكي..نحن شعب متخلف عقلياً
نشر في: 16 مايو, 2012: 08:29 م