اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > المدى في مهرجان"كان":خيال طفولي في جزيرةأميركية قصيّةويوميات دمويّةبالقاهرة

المدى في مهرجان"كان":خيال طفولي في جزيرةأميركية قصيّةويوميات دمويّةبالقاهرة

نشر في: 18 مايو, 2012: 06:55 م

 كان- عرفان شيدوأطفأت مارلين مونرو شمعة المهرجان وانطلقت الدورة الخامسة والستون بحكاية تقرب من الخيال وبحدث هزّ العالم وأحدث تغييراً كبيراً في خارطة السياسة العربية وفي والمتوسطيّة. فيلم الافتتاح كان للمخرج الأمريكي ويس أندرسون، وشاهد جمهور المهرجان جديد المخرج يسري نصر الله.
فبعد أن كان المهرجان قد احتفى في العام الماضي بثورة ميدان التحرير التي أطاحت بحكم الرئيس المصري السابق، كانت العودة هذه المرة من خلال شريط يُسري نصر الله "بعد الموقعة" الذي يحاول رواية خلفيات حياة الناس إثر تلك الأحداث، وبالذات التمزّق المقصود الذي أحدثه النظام بسبب دفع البلطجية إلى مهاجمة ميدان التحرير وهم على ظهور الجياد والجمال.وينطلق يسري نصر الله من منطق أن هناك ضحايا سقطوا في تلك الموقعة التي سُمّيت بـ"موقعة الجمل"، ومن الطبيعي أن يسود الاعتقاد بأن الضحايا هم أولئك الذين تعرّضوا إلى هجوم البلطجية وسقطوا جرحى وقتلى. لكنه يقلب زاوية الرؤية ويجعل ناظره يُحدّق من الطرف الآخر، أي من شارع فرسان الجياد الذين يعملون  كأدلاء سياحيين عند الأهرامات، ومن خلال حكاية محمود "يؤدّيه باسم سمرة، الممثل المفضّل لدى يسري نصر الله"، الذي نزل ميدان التحرير على ظهر فرسه واعتدى على المتظاهرين وأُوقع عن ظهر الفرس وأشبع ضرباً من قبل المتظاهرين وأثخن بالجراح. إلا أن الجرح الأكبر الذي أصيب به "حودة" هو فقدانه لكرامته كونه اعتُبر "بلطجياً" وليس فارس جواد يُجيد ترقيص الجواد على نغمات الموسيقى والصعود إلى قمة الهرم الأكبر قبل غيره من الأقران.النظرة إلى "حودة" لا تأتي من أجوائه أو من المحيط الذي يحيا فيه بل من الطرف الآخر، من ناشطة من المجتمع المدني ريم (تؤديها منّة شلبي)، تراقبه، تحاسبه وتحبّه وتعيده في النهاية إلى "الطريق القويم" الذي يليق بابن البلد الشهم، المستعد للموت أيضاً، حين تقتضي الضرورة.ما يُمكن أن بُسجّل ليسري نصر الله في هذا الفيلم، ليس فقط بحثه وتحديده الضحية الأخرى، بل أيضاً محاولته التفريق بين "البلطجي" و"الفارس".المشاهد "غوليفر" في عالم صغارمنذ الوهلة الأولى في فيلمه "مملكة مونرايز" يضع ويس أندرسون المشاهد في حالة الإحساس بكونه مثل العملاق "غوليفير" في مملكة للشخصيات الصغيرة، وأن كل ما يحدث على الشاشة إنما يجري في مجسّم شبيه بمنزل الدمية باربي، وجاء استخدامه للمشاهد (الطبيعية والديكورات) المبنية على شكل مُجسّمات تصاميم، ترسيخاً لحالة القصة الخيالية "الفيري تيل" وتحرّكت الشخصيات أمام الكاميرا وكأنها من صنع خيال خصب، يقرب من خيال كتّاب ومخرجي أفلام الصور المتحرّكة، متى أن دمية ورقية وضعت في سرير بدت أكثر واقعية من الشخصيات الآدمية، تلتي كانت تبدو وكأنها رسوم لُوّنت بأقلام الباستيل.ورغم خيالية القصة ظاهرياً،  فإن ما يعرضه المتميّز ويس أندرسون ليس خيالاً، بل هو يمس، عبر قصة حب بريئة وشاعرية بين مراهقين، سلسلة من القضايا تمس عمق المجتمعات المتطوّرة، إضافة إلى قضايا التبنّي والأجواء العائلية المتوتّرة.تنطلق أحداث الفيلم في يوم اعتيادي للغاية لسكان جزيرة قصيّة وهادئة في نيو إنغلاند، عندما يقرر المراهق ذي الاثنتي عشرة سنة "سام" الهرب من المخيّم الكشفي الذي يدار بصرامة من قبل قبطانه وارد (إدوارد نورثون). يُوقع هذا الحدث الجزيرة الهادئة في حالة من التوتّر نكتشف بعد ساعات قليلة أن هناك هاربة أخرى، هي بنت الثانية عشرة "سوزي"التي ملّت الحياة مع والديها وأشقائها الصغار الثلاثة.يلجأ الاثنان إلى منطقة قصيّة من الجزيرة ويعلنانها "مملكتهم" الخاصة ويقيمان فيها الخيمة الأولى، لكنهما يُفاجآن في الصباح التالي بنفيب الشرطة"شارب" - أدّاه بشكل ممتع بروس ويليس- ووالدي الفتاة السيد والسيدة بيشوب (وأدّاهما بيل مورّي وفرانسيس ماكدورماند) وقبطان فرقة الكشافة، وهم يحاصرون الخيمة الصغيرة ويُجبرانهما على العودة، هي إلى منزل والديها، وهو إلى حماية نقيب الشرطة لحين تسلمه من قبل عائلته، باعتبار كونه "غير ملائم للبقاء في المخيم الكشفي". وحين يكتشف الجميع بأن الصبي مهدّد بالإدخال إلى ملجأ للأيتام واحتمال تعرّضه إلى الذبذبات الكهربائية "لعلاج مشاكل عصبية لدية" ، كما تقرّر المساعدة الاجتماعية (تؤدّيها النجمة البريطانية تيلدا سوينتين)، يلتف حوله أهل الجزيرة، بمن فيهم زملاء الصبي الذين ناصبوه العداء في السابق وحاكوا له المصائب، وتصل الحالة بالشريف الى أن يرفع في وجه المساعدة الاجتماعية هراوة غُرزت فيها مسامير عديدة للحيلولة دون تسلمها الصبي.وكعادته، في جميع أفلامه، لا يترك ويس أندرسون الشاشة لبطل واحد بعينه، وبرغم أهمية الأسماء التي تؤدي معه، فهو يملأ الشاشة بحضور كورالي محتشد، ويبدو العمل مثل أوركسترا سيمفونية لا يمكن لها أن تستغني من أي من آلاتها، بصرف النظر عن أهمية وحجم المساهمة في السيمفونية. وهنا، كما في أفلامه السابقة، يقارب أند

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram