بغداد/ وائل نعمة "مسؤول واحد يزور البلاد يكفي لغلق شوارعها"! يتخوف سكان العاصمة من إعادة سيناريو قطع الطرقات الذي جرى في شهر آذار الماضي والذي رافق أعمال مؤتمر القمة العربية، مع التصريحات الحكومية المؤكدة لعقد اجتماع 5+1 الأسبوع المقبل في بغداد.
يرى سائق سيارة أجرة صفراء أن المدينة لا تحتاج إلى وسائل جديدة تضاف لخنقها، ويتابع علي سالم 32 "تجرّعنا المر وخسرنا عملنا في أيام مؤتمر القمة ولا نريد إعادة التجربة مرة أخرى".فكرة تعطيل الدوام وقطع مسالك المدينة أمام المشاة والسيارات تروق لبعض الجهات، الموظفون المتعبون من الزحامات وروتين العمل اليومي يؤيدون بشكل غير معلن إعادة "حلاوة" طعم أيام مؤتمر القمة، كما تقول أم سارة 40 عاما موظفة حكومية، لـ"المدى": استغرق أكثر من ساعتين للوصول إلى المنزل بسبب الزحامات...لا استطيع القيام بواجبات البيت ولدي أربعة أطفال لا أعيرهم اهتماما كاملا". أم سارة تمر بأكثر من 20 سيطرة خلال انتقالها من عملها في الرصافة إلى الكرخ حيث مسكنها في حي التراث، وتتابع "أفضِّل العطل... مؤتمر القمة الماضي أعطاني إجازة العمر"!إلى ذلك أعلن الناطق العسكري والمتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة ضياء الوكيل، أن الاجتماع الخاص ببحث الملف النووي الإيراني الذي سيعقد في بغداد في 23 من الشهر الجاري لن يشهد إجراءات أمنية مشددة مثل تلك التي اتخذت قبل وخلال انعقاد القمة العربية أواخر آذار الماضي.وقال الوكيل: "أنا اطمئن الأهالي في بغداد، لن يشعروا بالإجراءات الأمنية ولن يتأثروا بها وهي لن تشبه الإجراءات التي اتخذت قبل وخلال انعقاد القمة العربية في بغداد".وتابع "لا يوجد قطع للشوارع أو غلق لأية منطقة وكل ما يقال خلاف هذا الكلام هو مجرد شائعات".ويشكك المواطنون بكلام المسؤولين الأمنيين الذين فرضوا منعا للتجوال غير معلن في المرة السابقة على حد قول سائق التاكسي بعد أن تعهدوا بعدم قيامهم بذلك، مضيفا " قبل انعقاد مؤتمر القمة خرج علينا الضباط ببدلاتهم العسكرية مؤكدين أن لا حظر للتجوال في بغداد، والنتيجة أسبوع كامل حوصرنا في مناطقنا".وكانت بغداد قد شهدت قبل وأثناء وبعد أعمال مؤتمر القمة إجراءات أمنية غير مسبوقة بغلق الشوارع وحظر تجوال، وتزامنت تلك الإجراءات مع انقطاع شامل لشبكة الهواتف الخلوية في بغداد.وأعلنت وزارة الخارجية ترحيب الحكومة العراقية باستضافة الاجتماع القادم لمباحثات 5+1 في العاصمة بغداد نظراً لأهمية دفع عملية الحوار إلى أمام وحرصاً على أمن وسلامة دول المنطقة والعالم. وقالت الوزارة إن الحكومة العراقية ستعمل على توفير المستلزمات الأمنية والفنية والإدارية كافة لعقد الجولة القادمة من المباحثات. وذكر بيان للوزارة في وقت سابق انه قرر أعضاء مجلس الأمن الدائمين إضافة إلى ألمانيا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، عقد الجولة التالية للمباحثات عن البرنامج النووي الإيراني في بغداد في النصف الثاني من شهر أيار الحالي.
عراقيون لا يثقون بـ"عمليات بغداد" حول مباحثات 5+1
نشر في: 18 مايو, 2012: 08:56 م