محمد مزيد تسعى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون في جولتها الأوروبية التي انتهت في موسكو أمس، الى بلورة موقف موحد مع الروس ازاء الملف النووي الإيراني، كثير الإشكالية، اذ تدعو واشنطن، عبر العديد من الرسائل والأقوال والشفرات والقنوات الى ان تصغي طهران للهواجس التي تقلق العالم بسبب انشغالاتها النووية
والتي لم تتوقف رغم العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة للحد من طموحاتها في تصنيع الوقود النووي وقيامها بتخصيب اليورانيوم.الولايات المتحدة الأميركية تتفهم بعقلانية ان روسيا لن تتخلى بسهولة عن الجارة النفطية إيران وما يربطهما من "المصالح الاقتصادية"، وتفهم واشنطن ان روسيا، مستعدة الى "تخفيف" تلك العلاقة عندما تجد ثمنا موازيا، او مرتفعاً قليلاً عن ثمن عدم مساندتها الخطاب الغربي بفرض المزيد من العقوبات، والمزيد من العزلة.واذا ما كانت العلاقات الروسية – الأميركية تمر بمرحلة حرجة كما يقول المحللون، فأن زيارة سيدة الدبلوماسية الأميركية قد تزيح بعض التلكس في خطوط تلك العلاقة مثلما قطع اوباما وعدا ونفذه بخصوص عدم نصب الصواريخ الأميركية الرادعة في التشيك ضد إيران، ولعل حصول أوباما على جائزة نوبل للسلام تندرج في نجاح الوعد الذي قطعه .. المراقبون الذين يتابعون جولة الوزيرة الأميركية لحشد الدعم ضد إيران وحشد الدعم الدولي للحرب في أفغانستان يرون انها كانت جولة مطلوبة وناجحة، لانها ساهمت في توقيع الاتفاقية التاريخية بين الارمن والأتراك في زيوريخ ووضعت أسسا قوية لنجاح المفاوضات بين ايرلندا الشمالية والجنوبية، كما نجحت في تحشيد الدعم الى مساندة أميركا في الحرب بأفغانستان.. ولكن السؤال المستعصي على المراقبين، مضمونه هو الى أي حد يمكن لوزيرة الدبلوماسية الأميركية ان تنجح في مساعيها مع موسكو؟ولابد من التذكير ان المحطة الأخيرة من الجولة، في موسكو، أخذت كثيرا من التعليقات وقراءات المحللين، ذلك لان الروس ينظرون على الدوام الى المواقف الأميركية بالحذر والقياس وعدم الانجرار، لكن هذه المرة، قرأ المراقبون تلميحات روسية انطلقت من موسكو في قبولها فرض عقوبات أقوى على إيران اذا رفضت التعاون في الملف النووي، وهذه بحد ذاتها، قد تشكل حالة انعطافة جديدة غير متوقعة ليس للإيرانيين فحسب وانما قد تكون للعالم، واللقاء الذي تم بين الوزيرة كلنتون والقيادة الروسية قد يفصح عما يترشح من معان، لتلك التلميحات الأميركية آنفة الذكر.
نافذة على العالم: هـل تنجح كلنتون فـي موسكو؟
نشر في: 13 أكتوبر, 2009: 06:33 م