اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الطوافات نساء يبحثن في مكبّات القاذورات عن مصدر عيشهن

الطوافات نساء يبحثن في مكبّات القاذورات عن مصدر عيشهن

نشر في: 19 مايو, 2012: 07:08 م

 البصرة/ ريسان الفهد مدينة الفراهيدي ومعشوقة السياب، أم النخيل وفيحاء العراق وعينه على العالم. البصرة كنز العراق النفطي الذي يراها من بعيد يحسدها على ما فيها من ثروات ،من الممكن أن تغذي العراق من شماله إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه، والمواطن البصري يجب أن يعيش حياة الترف شأنه شأن المواطن الخليجي،
 ولكن ما يحصل هو خلاف الواقع، فالمواطن هناكيصلح أن نطلق عليه البيت الشعري القائل (كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ.......والماء فوق ظهورها محمول)، نعم هذا هو حال المواطن البصري أزمات متعددة وعوز متكرر في مدينة الذهب، وصور تحيلك إلى مدينة خارج نسق الحياة، والمرأة تشارك الرجل في تلك الحياة التي يعيشونها، نساء بأعمار مختلفة وبلا ملامح واضحة، غطين وجوههن بالكامل بغطاء الرأس (الشيلة) حتى صار نقابا يحجبهن عن الشمس والناس والغبار عيونهن فقط تظهر، نكاد نتعرف على أعمارهن من خلال الصوت أو ملامح عيونهن التي عبث بها الزمن والغبار والذباب والشمس المحرقة .. بعضهن شابات بعمر الزواج وأخريات بعمر الطفولة قد جئن للعب بالنفايات وما تفرزه لهن من لعب متروكة من بيت الأغنياء ، هذه الثروة الهائلة من مخلفات الأغنياء والفقراء ومطاعم المدينة. النفايات والأمراضشيء مؤلم أن ترى عوائل بكاملها تعتاش على (الزبالة ). نساء كان المفروض بهن أن يكونّن هناك في بيوتهن لترتيب البيت، والطبخ، والتربية وغير ذلك من أعمال النساء في العوائل المترفة وأحيانا المتوسطة.شيء محير، هل فعلا هذه النفايات تجلب لهن الرزق .. هل فعلا من أكوامالزبالة يحصلن على قوتهن اليومي ..ولكن ما هو الثمن؟ سؤال يتبادر إلى الذهن.. تقفز عشرات الأسئلة الصعبة والسهلة والمحيرة أحياناً ..كم سيدفعن من عمرهن وصحتهن ، نفايات تحمل كل شيء بما فيها الأمراض المختلفة.. إذا ما علمنا بين النفايات مخلفات المستشفيات والعمليات الجراحية ومن مخلفات المرضى حتما سيدفعن ثمن علاجهن أضعاف ما يحصلن عليه الآن إذا لم نقل يقصر الكثير من أعمارهن الجميلة ..قالت عضوة مجلس محافظة البصرة عواطف الناهي لـ"لمدى": إن عمل النسوة والأطفال في جمع النفايات ظاهرة خطرة جدا ، وبحاجة إلى تكاتف الجميع لمعالجتها جذريا وليس مجرد ترقيع ..وتضيف الناهي "ذهبت إلى هناك في الزبير وفي عدد من مناطق البصرة والتقيت بالنسوة اللواتي يعملن في جمع النفايات وعرضت عليهن رواتب الرعاية الاجتماعية ، أو تشغيل أزواجهن أو أبنائهن مقابل ترك هذا العمل المهين للمرأة .. ولكنهن رفضن بالقول: إن عملهن بجمع النفايات والعمل مع معامل تدوير النفايات مقابل ثمن على (الإنتاجية) "يدر علينا أرباحاً جيدة"، وبينت الناهي"أن الرواتب الممنوحة للنساء - بمختلف الشرائح وبأعداد كثيرة جدا - بواقع 100 ألف دينار شهريا، إضافة إلى 25 ألف دينار عن كل طفل يعتبر راتبا معقولا، قياسا للواتي لا يملكن مصدر رزق نهائيا .مرتب الرعاية لا يكفيتقول الناشطة في المنظمات النسوية الدكتورة سعاد حسن" إن عمل المرأة البصرية في هذا المجال التعيس جدا يشكل ظاهرة سلبية على المجتمع البصري وظاهرة لا تليق بمدينة يطلق عليها عاصمة العراق الاقتصادية وتطفو على بحيرة من النفط ، ويأكل جميع العراقيين من خيراتها.وتضيف " الراتب الذي تمنحه الرعاية  الاجتماعية مضحك جدا في ظروف وغلاء فاحش، وانه لا يكفي حتى ثلاثة أيام لإعانة عائلة  لديها ثلاث أشخاص فقط..باحثة اجتماعية أكدت أن ظروف العمل في هذه الأعمال لا إنسانية، وحمّلت مجلس محافظة البصرة والمسؤولين في شبكة الحماية الاجتماعية المسؤولية عن أوضاع (النساء الطوافات). وتعتقد أن قصور الجهات المعنية هو في عدم تقصي أوضاع هذه الشريحة المسحوقة التي قادها الجوع والحاجة إلى امتهان أعمال تعرض حياتها لخطر الأمراض.من جهتها، تعتقد الناشطة الاجتماعية (ش . الجيزاني) أن تجربة شبكة الحماية الاجتماعية التي تشرف عليها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لم تحقق أهدافها المرجوة في البصرة ومحافظات أخرى من العراق، ولم تضمن للنساء المحتاجات حياة آمنة وكريمة، مشيرة إلى وجود عمليات تزوير سابقة وذلك بتقديم أسماء لا تتوفر فيها الشروط المطلوبة على أنهم أشخاص مشمولون بالمساعدة، في حين تنقطع المساعدة عن من يستحقها فعلا.بينما تؤكد لجنة الرعاية الاجتماعية أن العمل يسير بوتيرة جيدة ونعمل الآن على تصحيح الأخطاء السابقة وترويج المعاملات لمن يستحقها بالفعل ووفق الضوابط.أسلحة وذهب في نفايات الأغنياءيقول علي شدهان عضو مجلس بلدي "النفايات ثمينة ومواقع الطمر الصحي تشكل منافذ للثراء، وهناك أطراف في البلدية تضع يدها على كل شيء. مراقبو البلدية لهم حصتهم . عائلات من الطوافين يتولون حجز نفايات الأحياء (الراقية). تقول أم تحسين "إن نفايات الأغنياء لها ثمن ويمكن العثور فيها على (كل شيء) المواد التموينية والذهب وحتى الأسلحة..وتضيف أم تحسين" أغرتني بعض الطوافات بالذهاب للبحث في المناطق الراقية، في البداية حصلنا على أشياء ثمينة فهؤلاء الأغنياء يرمون الثياب والأحذية التي يعتبرونها قديمة بينما تستر جلودنا لسنوات".تقول فاطمة زغير 35 عاما "بد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram