 ترجمة عبد الخالق علي شركة شل تمضي قدما في محادثاتها بشأن التطوير النهائي لحقل مجنون العراقي، و يشكل الانتاج النفطي  جزءا جوهريا من هذه المحادثات . حقل مجنون هو احد الحقول الاربعة العملاقة في جنوب البلاد و التي تعتبر حيوية و مهمة  في طموح العراق الى مضاعفة انتاجه من النفط و اعادته الى قمة المنتجين في العالم ، لكن يبدو ان هناك ازمة في الطريق  .
في عام 2009 منح العراق عقود خدمات لشركات اجنبية وعدت برفع طاقته الانتاجية بحيث تتجاوز 12 مليون برميل يوميا بحلول عام 2017 ، الا ان هذا الهدف يبدو بعيد المنال  و ذلك بسبب الاختناقات في البنى التحتية و القصور اللوجستي . بعد ان ادركت الشركات ذلك، فانها تكتب  حاليا مسودة خطط التطوير النهائية التي من المفترض ان تبدأ العام القادم . يقول هانز نيكامب، نائب رئيس شركة شل الهولندية الملكية و رئيس فرع الشركة في العراق " نجري حاليا محادثات استطلاعية مع الحكومة العراقية من اجل القرار على افضل خطة تطوير لحقل مجنون. لكن يجب النظر الى المسألة من جانب السياق الاكبر الا و هو الانتاج الكلي الامثل للعراق . من جانب آخر أقر مسؤولون نفطيون عراقيون بحاجة البلاد الى السعي لزيادة الانتاج  و اقترحوا الرقم 8.5 – 9 مليون برميل في اليوم الواحد . يرى خبراء آخرون ان 6 – 7 مليون برميل يوميا بحلول نهاية العقد يعتبر رقما واقعيا في هذا البلد الذي دمرته الحروب، و هذا يستلزم ان يكون انتاج مجنون مليون برميل يوميا . فازت شركة شل مع شريكها الاصغر حجما – شركة بتروناس الماليزية – بعقد حقل مجنون بعد ان وعدت برفع انتاجية الحقل غير المطور الى 1.8 مليون برميل يوميا مقابل اجرة قيمتها 1.39 دولار للبرميل الواحد. الطاقة الحالية للحقل تبلغ 65 الف برميل في اليوم الواحد . وثائق وزارة النفط تبين ان شركة شل قد فتحت المحادثات حول هدف الوصول الى مليون برميل يوميا من حقل مجنون كجزء من خطتها لتطوير الحقل . كما اقترحت الشركة – و هي الاولى التي تفتح محادثات مع وزارة النفط – تمديد الفترة الزمنية التي يصل انتاجها الى الذروة و المقرر ان يبدأ في 2017 ،  الى اكثر من عشرين عاما . هذه الارقام غير ثابتة ، يقول نيكامب " الامر يعتمد على ما يريده العراقيون من حقل مجنون . يمكن تطوير هذا الحقل بطرق مختلفة بمستويات ذروة و فترات مختلفة . ان 1.8 مليون برميل التي اتفقنا عليها في العقد تعتبر مستوى  ذروة حقيقية يمكننا تطويره و انتاجه . يقول المدير التنفيذي للشركة ان حكومة بغداد تبذل ما بوسعها من اجل تذليل العقبات العديدة التي تواجه البنية التحتية ، الا ان الاختناقات في منظومة  التصدير تخنق مكاسب الانتاج . يقول " هذا هو ما يقرر فعلا الطاقة الانتاجية " . بعد شفائه من عقود الحروب و العقوبات الدولية، يعتبر العراق البلد الوحيد من بين البلدان المنتجة للنفط الذي يسعى الى زيادة تدفق النفط ، الا ان مستوى الروتين و بطء الاجراءات اللوجستية يفوق ما موجود في البلدان المنافسة في الاقليم . يقول نيكامب " الامور تستغرق وقتا طويلا في العراق سواء من حيث تاشيرة الدخول او الاجراءات الكمركية، فهذه الامور تستغرق اياما او اسبوعا على الاكثر في دول الاقليم، اما في العراق فان لدينا تجهيزات مرت عليها اشهر و لا زالت في الكمارك ". الامر يحتاج الى 50 مليار دولار لزيادة الطاقة الانتاجية لحقل مجنون الواقع على الحدود مع ايران . يقول نيكامب " هذه هي الايام الاولى ، نحن نتعلم كل يوم كيف نعمل بفاعلية في العراق. لكن الحق يقال ان العراق يعتبر بلدا جيدا للاستثمار، علينا ان نضمن استلام المدفوعات في اوقاتها، و هذا هو ما يقرر مدى ثقة المستثمرين و ديمومتها ". النزاع المطول حول العقد قد تسبب في تاخير دفع الاقساط البالغة 900 مليون دولار لشركة اكسون موبيل و شريكها شل و المتعلقة بحقل غرب القرنة   . يقول مسؤولون نفطيون عراقيون ان هذا النزاع قد تم ايجاد حل له و قد استلمت الشركات كل مستحقاتها بالكامل، كما وقعت اكسون موبيل و بغداد اتفاقا نهائيا حول استلام الشركات حصصا عينية من النفط بدل المال مقابل عملها في حقل غرب القرنة . يقول نيكامب ان مشروع شل لغاز الجنوب المشترك بكلفة 17 مليار دولار مع شركة غاز البصرة، يسير على ما يرام. لقد عبأت الشركة فريقا فنيا كبير الحجم و اعارت خبراء فنيين للحصول على وحدات مكثفة و تعمل بسرعة من اجل زيادة انتاجية الغاز . في نفس الوقت  فان شركة شل لا زالت لم تقرر ما اذا كانت ستشارك في الجولة الاستطلاعية في العراق نهاية الشهر الحالي ام لا . يقول نيكامب " سنقرر قريبا ما اذا كنا سنقدم عرضا ام لا". رغم ان الشركة قد ملأت يدها الان في ثلاثة مشاريع ضخمة يبلغ حجم الاستثمار فيها  100 مليار دولار، فانها  لا زالت تنظر في فرص المستقبل . يقول نيكامب " نحن في العراق لنبقى الى وقت طويل – ربما يكون هناك المزيد من الغاز المتدفق . هناك المزيد مما يمكن ان نضيفه الى قيمة العراق و ان ندير اعمالا جيدة تساهم في اعادة