إياد الصالحي يخال لي مشهد الصراع المفتعل في دائرة الحكام هذه الايام انه نتاج عوامل متراكمة يغلبها الاحتقان النفسي الذي تمزقه الانانية وتضرم فيه نار الغيرة من اجتهاد بعض الحكام الدوليين ممن احترموا تأريخهم واطلقوا الصفارة الاخيرة في الملاعب ليبدأوا رحلة الابحار في الاتحاد القاري لتشريف العراق في لجانه المتعددة تأسيساً على علميتهم وخبرتهم ونظافة سجلاتهم في تاريخ الكرة العراقية حتى لو حاول البعض التشكيك بدوافع مريضة!
ولهذا لا نستغرب ان يقع امين سر دائرة الحكام عادل القصاب في شرك التسلل الى دائرة الصراع سيىء الذكر بعد ان نسي مسؤوليته التي تحتم عليه الابتعاد عن كل تداعيات ( القيل والقال) التي تحوم حول دائرته ويسعى لإطفاء شرارات صغيرة تتطاير بسلوكيات متضررة من الدورة الانتخابية الحالية بينما سقط الرجل في الشرك وراح يُشعل حريقاً كبيراً عبر احدى الوكالات الاخبارية الوطنية زاد من حجم ضرره اقتباس عدد من الصحف المحلية البارزة التي لم تكلف نفسها عناء تقصي الحقيقة عما يجول في فكر القصاب واسباب توزيعه الاتهامات يميناً وشمالاً مثلما تقتضي اصول المهنة وأعرافها!ان الخطر الذي لم يستشعره القصاب اثناء تعرضه لعدد من الحكام بسلبية الى الحد الذي طعن في نزاهة سلوكياتهم واصفاً اياهم بالمزورين والفاشلين انه يرمي دائرة الحكام برمتها وراء قضبان التحقيق الدولي والقاري وربما تتبع ذلك عقوبة دولية جديدة في الوقت الذي بدت قضية الحظر الدولي المفروض على كرتنا قابلة للانفراج قريباً. نعم القصاب يتحمل مسؤولية تعريض سمعة اتحاد الكرة ودائرته التحكيمية الى المساءلة لانه قال بالنص " ان علاء عبد القادر أُبعد منذ عام 2005 من القائمة الدولية ولا يحق له الترشيح لدورة مقيّمي الحكام الآسيويين ولكن رئيس الدائرة ساعده ومنحه فرصة الاشتراك بالدورة فضلاً عن انه فشل في اختبارات النخبة في السنتين الأخيرتين وأخذ حق غيره من الحكام عبر تزوير مواليده " ! فاذا كان القصاب باعتباره جزءاً مهماً من الدائرة يعلم بذلك وهو المسؤول والمطلع عن كل ورقة صغيرة ترسل الى الاتحاد الآسيوي للعبة ، كيف اخفى تلك المعلومات (إن صحت) عن الأخير طالما انه يقرّ في تصريحه عدم مطابقة شروط مقيمي الحكام على المرشح علاء عبد القادر ، ألا يُعد ذلك تزويراً واضحاً خدع به لجنة الحكام الآسيوية لاسيما ان عبد القادر كُلف بمهام عدة طوال فترة ممارسته العمل بصفته الجديدة؟!السقطة الاخرى التي لم تبق للقصاب أية حجة أن الفوضى واللامبالاة تسود دائرته بأعترافه : أن اجتماعات الدائرة تعقد في بيت رئيس الدائرة طارق احمد أو في محله التجاري ايام الخميس والجمعة والسبت ! مِن دون ان يوضح اسباب اختيار هذه الايام تحديداً وهو يعلم ان اتحاد الكرة يعد احدى منظمات المجتمع المدني وليس مؤسسة حكومية تمنعه من الاجتماع ايام العطل ؟!هل من اللائق ان ترسم سياسة دائرة تشتمل على 13 قسماً ولجنة تهتم بشؤون الحكام ومسابقات الكرة والتزامات العراق الخارجية في محل تجاري ، فماذا بقيت من قيمة للدائرة ولشخوصها اذا كانت ملفات ابرز قضايا العراق التحكيمة ومخاطبات الاتحادين الدولي والقاري تناقش في مكان غير مناسب وربما تتعرض الى التلف والضياع ولا نقول التزوير أو السرقة !رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود مطالب بفتح تحقيق في كل ما ادلى به امين سر دائرة الحكام عادل القصاب بصدد نفيه فرض اتاوات واستقطاع مبالغ من الحكام واستغلالهم ، وكذلك اقراره تزكية حكم دولي معتزل متهم بالتزوير بالرغم من التوضيحات الصريحة المدعمة بالوثيقة التي قدمها علاء عبد القادر لـ(المدى) في عدد سابق لنفض غبار التهمة التي يعرف حيثياتها القصاب نفسه ايام عمله في الحقبة الماضية وقربه من محيط وشجون التحكيم وارهاصاته تحت قبضة ابن رئيس النظام السابق ، فضلاً عن ضرورة تدخل حمود في لـمّ شمل اسرة الحكام التي انقسمت الى جبهتين محتدمتين على الدوام في ظل الصمت المحيّر لرئيسهم وتركه قاربهم يشارف على الغرق!
مصارحة حرة :حكام .. آخر فضيحة !
نشر في: 19 مايو, 2012: 07:31 م