TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > المخرج والممثل حسن حسني لـ ((المدى)):أعمالي صرخة تقول لا للطائفية ولا للقتلة

المخرج والممثل حسن حسني لـ ((المدى)):أعمالي صرخة تقول لا للطائفية ولا للقتلة

نشر في: 19 مايو, 2012: 07:35 م

 حاوره/ فرات إبراهيم حسن حسني علامة فارقة في تاريخ الدراما العراقية ممثلاً ومخرجاً أحبه الجمهور في دور عادل في مسلسل نادية ..  بقي في ذاكرة المشاهدين لأنه يحمل طيبة وعفوية ومحاط بلغز محير أتعب المشاهدين ثم تحولت الحيرة والتعب إلى متعة  ورضا .وتلمسوا إبداعه في أعمال كبيرة شكلت ثراء لمكتبة الدراما العراقية مثل مسلسل عنفوان الأشياء
 و الأماني الضالة وغيرها من الأعمال التي ما أن تذكر حتى يشار بالبنان لصاحبها ومبدعها الأول حسن حسني درس الإخراج في مرحلة مبكرة في ألمانيا الديمقراطية وتمكن من أدواته كمخرج في أغلب الأعمال التي أشرف عليها وعاد إلى العراق ليؤسس لمشروع لم يكتمل ، فلقد خانته أشياء وجدها تعج بقاموس الفن العراقي :لا تفعل لا تقل لا تتكلم وكروح الطائر الحر قدم ما عليه وحلق عالياً باتجاه سماوات أخرى تمنحه أن يكون كما يحب لكنه وجد نفسه يدور ثانية ليعود في عوالم ضبابية تفسر الماء بالماء ، أقول هذا حواري معه :*الكثير من المخرجين والممثلين العراقيين لم يغادروا العراق بسبب انتمائهم إلى المكان وأقصد أنهم كالسمكة إذا ماغادروا محيطهم ماتوا  هل أنت غير ذلك ؟-أنا طائر حر ولست بسمكة ! أنتمي إلى الفضاء الإنساني في كل مكان وهويتي ليست شكل المكان وإنما روح المكان .. العراق أتنفسه عن بعد ولم أتلوث بغبار الموت ورائحة الجرائم وأعتز وأفتخر بكل من صابر وعاش وتحمل وشاهد عن قرب عربات الموتى ورائحة الدم  والرؤوس المقطوعة وكانوا مجبرين على ذلك .. وبامتلاكي حريتي أستطيع أن أعبر بها عما يختلج في فكري من مهام يحتاج إليها شعبي المظلوم المتشوق للحقيقة  وللجمال .. أنا أتابع آلام شعبي وأتألم بآلامهم وأتحسس مشاعرهم  وأقول مالايستطيع زميلي القريب منهم أن يقول :لأن دائرة الخوف والرعب ما زالت جاثمة على الصدور وكلمة الحق ما زالت سجينة .* ماالذي يعنيه لك المكان؟-إن المكان يصنع , و كنا في العراق نصنع المكان بأيدينا وأغلب أعمالنا الدرامية كان  المكان مصنوعا من الخشب والقماش والألوان ومن أشهرها  الذئب وعيون المدينة والأماني الضالة وعنفوان الأشياء والنسر وعيون المدينة وتحت موس الحلاق وأعمال كثر .. المكان هو الموضوعة العراقية والاهتمام بكيفية طرحها بسيناريو محكم ممزوج بالإكسسوار والملابس والمفردة العراقية والنطق السليم لها  والغور في أعماق الشخصية العراقية والحكاية اليومية .. تشم عندها رائحة المكان.*حينما قررتُ  الخروج من العراق تذكرت الأماكن وبكيت كثيرا وقررت عدم السفر  رغم الألم والرغبة في التواجد في عالم آخر حيث النجاح والشهرة  هل تألمت لما غادرت المكان ؟-بكينا كما بكيت .. وذرفنا الدموع أيضا ولكن عندما تلطخت جدران البلاد وأرضه بالدماء وقتل الأخ أخاهوسرق الجار جاره وساد المرض العضال مرض الطائفية اللعين وراح مشرّعوها يصولون ويجولون .. وأصبح العراقي الأصيل غريبا  والدخيل أصيلا فاختلطت الأوراق .. والدخلاء راحوا يلعبون بتلك الأوراق كيفما يشاءون .. ويصفق لهم المنتفعون .. وبقية الشرفاء من أبناء  الوطن يضعون أكفهم على أفواههم لئلا تصدر صرخة الرفض والاحتجاج ،ويأتيك طائفي مدع يقضي على الروح وتترمل النساء ويتيتم الأطفال .. لم أتالم بمعنى الألم الحقيقي  بخروجي من العراق وخاصة بعد تلك الوقفة التي تأملت بها  تاريخي وذكرياتي ومنجزاتي وكان ألمي أيضا عندما أصبحت الدراما تراوح مكانها وأنا أتابعها من بعيد ولمدة عشرة أعوام تألمت كثيرا ، في حين تطورت الدراما العربية  في مصر وسوريا .. أنا لم أخرج من العراق لأنني أردت الخروج  بل خرجت لأن ظلم الفكر ارتفع مستواه والأفواه تخاف  النطق السليم .. هذا كان عام 1996 .. خرجت من ذلك التاريخ ولم أعد ..*قدمت الكثير من الأعمال كممثل أيها كان بطاقة دخولك إلى قلوب المشاهدين بصراحة  ولماذا ؟-أظن أنه دور عادل في مسلسل نادية ..  بقي في ذاكرة المشاهدين لأنه يحمل طيبة وعفوية و هومحاط بلغز محير أتعب المشاهدين ثم تحولت الحيرة والتعب إلى متعة  ورضا .درست الإخراج مبكرا  وكذلك كنت ممثلا بارعا في الكثير من الأدوار   لماذا التجأت إلى الإخراج هل هي رغبة  في أن تمارس دور الشخص الأول في العمل الفني أم أنك شعرت  برغبة لم  يسندها أحد إليك ؟-أنا بدأت الإخراج منذ عام ( 1974) أي قبل ( 37)  سبعة وثلاثين عاما .. وخضت دورة إخراج في ألمانيا الديمقراطية عام 76 وقبلها اجتزت دورة تنفيذ البرامج عام 72 في  معهد التدريب الإذاعي .. ولو ليس هناك وجه مقارنة ولكني أطلب منك توجيه هذا السؤال إلى نجوم العالم الذين هم الآن مخرجون في هوليوود   .. وفي العراق كان هناك أيضا الممثل المخرج كارلو هارتيون .. و الأستاذ خليل شوقي  .. وحمودي الحارثي ..والراحل عدنان إبراهيم ..والراحل حسن الجنابي .. وأيضا حاليا جلال كامل .. تحولي آنذاك حالة صحية وليس عيبا أو حالة شاذة .. والمعروف يمكن أن يتحول الممثل إلى مخرج والعكس غير صحيح ...*تعاملت مع الكثير

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بيت المدى يستذكر شهداء انقلاب شباط الأسود

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

رحيل أسامة منزلجي.. رحلة حياة في ترجمة الأدب العالمي

أزياء وفنون شعبية وثقافة في درب الساعي

مسرحية "U92" تناقش التلوث البيئي على خشبة الرشيد

مقالات ذات صلة

هدم وإزالة آخر قلعة سينمائية في ذاكرة الناصرية وهيئة الآثار تتحرك بعد فوات الأوان

هدم وإزالة آخر قلعة سينمائية في ذاكرة الناصرية وهيئة الآثار تتحرك بعد فوات الأوان

 ذي قار / حسين العامل زحفت الجرافات خلال اليومين المنصرمين لتهد أقدم قلعة سينمائية في ذاكرة مدينة الناصرية (دار سينما الاندلس) وهو ما قوبل باستهجان الأوساط الثقافية والفنية التي ترى في هذه الخطوة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram