TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > تحت المجهر: أسس التعاون والتنسيق الأمني

تحت المجهر: أسس التعاون والتنسيق الأمني

نشر في: 20 مايو, 2012: 06:49 م

 د. معتز محي عبد الحميد(1-2)2- ترميز المعلوماتإن التنسيق والتعاون بين جهات عدة أمر إيجابي، ويساهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف المرجوة للجهات التي تقوم به، لكنه أيضاً، ولأسباب عديدة، قد يحمل في طياته العديد من المخاطر إذا ما كان الحديث عن تنسيق وتعاون في مجال أمني واستخباري، بحيث يصبح هذا التعاون، أو حتى التنسيق،
وكأنه كان من أجل إيجاد  «الخطر الأمني» الذي يتم العمل على منعه من الحدوث أصلاً! وتفاصيل تلك المعادلة الصعبة، التي قد يعاني من جرّائها مجتمع بأكمله، تكمن في العديد من النقاط الفنية الخفية، والتي قد لا تؤخذ في الحسبان، خلال مجمل مراحل العمل الأمني الذي تقوم به، أو حتى تهمله من دون قصد، المؤسسة الأمنية بكافة أذرعها، في هذا العصر المليء بالثغرات، حيث يتم التأسيس، بشكل غير مقصود، لسلسلة لا نهائية من الأخطار الأمنية المتراكمة، والمركبة، والتي قد تؤثر على الجميع بلا استثناء، حتى على أولئك المتسببين بها عن طريق الخطأ. ومن أهم الأمور الفنية التي تؤسس لمثل تلك الأخطار ما يتعلق بمسألة «المعلومات» وطرق تداولها، وتدفقها بين الإدارات المتعددة في الجهة الأمنية الواحدة، أو حتى بين جهات أمنية عدة تقوم بالتنسيق والتعاون في ما بينها، وبالرغم من أن تداولها يلعب دوراً مهماً، إن لم يكن الأهم على الإطلاق، في تحقيق حالة التنسيق والتعاون في ما بينها، إلاّ أن هذا التداول، بالمقابل، ينبغي أن يكون بطريقة لا تساعد على نشوء الأخطار الأمنية، التي يتم التنسيق والتعاون من أجل منعها. والمشكلة تحديداً تكمن في التناقض الغريب الذي أسس له عصر تكنولوجيا المعلومات، بحيث أنه أوجد الداء والدواء معاً. والحل الأمثل لتلك المعضلة، أو إذا استطعنا تسميتها بـ «الشرّ» الذي لا بد منه، لتحقيق حالة التنسيق والتعاون المنشود، هو أن نلجأ إلى ما يسمى بعمليات «الترميز» للمعلومات المتداولة، والتي تستخدم عادة في إخفاء المعلومات الأصلية واستبدالها برموز غير محددة الملامح، بهدف خلق حالة «الانضباط المعلوماتي» المعاكس تماماً لحالة «الفلتان المعلوماتي» التي قد تنشأ بطريق الخطأ، ويمكن تطبيق عمليات الترميز خلال جميع المراحل الخاصة بالتعاطي مع المعلومات، بدءاً من عمليات التخطيط لجمعها، ومروراً بعمليات جمعها وتنظيمها وحتى تمحيصها وتحليلها وتداولها، بحيث نستطيع من خلال هذا الترميز أن نحقق، وبشكل آمن، أقصى درجات التعاون والتنسيق بالشكل الصحيح والملائم، سواء بين الإدارات المتعددة التي تقوم بتنفيذ مهماتها في ذات الجهة الأمنية الواحدة أو حتى بين الجهات الأمنية المتعددة، والتي يتم التنسيق بينها، وتتعاون في تخطيط وتنفيذ تلك المراحل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram