محمود النمر ضيّف نادي السرد في اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين، القاص والروائي عبد الإله عبد الرزاق ، الذي نأى بنفسه عن مشروع الإبداع والكتابة ما يقارب العقدين من الزمن المر.أدار الجلسة الروائي اسعد اللامي، مشيرا إلى أهمية هذا المبدع المجدد في فن السرد القصصي والروائي، وقال : إن هذا الإنسان المبدع اعتلى صرح المعرفة والثقافة الجمال، في كتابه (بناة العالم) يترصد الكاتب النمساوي "ستيفان زفايج"، ملامح الفلاسفة والكتاب الكبار - صانعي حديقة الجمال والحضارة العالمية - ويلاحق تأثيرهم في صناعة الوعي وترسيخ الذائقة الجمالية والأخلاقية للشعوب، ذلك بفرد بدايات الصفحات لمعلم من نصوص أولئك الكبار، ثم يبدأ بعدها بتناول سيرهم ودورهم.
وأكد الروائي عبد الإله عبد الرزاق أنه لم يكن من كتاب الستينات ولكن النقاد اعتبروه من تلك الحقبة، علما انه لم ينشر إلا في فترة نهاية الستينات، وقال: أنا ضمن طقس الستينات ولم يمنع ذلك من أني كنت قد نشرت نتاجاتي في أواخر فترة الستينات.وضرب عبد الرزاق مثلاً على انه كانت لديه قصة في مجلة غاليري المصرية عام 1968، التي كان يتولى تحريرها ادوار الخراط، وجميل إبراهيم، وإبراهيم منصور، واعتبر فترة السبعينات السن الطبيعية لبداية نتاجاته الأدبية وقد نشر قصة (الجسم) وهي قصة قصيرة نشرها في مجلة الآداب اللبنانية، وتولى نقل هذه القصة الشاعر فوزي كريم ، وكان له موقف خاص من هذه القصة ، وقد اعترض على لغتها ، وفي نفس السنة صدرت له رواية بعنوان "رجل الأسوار الستة" أي عام 1971، هذه الرواية أحدثت دويا فنيا في الوسط الأدبي، وقد حاربها بعض النقاد ومنهم الناقد فاضل ثامر، لأنه اعتبر الرواية محاولة ضارة للرواية العراقية، بينما عدها الناقد المرحوم عبد الجبار عباس رائعة من روائع القصة العراقية.وأكمل عبد الإله قائلا : لعل ذلك احد الأسباب التي جعلتني أتخذ موقفا خاصا من النقد العراقي ، أما قصة (السيف) التي نشرتها في الآداب أيضا عام 1976، فكتب عنها بعض زملائنا الكتاب أيضا نقدا شديدا عابوا عليها لغتها، مع انه في العدد اللاحق كتب بعض النقاد المصريين أمثال كمال ممدوح حمدي، الذي كتب عنها نقدا رائعا واعتبرها مثالا للقصة المعبرة عن الواقع من خلال الاستيحاء بكل المفردات، وهذا ما يناقض بعض الآراء التي سمعتها من زملائي القصاصين في تلك الفترة ،وهذا أيضا من الأسباب التي جعلتني شديد التحسس من النقد العراقي ، أنا لست واقعيا وهذه ليست تهمة وأنا افتخر بها ، كل الشخصيات التي قدمتها كان منحى أبطالها منحا فرديا، وكنت اعتقد أنها الطريقة المثلى للتعبير عن هم الواقع. وأشار الروائي عبد الزهرة علي الى أن معرفته بعبد الإله عبد الرزاق جاءت من خلال قراءته لرواية "رجل الأسوار الستة"، وقال: لقد أيقنت أن رساما ماهرا يعيش في داخله، حيث لوحاته التي رسمها بالكلمات لا تهمل الضوء والظل واللون وهي مملوءة بالتفاصيل الدقيقة .الناقد ياسين النصير قال: إن عبد الإله عبد الرزاق هو كقصصه يخطو في شوارع المدينة ولا يرى، قصصه تنبع من هذا الواقع، وتنبع من يومية هذا الواقع، لا ترى بمعيار نقدي مألوف، دائما تحتاج قصصه إلى رؤية نقدية خاصة، لأنها تتحدث عن غير المألوف في اليومي والمألوف، وغير المألوف من الصعوبة أن تكتشفه في الحياة اليومية ،عليك أن تأخذ كمية كبيرة من الأحداث اليومية ،وتغازلها عندئذ تستخلص الذهب الإبريز منها ، غير المألوف هو النص الذي يكتبه عبد الإله عبد الرزاق ولذلك تجد لدينا أحداث قصصه في "رجل الأسوار الستة" وهو رجل عادي يعيش في خان، ووجدت في هذا الخان قوة معرفية هائلة وكبيرة وشحنات وفرها لي هذا القاص من دون أن يقرأ احدنا شيئا عن المكان أو فلسفة المكان، لعبد الإله شبيه واحد في القصة العراقية ، هو القاص عبد الله طه وهو أيضا منزو، وهو فلاح في البصرة، وعامل في هولندا، مكافح قليل الكتابة، لديه مجموعتان قصصية، وكذلك لهما شبيه آخر، هو القاص حمد الصالح، فهو مكثف مقل دقيق العبارة . مسك ختام الحفل منح الأمين العام لاتحاد الأدباء ألفريد سمعان لوح الإبداع للمحتفى به تثميناً لجهوده الإبداعية .
عبد الإله عبد الرزاق في نادي السرد..الاعترافات المبكرة لشيخ المعتزلة
نشر في: 20 مايو, 2012: 06:50 م