اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > مخاطر العيش في عالمٍ جائر

مخاطر العيش في عالمٍ جائر

نشر في: 20 مايو, 2012: 06:54 م

ترجمة/ عادل العامللا يحدث كثيراً أن يجد هذا الناقد الأدبي، يقول بيتر ميتزنَر ويعني نفسه، كتاباً على مكتبه ولم تكن لديه كلّياً أية فكرة عن الوقت والكيفية اللذين تسلّمه بهما. وعلى كل حال، شكراً للشخص الذي قام بإرساله لي.
ولقد دُهشتُ بابتهاج لكون الحقائق في الكتاب والأماكن وبعض المصطلحات يمكن أن تكون مؤكدة فعلياً. كما أدهشتني أيضاً القصة ذاتها.في بلدٍ أفريقي معادٍ لا يُذكر اسمه يصحو غريغ Greg ليجد نفسه الناجي الوحيد من سقوط طائرة بفعل هجوم إرهابي. وحين تصل سيارة جيب يصدمه أن يكتشف أن الرجال القادمين لم يأتوا لإنقاذه بل لنهب كل ما يستحق أن يؤخذ، وهم يكسّرون الأسنان الذهبية في أفواه الموتى ويُفرغون شهوتهم الجنسية في الجسد الذي ما يزال دافئاً لامرأة من الضحايا. وواضحٌ أن الإنقاذ ليس في قمة أولوياتهم.وفي إثيوبيا يقع سائق سيارة تاكسي أرتيري في حب فتاة محلية وتترك هذه الفتاة أسرتها المسيحية رغم كل شيء وتتحول إلى الإسلام وتتبعه في عودته إلى أرتيريا. وتهتز سعادتهما بفعل حادث طريق مأساوي ونزاع ناجم عنه يعرّض حياة الأسرة للتهلكة.وينفصل الزوجان، في المدن الداخلية من انكلترا، بفعل عملية فرار من مسكنهماً بحثاً عن اللجوء. ويصد نظام الخدمات الاجتماعية الزوجة وطفليها تكراراً ، ويتعرضون للإساءة والنصب ومع هذا يستمرون في الحلم بمستقبل أفضل ويعملون جاهدين لتحسين قدَرهم. ويقع الزوج ـ غير العارف بأن أسرته موجودة في البلد نفسه ــ في اليأس وتحت تأثير المتطرفين الدينيين. وفي ضاحية هادئة من أوكسفورد، تقوم زوجة غريغ، نوالا، رافضةً تقبّل أن زوجها ميت، بحملة للسماح لها بزيارة موقع الاصطدام فتواجه مقاومةً في كل مطلب. ومحاولةً منها للبقاء شجاعةً صامدة من أجل طفليها، تظل تعمل عبر كل مراحل الغضب من الخسارة، والرفض، والأسى وتبدأ ببطء لكن بعزم في إعادة بناء حياتها. وهكذا يقتفي ( طريق الألوهية Divinity Road ) لمارتن بيفسنَر أثر الشخصيات الأربع ــ غريغ و نوالا، و أمان و سميرة ــ ناسجاً قصصهم معاً عبر 276 صفحة من السرد المتقن. ولقد كنت معلَّقاً و أقرأ بسرعة لأرى إلى أين ستقودني القصة وكيف ستُسحَب حكايات الشخصيات وتُجدل معاً ــ أو ربما لا تجد إحداها الأخرى أبداً. لقد تناولتُ الكتاب مع القليل من التوقعات ــ دار النشر الصغيرة التي أصدرته، تنضيد الحروف الغريب قليلاً  الصفحات الأكثر سُمكاً من العادي، جميعها كانت علامات دالّة على اتجاهات المطبوع الصغير التي غالباً ما توحي بالنشر المتَّسم بالزهو. وأنا أحببت كل شيء فيه. ولم أكن على الدوام أصدّق بعض نواحي الحكاية، لكنني كنت ميّالاً لتأجيل عدم التصديق ذاك في متابعتي لحكاية جيدة ملعونة! لقد كانت محنة غريغ الأفريقية تفرض نفسها على القارئ ــ فقد كان بوسعي أن أحس بالحرارة، وأشم الخوف، وأتصور كل تحرك. ولم أكن أصدّق السرعة التي تعلّم بها الاتصال ببعض الشخصيات الأخرى، لكنني تقبّلتُها رغبةً مني في أن أراه يجد طريقه إلى البيت.عن / allAfrica     

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram