كان/ عرفان رشيدخصص مدير مهرجان "كان" السينمائي الدولي اليومين الثاني الثالث من الدورة الخامسة والستين ليعرض في المسابقة الرسمية فيلمين حاملَين لجائزة لجنة التحكيم الخاصة في المهرجان، وهما المخرج الفرنسي جاك أوديار، الذي نال الجائزة قبل عامين عن فيلمه الجميل "النبي"
والإيطالي ماتّيو غارّوني الذي نال الجائزة ذاتها قبل أربعة أعوام عن فيلمه "غورمورّا". ولم يتشارك أوديار وغارّوني في كونهما حصلا ذات الجائزة فحسب، بل تميّزهما الكبير لكمية الترقّب الكبيرة التي استبقت عرضيهما.ربمّا لن يحصل جاك أوديار على إحدى جوائز المهرجان المهمّة، لكن لجنة التحكيم الدولية برئاسة المخرج الإيطالي الكبير نانّي موريتّي لن تتغاضى بالتأكيد عن أداء بطلة الفيلم، النجمة الفرنسية ماريون كوتيار، والممثل البلجيكي ماتيّاس شواينراتس، اللذين أديّا دورين فيهما الكثير من الكثافة والجهد الجسدي.صدأ وعظامفي "صدأ وعظام" الذي اعدّ سيناريوه المخرج الفرنسي حاك أوديار عن ثلاث قصص قصيرة للكاتب الكندي كريغ دافيدسون يجد "علي" نفسه مضطراً، على حين غرّة، أن يُعنى بولده الصغير "سام" الذي يعرفه بالكاد. إنّه معدم لا يتمكّن حتى من توفير شطيرة خبز للصبي ودون أيّما صديق. يرحل من الشمال الفرنسي ليبحث عن ملجأ ومساعدة لدى شقيقته "آنّا" التي تعيش في مدينة "آنتيب" في الجنوب. لا تملك آنا وزوجها الكثير ليمنحاه إيّاه، لكنهما يرتّبان له وللصبي مأوى مؤقتاً عابراً في مرآب السيارة وتعتني العمّة بالصغير سام.يعثر علي على عمل كحارس مدخل في ملهى ليلي، وبعد نشوب مشاجرة في ليلة عاصفة في المرقص يتعرّف على ستيفاني، وهي شابة جميلة وشديدة الوثوق بنفسها تتعرّض إلى الاعتداء وتسيل الدماء من أنفها، فيرافقها إلى منزلها ويترك لها رقم هاتفه. وتعمل ستيفاني مدرّبة للدلافين العملاقة في حوض متعة محلّي. وبعد حادث رهيب تتعرّض إليه الفتاة يتلقى علي مكالمة هاتفية غير مُنتظرة من ستيفاني.عندما يلتقي الاثنان مجدّداً يراها علي مُقعدة على كرسي مُتنقّل وقد بُترت ساقاها، وفقدت بسبب ذلك البتر كل أحلامها. يتشارك معها علي في لحظات صدق دون إشفاق ويساعدها على استعادة الرغبة في الحياة مجدّداً.لقد عمل جاك أوديار في إنجاز فيمه "صدأ وعظام" على ثلاث قصص قصيرة بعنوان "روكيت رايد "و "حياة في اللحم" وقصة "صدأ وعظام" التي تفتتح المجموعة وتمنحها العنوان.أجرى أوديار بعض التعديلات على القصص، فمدرّبة الحيتان الكبيرة التي تفقد ساقيها خلال عرض في حوض السباحة مع الدلافين، تتحول في فيلم أوديار إلى ستيفاني (تؤديها الحسناء ماريون كوتيار)، واختار الممثل البلجيكي ماتيّاس شواينراتس لأداء دور ملاكم مُثخن بجراح منازلاته السابقة، وكما هي العادة في أفلام أوديار فإن ماتيّاس يبدو متجهاً صوب شهرة كبيرة بفضل هذا الفيلم، بالضبط كما حدث للممثل (الجزائري) الأصل طاهر رحيمي في الفيلم السابق للمخرج الفرنسي "النبي". ماتيّاس يتعايش في الفيلم مع مجموعة من الملاكمين السابقين الذين يحاولون الهرب من ماضيهم من خلال الاشتراك في مراهنات غير قانونية وخطرة تُعرّض حيواتهم إلى مخاطر حقيقية، لكن لا خيار لديهم، فإمّا شطف العيش أو تقاضي آلاف من اليوروات بعد العديد من اللكمات والركلات العنيفة دون أية وقاية رياضية تقليدية.. وبرغم غياب أية آصرة تجمع بين شخوص القصص الثلاثة، فقد ولّد أوديار تلك الآصرة بين اثنتين من هذه الشخصيات، وخلف بينهما قصة حب مؤثّرة ورائعة."رياليتي" بعد غومورّايدافع المخرج الايطالي ماتّيو غارّوني عن فيلمه الجديد "reality" ويقول أنه "ليس فيلماً عن برنامج 'الأخ الأكبر'" ويعتبر الفيلم "كوميديا عن شخصية اكتأبت بسبب تقادم العمر" وعن "حكاية عن التلفزيون وتوجّهاته الحالية في تسطيح الأمور وتزييف الواقع".كان الترقّب لإنجاز ماتّيو غارّوني كبيراً، لكن المُنتج لم يأتِ بمستوى ذلك الترّقب الكبير. فبعد أن نال جائزة "لجنة التحكيم الخاصة" قبل أربع سنوات بفيلم "غومورّا" المقتبس من كتاب بنفس العنوان للكاتب والصحفي المناهض للمافيا والمُهدّد من قِبَلها روبيرتو سافيانو، ولج غارّوني إلى داخل جدران العائلة الإيطالية في مدينة نابولي، نفس موقع أحداث غومورّا، التي تُعدّ النموذج الأمثل لحضور الآصرة الأسرية بكل معانيها الإيجابية والسلبية والغرائبية.ويحاول غارّورني، عبر "رياليتي" - Realety" أن يفسّر لنا مقدار تناقض هذا الاسم مع المفهوم والمآل الناتج من استخدامه تلفزيونياً، الشخصيات في هذه البرامج - وغالباً هم أشخاص وليس شخصيات - تتحرّك أمام الكاميرات المنصوبة داخل منزل البرنامج التلفزيوني البصّاص "الأخ الأكبر"، وتصوّر و"تراقب" كل جزئية من ذلك المنزل، وتوحي إلى المشاهد بحركتها وحضورها الدائم في أية لحظة وفي أي وضع، بأنها تقدّم الواقع بعريه المطلق، لكنها ف
المدى في مهرجان"كان"..اوديار في صدأ وعظام "رياليتي" بعد غومورّا
نشر في: 20 مايو, 2012: 07:01 م