اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > (البالة) تفوز بالقاضية على الجديد والمستورد

(البالة) تفوز بالقاضية على الجديد والمستورد

نشر في: 20 مايو, 2012: 07:11 م

 كتابة وتصوير/ فرات إبراهيمالسوق الألماني، هذا ما أطلق عليه الناس، وكذلك التجار العاملون فيه، وسبب إطلاقهم هذه التسمية يعود إلى أن اغلب البضائع الموجودة في السوق هي بضائع أصلية، ومن منشأ ألماني وما يعرفه الناس عن الصناعة الألمانية ومتانتها الكثير،
 لذلك تجدهم يحيدون بوجوههم بعيدا عن كل ما هو جديد ومستورد من بضاعات غطت الأسواق العراقية برداءتها وإنتاجها، أو ضعف قابليتها للعمل ولو أشهر قليلة وكل هذا يحدث بسبب غياب الدور الرقابي للسلطة بعدما وجدت تلك السلطات غياب دور الرقيب وتنامي ظاهرة الفساد والرشوة وخاصة في المنافذ الحدودية التي تدخل من خلالها البضائع المستوردة ، السوق الألماني يقع في منطقة الباب الشرقي/ ساحة الطيران، حيث تكتظ حركة المارة بسبب كونها نقطة اتصال مناطق بغداد مع بعضها عبر خطوط السيارات ، السوق الألماني سوق لا يزدحم بالمتبضعين لعدم معرفة الناس به ويعيب البعض من المتبضعين عند زيارتهم لهذا السوق انه سوق (البالة) للمواد والأجهزة الأوروبية وإنها لا تملك أدوات احتياطية لأغلب موادها، وان الحاجة على الرغم من تدني سعرها وان كانت أصلية إلا أنها حين تصاب بالعطل ترمى في النفايات هذا كان رأي الناس بما يحتويه هذا السوق من مواد وللآخرين رأيهم أيضا.التجار يتحدثون عن بضاعتهمالتاجر صلاح أبو مصطفى وهو صاحب النفوذ الكبير في هذا السوق حدثنا عن الكيفية التي يتم بها استيراد بضاعته، واهم العوامل التي ترافق تلك العملية فقال : أنشئ هذا السوق بعد السقوط على الرغم من وجوده قبل ذلك التاريخ إلا انه تخصص بعد السقوط، حيث كانت البضائع المتداولة فيه هي التلفزيونات من الماركات الأصلية في زمن النظام السابق وقد أطلق عليها حينها (بالبالات ) أي السلع البالية أو القديمة، بينما العكس هو الصحيح فقد كنا نأتي بماركات لم تعرفها السوق العراقية الحالية ومن ومناشئ عالمية وماركات معروفة لدى المواطن العراقي أيام الثمانينات، حيث كان السوق العراقي يستورد الماركات الأصلية مثل توشيبا ونشنال وسوني وفليبس إلا أنها انقطعت وحلت محلها المناشئ التجارية الرخيصة ، واليوم نعود بتلك الماركات من خلال الشمال والتي تأتي البضاعة إليها عبر البوابة التركية ، وحينما سألناه عن السبب في استيرادها من هذا المكان دون غيره أكد ان تركيا تعد دولة محاذية لأوروبا وعملية نقل البضائع من خلالها يكون أجدى وانفع بسبب الكمرك والمسافات القريبة والتي تنقل عبر السيارات الكبيرة ، وعن الكيفية التي يتم بها استيراد المواد وهل هو اختياري لبضاعة ما أم أن الأمر كما يقال يأتي عبر حاويات لا يعلم المستورد ما بها من بضاعة، يقول هذا كان يحدث في السابق حينما كنا نستورد تلك الحاويات بسبب رخص ثمنها، أما اليوم وبعد أن تعرفنا الى الكثير من أساليب العرض والطلب في السوق العراقية وحاجة العائلة العراقية إلى مواد دون أخرى صرنا نفرض على التاجر الرئيسي ما نريد وصارت هناك (كتلوكات) عبر الايميل أي أن الأمر صار يسير بالصورة التي نريدها نحن لا التاجر الذي كان يفرض علينا سلعا لا تلائم حاجة السوق ، أما عن الأسعار ومقارنتها بما متوفر في السوق المحلية فيقول ابو مصطفى إن الأسعار بيد الجميع وتستطيع أن تتلمس رخصها من خلال تجوالك في السوق .. وكشهادة عليّ قولها في هذا الأمر فإني تجولت وتبضعت وكانت الأسعار شبه خيالية بالنسبة لدنو سعرها وخاصة إنها أصلية ...أبو احمد هو الآخر يملك محلا في هذا السوق وهو على دراية كاملة بما متوفر من أجهزة خاصة وانه يجيد اللغة الانكليزية بطلاقة قال لي بعد رفع إحدى العلب التي تحوي احد الأجهزة: هذا الجهاز منشأه ألماني وهو يحمل كافة المواصفات العالمية من حالة الاندثار وتحمل أقسى درجات الحرارة، كما مبين أيضا نوع المادة المغلونة له، ونسبة الرصاص والكثير من الإرشادات التي تحمي المستهلك، وهذا ما لا نجده في الأجهزة الصينية المتوفرة في السوق العراقية على الرغم من أن هذه الأجهزة التي نتحدث عنها هي من مناشئ عالمية وتم فحصها وتقييمها من قبل خبراء غربيين.rnما الذي تحويه بالات السلع الأوروبية؟كل ما يخطر على بالك تجده في هذا السوق الغريب فمن ماكنة خياطة الى ماكنة (الافر) الصغيرة جدا حتى الثلاجات الكبيرة والغسالات كما أن بعض المحال تخصص في بيع العطور الأجنبية وبأسعار زهيدة جدا وغالبيتها عطور جيدة، أما البعض الآخر فتخصص في أجهزة المساج والتمارين الرياضية التي تلائم الجنسين وكلها مواد متينة وقوية ومنشئها ألمانيا والسويد ودول الاتحاد الأوروبي، على الجانب الآخر من السوق توجد محال لبيع المواد الإنشائية وأدوات النجارة والحديد من مقصات ودريلات وكابسات وغيرها من السلع القوية والتي يقل سعرها عما متوفر في سوق البضاعة الصينية إلى النصف مع فارق المتانة والقوة والصنعة، ويؤكد التاجر صلاح حسن شاوي انه وسع تجارته تلك لتشمل الملابس والأحذية وتجهيزات الرياضة المتنوعة وانه يرى إقبال الناس كبيراً على تلك المواد إلا أن ما يود قوله من خلال هذا التحقيق هو تصحيح نظرة الناس إلى تلك المواد نتيجة ما الصق بها بأنها (بالات)، ولهذا ينفر الناس من زيارة هذا السوق وخاصة المتيسرين من الناس، وي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram