يوسف فعلهوى نجم لامع من رواد الرياضة والمصارعة قاسم السيد مودعاً الحياة من دون ضجيج برغم انه أفنى زهرة شبابه وأجمل ايام حياته لإعلاء شأن المصارعة عربياً ودولياً وقدم الكثير للرياضة من دون ان ينال ما يستحقه في حياته ، وبعد اعتزاله توجه السيد الى عالم التدريب وتخرج من عباءته العديد من ابطال اللعبة الذين اعتلوا منصات التفوق عربياً وقارياً.
ورحيل السيد أثار مواجع عدم انصاف الرياضيين الرواد من جديد وفتح شرخاً في جسد الرياضة من الصعب إيقاف نزيفه المستمر لان هناك العديد من الرواد مازلوا يعيشون في ظروف نفسية بائسة لا تسر عدواً ولا صديقاً ، بسبب عدم وجود معيل لهم او تخصيص راتب تقاعدي يسد رمق عوائلهم الفقيرة ويمنحهم الدفء في الشتاء ويقيهم حر الصيف ويضمن حياة هانئة في هذه الظروف الصعبة. وأغلب هذه النجوم اللامعة من وزن المرحوم قاسم السيد وبقية زملائه الأفذاذ من مختلف الالعاب الفردية والجماعية داهمتهم الامراض الخطرة المستعصية وانهكت اجسامهم وحولتها الى اجساد خاوية لا تقوى على مواجهة الرياح الاقتصادية والمادية والاجتماعية التي تهب عليهم من كل حدب وصوب بشكل أثـّر على حالتهم النفسية كثيراً وجعلهم بين سندان الكرامة ومطرقة الحاجة وطلب المعونة من المسؤولين الجاحدين لتاريخ الرواد المشرف والمطرّز بالذهب ، ما ادى الى تزايد تساقطهم الواحد تلو الآخر على قارعة الطريق من دون رحمة!وتساقط الرواد الذي مازال مستمراً كاوراق الخريف جاء بسبب غياب القوانين والأنظمة التي ترسم خارطة الطريق للعيش بصورة لائقة تتناسب مع ما قدموه من انجازات خالدة في الذاكرة للرياضة العراقية في القرن الماضي، واغفال مطالب الرواد وعدم الاكتراث لشكواهم التي لا تنقطع آهاتها لأنه لا توجد مؤسسة رياضية معترفاً بها تكون خيمة للرواد تطالب بحقوقهم المشروعة بقوة القانون بدلاً من الاعتماد بشكل واضح على المحاولات الفردية التي تعتمد على المزاجية بعدما تناخى عدد من المسؤولين الرياضيين بتقديم الوعود الوردية الى اللاعبين الرواد بتوفير السكن الملائم والمرتبات التقاعدية الجيدة ، وقد اتضح ان اغلب تلك التصريحات للاستهلاك الإعلامي ، ولم تنفذ على ارض الواقع لان غايتها معروفة وغياب القانون الواضح والصريح الصادر من المتخصصين لضمان حقوق الرواد لكي يتجنبوا الوقوف على ابواب المسؤولين بانتظار المكرمات او الهبات المادية البخسة التي لا تسمن من جوع ! ورحيل شيخ مدربي المصارعة وصاحب المواقف المشرفة قاسم السيد حرّك الماء الراكد واعاد سمفونية المطالبة باصدار قانون الرواد الذي طال انتظاره واصبح حلماً جميلا لهم لكي لا يموتوا في فراش المرض يقهرهم فقر الحال ولا يستطيعون شراء الدواء للعلاج من الامراض، بينما هناك من يتمتعون من أهل الرياضة بالاموال والايفادات الباهظة من دون اكتراث الى مآسي الآخرين. ويخشى الرواد ان يتحول القانون الموعود الى سراب في زمن تكسرت فيه الأماني واحلام ابطال الرياضة السابقين على صخرة جفاء اهلها، وفق تلك المعطيات لابد من قيام احدى المؤسسات الرياضية بمسح ميداني للرواد للوقوف على احتياجاتهم المادية والمعيشية والصحية لإيجاد الحلول الناجعة لها وفق آلية منظمة بعيداً عن تقديم المساعدات الآنية ، وستبقى عيون الرواد الرياضيين ترنو الى انصافهم بما يناسب مع ما قدموه من انجازات لامعة في الاستحقاقات الخارجية لكي ينعموا بالطمأنينة في آخر أيام العمر.
نبض الصراحة: سمفونية الرحيل
نشر في: 20 مايو, 2012: 07:17 م