TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: صيف لبنان بدون سياح

في الحدث: صيف لبنان بدون سياح

نشر في: 20 مايو, 2012: 07:33 م

 حازم مبيضينأسفرت الاشتباكات ذات الطابع الطائفي في شمال لبنان, وبما هي امتداد طبيعي لما يجري في سوريا, عن واقع جديد سيضرب بقوة الموسم السياحي, الذي ينتظره اللبنانيون عادة لإنعاش اقتصاد بلادهم, وذلك حين دعت أربع دول خليجية رعاياها لعدم التوجه إلى لبنان,
 كما دعت الموجودين منهم فيه إلى مغادرته, بسبب الاوضاع الأمنية المرشحة لمزيد من التصعيد في قادم الأيام, وبما يتناسب مع تطور الأحداث عند جيرانهم في الشمال, والمدهش أن المسؤولين في الحكومة اللبنانية, اعتبروا أن الأوضاع في بلدهم, لا تستدعي من المسؤولين في البلدان الشقيقة اتخاذ مثل هذه القرارات, وبادر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي, إلى الاستيضاح من تلك الدول الخليجية, وهي عماد السياحة في  لبنان, مثلما أن السياحة عماد الاقتصاد اللبناني, عن أسباب دعوتها رعاياها إلى مغادرة لبنان, وعدم السفر إليه، وتمنى عليها إعادة النظر في ذلك.رغم سقوط عشرة قتلى في مسقط رأسه, فان ميقاتي يرى مستغرباً أن لا مبرر عملياً للموقف الخليجي, لأن الأوضاع الأمنية جيدة, والأحداث التي وقعت تمت معالجتها، بينما اكتفى وزير خارجيته بدعوة المسؤولين في قطر والإمارات, إلى إعادة النظر في قراريهما، لأن الأوضاع لا تستدعي من المسؤولين في البلدين الشقيقين اتخاذ مثل هذه القرارات, واللافت هنا أنه استثنى السعودية والبحرين, الأولى بسبب موقفها مما يجري في بلاد الشام, والثانية على الأرجح لسبب طائفي, وربما باعتبارها المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة, وكأن وشائج الأخوة والقربى التي تربط لبنان بالإماراتيين والقطريين, والتي وصفها الوزير اللبناني بأنها أكبر من أي حادث عرضي وعابر، لا تنطبق على مواطني المملكتين الخليجيتين.كان بعض اللبنانيين يتوقع موسماً سياحياً مزدهراً, بسبب عزوف المصطافين عن السفر إلى سوريا, بسبب الأوضاع غير المستقرة فيها, ولم يكن هؤلاء يتوقعون أن تنتقل حالة عدم الاستقرار إلى بلدهم من خاصرته الشمالية, كانت المخاوف أن تقدم إسرائيل على عمل يزيد من توتر المنطقة, ولم يكن منتظراً أن ينفجر الاحتقان الكامن في طرابلس, نتيجة عمل ارتكبه جهاز أمني ضد مواطن, اعتاد " للأسف " مساعدة اللاجئين السوريين على أسس طائفية,  ولسنا على ثقة إن كانت حكومة ميقاتي على علم مسبق بهذا التصرف, فإن كانت كذلك فإنها أثبتت قصورها عن فهم ما يجري في بلاد الأرز, وإن كانت العملية تمت من وراء ظهرها, فتلك مصيبة عليها أن تتحمل نتائجها, وأن لا تلجأ متأخرة جداً إلى الإشادة اللفظية بالعلاقات اللبنانية الخليجية, ودون أن تحمل تلك الإشادة أي مضامين عملية. السؤال إن كانت أحداث طرابلس بكل تداعياتها مجرد اجتهاد داخلي لبناني, بغض النظر عن دوافعه, أو أنها كانت بفعل تحريض خارجي, يستهدف الإثبات  أن شرر الحريق السوري سينتقل إلى كل المنطقة, ليشعل حريقاً يستعصي على الإطفاء, وفي الحالتين فإن المواطن اللبناني مدعو لدفع الثمن, وربما كان ضرب الموسم السياحي مجرد بداية, قد تكون تحذيرية مما سيصيب لبنان, نتيجة تعامله مع الأزمة السورية بهذه الطريقة. وبعد, اللبنانيون لا يستحقون هذا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram