TOP

جريدة المدى > محليات > الصابئة المندائيون يحتفلون بيوم التعميد الذهبي

الصابئة المندائيون يحتفلون بيوم التعميد الذهبي

نشر في: 20 مايو, 2012: 07:35 م

 الناصرية/ حسين العاملاحتفل أبناء الصابئة المندائيين، صباح يوم أمس، بيوم التعميد الذهبي (الدهفة ديمانه) الذي يعد ثاني أهم الأعياد الدينية الأربعة في الديانة المندائية، حيث يجري تعميد جماعي لأبناء الطائفة المندائية، لاسيما الأطفال الذين يجري تعميدهم لأول مرة في مثل هذا اليوم ويعد هذا واحدا من أهم طقوس الدخول بالديانة المندائية.
وتقام في مثل هذا اليوم طقوس تعميد جماعية لجميع أبناء الطائفة المندائية، لاسيما الأطفال منهم، إذ يقام لهم كرنفال عمادي خاص، فالطفل الذي يجري تعميده لأول مرة في (الدهفة ديمانه) ويمنح الاسم الديني (الملواشه) يصبح مؤهلا للدخول بالديانة المندائية. وتشير مصادر المندائية إلى أن العيد الذي يأتي بعد 60 يوما من (البنجة) أي في الأول من شهر (هطية) المندائي، هو عيد (الدهفة ديمانه)، وهو احتفال بتعميد آدم، وفيه يجب على الأتقياء أن يتعمدوا كأسلافهم. ويعتقد المندائيون أن يوم (الدهفة ديمانه) أو عيد التعميد الذهبي، هو اليوم الذي تعمد فيه الملاك (هيبل زيوا) جبرائيل الرسول، في عالم الأنوار، عند عودته من عالم الظلام، وهو اليوم الذي تعمد فيه آدم على يد الملاك (هيبل زيوا)، وكذلك هو اليوم الذي تعمد فيه الأنبياء شيتل، سام، إدريس، وآخرهم النبي يحيى بن زكريا.وفي هذه المناسبة يؤدي المندائيون جميع الطقوس الدينية من تعميد وصلوات وتواصل اجتماعي لتقوية الأواصر والعلاقات الاجتماعية، وكذلك يقومون بعمل (اللوفاني) أي الثواب على أرواح الموتى، كما أن الواجب الديني يحتم على كل مندائي أن يتعمد في مثل هذا اليوم، فالذي يتعمد بهذه المناسبة بملابس دينية (رسته) جديدة ويحافظ على (الكشطة المباركة) وهي العهد، تحسب له 70 صباغة أي 70 تعميدا وفق الاعتقاد المندائي، وفي هذه المناسبة يتعمد الأطفال عمادهم الأول ليصبحوا مندائيين.ويطلق المندائيون على أول تعميد للفرد المندائي اسم (تعميد زهريثة) وهو التعميد الذي يدخل الفرد المندائي ضمن مجموعة المندائيين ومن دونه يبقى معلقا، إذ تفضل بعض الأمهات التقيات وفق ما تقول الليدي درور الباحثة المتخصصة بالشؤون المندائية أن يجري التعميد للطفل بعد اليوم الثلاثين من عمره لأنه إذا حدث ومات دون تعميد فلن يذهب إلى عوالم الأنوار. ويعد طقس التعميد من أهم الطقوس المقدسة في الديانة المندائية، إذ تشير المصادر المندائية إلى أن الطقس الرئيس في شعائر المندائيين هو الاغتسال في الماء الذي لا يعد رمزا للحياة فحسب بل إلى درجة معينة، الحياة نفسها، فالتعميد وفق الاعتقاد المندائي هو ولادة ثانية فمن خلال رمز الماء الجاري الذي يغطس فيه المندائي تتحد نفسه بوحدة الحي في عالم الأنوار وتقوى وتشمخ في النزاهة والإخلاص والإيمان، ويمكن أن تغفر الخطايا والآثام والذنوب ويصبح الإنسان طاهرا، وعن طريق الطهارة بالماء الجاري تستجاب جميع الدعوات الصادقة التي يناجي بها المؤمن ربه بقلب نقي وفيها تتحد ذات المؤمن بمثيله النوراني بحسب الاعتقاد المندائي. وتوضح المصادر التاريخية القديمة أن الارتماس في الماء كجزء من الطقوس الدينية كان يمارس في العراق قبل ولادة المسيح بآلاف السنين مع اختلاف واضح في مضمون الصلوات المصاحبة لطقس التعميد حيث كانت الصلوات تختلف من دين لآخر. ويحتفل الصابئة المندائيون الذين يبلغ تعدادهم نحو 60 ألف نسمة في جميع أنحاء العالم سنويا بأربعة أعياد دينية رئيسة هي (البرونايا) عيد الخليقة، و(الدهفة ديمانه) يوم التعميد الذهبي، و(الدهفة ربة) العيد الكبير، و(الدهفة حنينا) عيد الازدهار، فضلا عن ثلاث مناسبات دينية أخرى لا تقل أهمية عن الأعياد الرئيسة هي مناسبات، أبو الفل، وأبو الهريس، وشيشان عيد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

لنشر الوعي وتعزيز ثقافة السلام والتسامح.. فعاليات توعوية  في ذي قار لمكافحة
محليات

لنشر الوعي وتعزيز ثقافة السلام والتسامح.. فعاليات توعوية في ذي قار لمكافحة "التطرف العنيف"

 ذي قار/ حسين العامل دعا المشاركون في الفعاليات التوعوية الخاصة بمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب الى تطوير المناهج التعليمية وتعزيز ثقافة التسامح والحوار ونبذ الكراهية، مشددين على اهمية معالجة العوامل الاقتصادية والاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram