السليمانية / مؤيد الخالديتفاقمت في الآونة الأخيرة ظاهرة انتشار محال الضلاعة (البنجرجية) والورش لمختلف المهن والصناعات (الحدادة والنجارة والكهربائيات) وغيرها من المهن بين الدور السكنية والساحات والشوارع بشكل ملفت للنظر في السليمانية، ما انعكس سلبا على المظهر العام للمدينة ونظافتها وجماليتها،
إضافة الى انتشار المخلفات والأوساخ بشكل عشوائي . وبرغم المتابعة المستمرة للدوائر البلدية الا ان ذلك لم يمنع او يحد من الاثر السلبي لهذه الظاهرة على الواقع البيئي المتمثل بما تخلفه من ضوضاء وغازات ناهيك عن التأثير السيئ على انسيابية المرور والشوارع وكثرة الزحام التي سببت أيضاً الكثير من الحوادث المرورية. ولتسليط الضوء على هذا الموضوع، التقينا ســلام محــمد رشـــيد رئيس جمعية الصناعيين لخدمات السيارات في السليمانية فقال:ان انتشار هذه الظاهرة امر طبيعي بسبب التطور والتوسع في مجالات الحياة الذي شهدته السليمانية والواقع ان أسواقنا منذ سقوط النظام وحتى الآن دخلت اليها عشرات الأنواع من السيارات المختلفة إضافة الى التطورات الفنية في تلك السيارات، لذلك أصبحت هناك حاجة الى كوادر فنية اكثر لغرض سد حاجة المواطن الى هكذا نوع من الخدمات وهذا بدوره أدى الى فتح الكثير من المحال التي بدأت شيئا فشيئا بالانتشار والتوسع داخل المناطق الشعبية وبين دور المواطنين أنفسهم بسبب حاجة (المصلح و الزبون)، كما ان من أسباب تواجدها في هذه المناطق بعد المسافة التي تضطر المواطن الى قطعها لغرض الوصول الى المنطقة الصناعية في السليمانية، لذلك نجده يفضل المسافة القريبة بدلا من الذهاب الى المنطقة البعيدة من اجل تصليح سيارته.وأضاف: ومن أسباب انتشار تلك المحال أيضاً الحاجة الى توفير المواد الأولية وقطع الغيار التي انتشرت بدورها بالقرب من محال التصليح، وقد بدأت دوائر البلديات في السليمانية تضايق أصحاب تلك المحال وتجبرهم على الذهاب خارج مراكز المدن وهذا امر طبيعي، وقد أوجدت بدائل مناسبة لهم تتمثل ببناء مجمعات صناعية خارج مركز السليمانية وتوفير قطعة ارض كبيرة لكل مجمع وفق مواصفات حديثة يراعى فيها كل الاختصاصات.وأوضح رشيد: لابد من الإشارة الى ان السليمانية قد شهدت انتشار عدد كبير من الصناعيين وصل تعدادهم الى أكثر من 4500 أربعة الاف وخمسمئة (بنجرجي) وهم بحاجة الى تنفيذ وبناء مجمعين ، واحد في منطقة طاسلوجة والآخر في منطقة عربت وسوف يتم نقل هؤلاء الصناعيين الى المجمعين المزمع انجازهما خلال فترة قريبة، غيران الصناعيين كانوا ولازالوا يعانون من عدم الاستجابة لمتطلباتهم الخدمية وهي توفير قطعة ارض وتوفير مكان مناسب لكل صناعي كي يعمل فيه ويستقر، وقد وعدنا نائب رئيس الإقليم بتوفير ذلك لان المنطقة الصناعية الحالية التي يقع ضمنها كراج بغداد أصبحت صغيرة جدا قياسا على ما حصل من تغيرات وتطورات عمرانية واسعة ما اثر سلبا على حركة السيارات والمواطنين وسبب زحاما شديدا وهو امر يؤثر على حركة النقل وهناك فكرة لتنفيذ بناء مثل هذه المجمعات الصناعية في التصميم الأساسي لمدينة السليمانية من قبل البلدية وان ينقل جميع الصناعيين اليها قريبا، وهذه المجمعات ذات مواصفات متكاملة حيث تتوفر فيها المرافق العامة والخدمات كالماء والكهرباء والطرق المعبدة إضافة الى التسهيلات الأخرى. وعن التعويضات والتأثيرات السلبية للمصلحين يؤكد رئيس جمعية الصناعيين لخدمات السيارات: يجب ان تكون هناك تعويضات ولابد من منحهم قطع أراض يشيدون عليها محالهم، وهناك مشاكل لأرباب العمل فمعظمهم يعمل في تلك المحال بالإيجار، وهناك من أصحاب المحال الملاك والمستأجر، فالملاك يجب ان يعوض مع توفير مكان عمل للمستأجر، مشيرا الى ان هذا القرار يشمل جميع الصناعيين، الحدادين والنجارين والسباكين وغيرها من الاختصاصات والمهن ولكن اكبر عدد من الصناعيين هم (الفيترجية) الذين يصل تعدادهم الى اكثر من 4500. انتقلنا الى (الفيترجي عباس) الذي جاء من بغداد واستقر عمله في السليمانية فقال: ان هذا الإجراء قد يكون طبيعيا لمتطلبات الأوضاع والمتغيرات العمرانية وغيرها من التطورات، ولكن الأمر الذي يجهله المسؤول هو ان أصحاب المهن لديهم (زبائن) هم مصدر رزقهم وقد يبتعد أكثرهم كلما كان المكان بعيدا وخاصة خارج مدينة السليمانية، لذلك نقترح التفكير باستبدال المكان بآخر اكثر قربا من منطقة طاسلوجة او عربت، واعتقد ان هناك حاجة ماسة الى التخطيط الدقيق قبل اتخاذ اي قرار.اما المواطن كاك هيمن (فيترجي) في المنطقة الصناعية فيقول: انا سأضطر الى ترك مهنتي هذه واللجوء الى مهنة أخرى لان معظم زبائني يفضلون ترك سياراتهم على الذهاب الى هذه المنطقة البعيدة جدا، ولا اعرف بصراحة كيف يتجاهل المسؤولون دراسة الأمر قبل البت به واستشارة المعنيين بالأمر وهم المصلحون والصناعيون من مختلف التخصصات، فهم يؤدون دوراً بارزاً في عملية البناء التي تشهدها السليمانية سواء في العمران ام الصيانة، وهناك أناس يعملون على توفير تلك الخدمات وتوفير قطع الغيار، لذلك نجد ان من المستحيل الذهاب الى المنطقة الصناعية الجدي
انتشار المحال والورش عشوائياً.. تأثيرات بيئية متفاقمة
نشر في: 13 أكتوبر, 2009: 06:46 م