بغداد / المدى أكد رئيس الجمهورية جلال طالباني، أن الحوار البعيد عن التشنّجات يعدّ السبيل الوحيد لتجاوز الخلافات والأزمة السياسية في البلاد، فيما شدد على أهمية تطبيق المقترح الرئاسي واعتماد الدستور خدمة لمصلحة الوطن. وذكر بيان رئاسي تلقت المدى نسخة منه أن "طالباني استقبل في مكتبه أمس الأحد ببغداد رئيس الوزراء نوري المالكي وبحث معه الأوضاع السياسية الراهنة وسبل التوصل إلى وفاق وطني دائم ومستقر في البلاد".
وأكد طالباني إن "الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز الخلافات والأزمات"، مشددا على أن "البيان الرئاسي ذا النقاط الثمانية تضمن رؤى وأفكارا تصلح أساسا لمثل هذا الحوار الذي قال انه ينبغي أن يجري في جوٍ خال من التشنج وتبادل الاتهامات والتهديد"، بحسب البيان.ووجه رئيس الجمهورية جلال طالباني رسالة إلى جميع القوى السياسية، وهي ثمرة لجهوده التي بذلها خلال المدة الماضية والتي تضمنت ثماني نقاط لحل الأزمة السياسية القائمة، لم تتضمن إشارات لسحب الثقة عن رئيس الحكومة نوري المالكي.وابرز ما ورد في رسالة طالباني هو الدعوة إلى وقف الحملات الإعلامية المتبادلة ونبذ الخطاب المتشنج واعتماد التحاور البناء الرامي إلى إيجاد وتعزيز المشتركات، وليس إلى توسيع وتعميق الخلافات.وأضاف، إن "أياً من الأطراف السياسية قد تكون له مطالب وشكاوى من طرف آخر ولذا لابد من الحوار الصريح الذي يجري في إطار الدستور والتشريعات والتفاهمات والاتفاقات القائمة، وفي ظل توجه يضع مصلحة الوطن واستقراره وأمنه فوق أي اعتبار آخر".من جانبه، دعا رئيس الوزراء كل الأحزاب والقوى السياسية إلى تفعيل الحوار الوطني وانتهاج الأسلوب الدستوري والآليات الديمقراطية في حل المشكلات. وقال المالكي في بيان صحفي وزّعه مكتبه الإعلامي أمس "لا شك أن شعبنا يراقب باهتمام كبير الحراك السياسي الدائر في البلاد وكثرة الأوراق والاجتماعات، ويحتفظ كل منا بتقويمه الخاص لما يدور في الساحة السياسية من جدل ومنازعات". وأضاف انه "برغم أن الكثير من هذه الظواهر أمر طبيعي في ظل نظام ديمقراطي يقوم على أنقاض حقبة دكتاتورية مقيتة وتجربة جديدة تحاول أن تبني تقاليد وأعرافا جديدة قد تكون غريبة على الكثير منا. ولكن قد تكون الخلافات السياسية تجاوزت الحد المعقول في إطار النظام الديمقراطي خصوصا وان شعبنا ينتظر منا أن نقدم إليه المزيد من الخدمات، ونسهم في بناء دولته ومؤسساتها وتعويضه عن فترات الحرمان والظلم والتخريب التي امتدت طويلا". وطالب المالكي كل الأحزاب والقوى السياسية بـ"تفعيل الحوار الوطني وانتهاج الأسلوب الدستوري والآليات الديمقراطية في حل المشاكل التي تعترض طريقنا وتركيز الاهتمام نحو بناء الدولة ومؤسساتها وتطوير الخدمات وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين، فقد صوّت الشعب العراقي على الدستور، ورضينا به حكماً ومرجعا نعود إليه حين نختلف في ما بيننا". ودعا كل الكتل "إلى الاجتماع تحت خيمة واحدة هي عاصمتنا جميعاً بغداد العزيزة من دون شروط مسبقة وأحكام ومواقف جاهزة من أي طرف".
طالباني: الحوار السبيل الوحيد لتجاوز الخلافات
نشر في: 20 مايو, 2012: 08:39 م