اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > المدى تفتح ملف النقد العراقي..الانشغال بالتنظير وراء تخلف النقد عن المنجز الابداعي2-2

المدى تفتح ملف النقد العراقي..الانشغال بالتنظير وراء تخلف النقد عن المنجز الابداعي2-2

نشر في: 21 مايو, 2012: 07:27 م

هل التنظير ضرورة؟  الروائي احمد خلف: عندما تهب رياح التغيير أو تحصل أحداث جسام في بلدٍ ما، فإن الكثير من الموازين والأعراف يعيبها خلل أو عطلٌ وتفتقد المنطق الطبيعي السليم، بل الأكثر من هذا تجد ثمة هجمة غير متوقعة لقوى وعناصر قد تبدو غريبة على الوسط الذي يعجز بدورهِ على عزلها وتحديد تأثيرها على الحياة اليومية سواءً بالنسبة لحركة الثقافة أم على الناس الآخرين. وعلى صعيد الثقافة العامة، ينبغي أن نتذكر ما حصل أيام الحرب العراقية الإيرانية، حيث كتب العشرات من الأشخاص
 قصصاً وروايات وقصائد، الكثير منها ليس لها صلة حميمية في الكتابة السردية، بل ربما لا علاقة لكتابها (البعض منهم أعني أولئك الذين ما كانوا يحلمون في أي يوم مضى بالنسبةِ لهم، أن تطبع لهم الدولة كتاباً ــ قصصاً أو روايات) بفن كتابة القصة أو الرواية، وكان على النقد أن يواكب (الهبة) غير الطبيعية للقصص والروايات وأن تسند بالتنظير تلك القصص اليابسة والروايات الخالية من المعنى، ما دامت تتحدث عن موضوعة الحرب والدفاع عن الوطن كان هذا أبرز الذرائع التي واجهها النقد الأدبي في تلك الحقبة.. يحدث الآن الشيء نفسه، بعد الذي حدث في العام 2003، حيث عشرات الأعمال تصدر في بغداد وسوريا ولبنان إضافة الى عدد من محافظات القطر هي الأخرى شرعت تطبع المزيد من الكتب والمجلات الأسبوعية والشهرية والفصلية، وثمة منظمات وهيئات متعددة راحت تصدر مطبوعات خاصة بأعضائها وروادها وأصبح من الميسور جداً طبع كتابين لمؤلف واحد في أكثر من دار أو مؤسسة للنشر، وبعضها طبعت بأسعار زهيدة  كما هو حاصل الآن .. ثانيةً أعيدت النغمة السابقة في الدعوة للمتابعة النقدية للنتاج الإبداعي، وهو مطلب حقيقي سبق لنا تأشيره في أكثر من مكان (لكن الأمر في الحالتين مبالغ في طرحه) وسواءً جاء هذا المطلب بصورة قسرية أم اختيارية، فهو حق من حقوق المبدع ليعرف درجة الجودة في نصوصهِ، ما دام النقد الأدبي قادراً على ذلك وأيضاً لأن المبدع يثق بالناقد ويريد الاستماع إليه ومعرفة رأيه، وليدرك الجوانب الإيجابية ومواطن الخلل بالنص .. وبعد الاحتلال أو التغيير، وجدنا العديد من الأدباء والشباب خصوصاً، قد هبوا للكتابة والنشر ولعبت كثرة الصحف والمجلات الأدبية والثقافية دوراً تشجيعياً لهم، وليس ذلك بغريب أو بعيد عن التشخيص ولكن ماذا يفعل النقد الأدبي أمام حشد متعاظم من النصوص، وما علاقة التنظير الأدبي والفكري، بالمتابعة النقدية المفترضة أو المطلوبة، أعتقد أن التنظير نزعة بل وضرورة لا بد منها وحالة تأخذ بها نظرية الأدب باستمرار في أي مطبوع أو كتاب يختص بالثقافة التخصيصية أو العامة، أن التنظير هو طرح إستراتيجية عمل تهم الناقد بقدر ما تهم القارئ الممتاز الذي يريد أن يعرف أحد أبرز وأهم جوانب المعرفة النقدية، ثم هو تجسيد (التنظير) لوعي الناقد ودرجة ثقافتهِ ورؤياه إزاء الظواهر المختلفة، وليس التنظير حالة من حالات البطر أو التعالي، وليس كل تنظير قادرا على إصابة الغاية أو الهدف وغالباً ما يفشل التنظير في معالجة الغرض المراد الوصول إليه، إذا كان تنظيراً ضعيفاً أو مقلداً لآخرين أكفاء، وأخيراً التنظير يكشف عن أصالة الناقد وأحقيته أو يفضح هزال وضعف أفكاره التي قد يكون أغلبها مكتسباً أو أن الناقد يعيش على موائد الآخرين الدسمة، صحيح أن التنظير هو حالة من حالات تشوف جوهر النص وإدراك خفاياه وكشف المسكوت عنه أو الغامض والسري من النص، لكنه أيضاً يتبادل مع المعارف الأخرى نوع من الموازنة المعرفية للاستفادة والاستثمار الطبيعي .. غير أننا وجدنا أن الناقد الذي يدير وجهه عن النصوص، يضيع الفرصة على متابعيه بمعرفة النص الجيد من النص عديم القيمة .. كيف يجيز الناقد لنفسهِ إهمال قرائه والمهتمين بكتاباتهِ ولا يهتم بتطوير ذائقتهم الثقافية؟ إذا ما تركهُ الناقد نهباً لعشرات الآراء المتضاربة؟ لقد بالغ بعض النقاد في الاهتمام بالتنظير وعرض العضلات الفكرية للإشادة بخصوصيتهم وأحقيتهم في الدخول في مباراة مع النقد العربي والعالمي أيضاً، وهو أمرٌ يحق للناقد تقديره وإبداء الرأي فيه، وفي ما يخص موقفي؛ أعتقد أن إعطاء المسألة أهمية واهتماماً أكثر مما ينبغي، سوف يعطل لدينا الكثير من الضرورات، لأن ميزة المبدع الجاد هو الانشغال بنصهِ وتجويده بعدها يأتي دور الناقد في الدرس والتحليل، عاجلاً أم آجلاً. النقد  وغياب التطبيقالروائية لطفيّة الدليمي: لا يمكننا الفصل بين الواقع الثقافي العام  والنقد، فمشهدنا الثقافي يحفل بالارتباك والاختلال  وتغلب على المشهد حال من التكرار والركود والفوضى، ويعود ذلك إلى غياب  الوعي النقدي للسياسة والمجتمع بشكل عام، خضوعا للحسابات السياسية والاجتماعية والنفعية، فلم نجد منذ عقود دراسات معرفية وثقافية أو فلسفية أو فكرية نابعة من طبيعة مجتمعاتنا يأتي بها نقاد لهم اهتمامهم الفكري والمعرفي، فالنقد لا يركن إلى مجرد قراءة نص وتطبيق نظرية ما عليه بل يتعدى ذلك إلى رفد المجتمع برؤية واضحة عن التحولات السياسية والاقتصادية  والفلسفية الحاصلة في عالمنا والتي انعكست على أوضاعنا خراباً وتفكيكاً ثم ركوداً وانغلاقاً وتقهقراً،  يكتب نقادنا عن الحداثة وما بعد الحداثة والمجتمع  يتقهقر، بينما نما ونشأ النقد الغربي في أحضان مجتمع الحداثة والتطور وما كان ليتطور  النقد لولا عصر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram