من ضمن فعاليات الموسم المسرحي لدائرة السينما والمسرح تم عرض مسرحية الحريق وهي من إعداد وتناص الراحل الكبير قاسم محمد عن مسرحية الملك لير لشكسبير، وإخراج الرائد المسرحي محسن العزاوي، وتمثيل الفنانين سامي قفطان، رائد محسن، وبتول عزيز، وسولاف وسلوى، وبحضور عدد كبير من المثقفين والنقاد والمسرحيين. عن هذا العمل قال محسن العزاوي مخرج العمل :
مسرحية الحريق تأتي نتيجة جهد تقدمه دائرة السينما والمسرح بتكاتف ومساهمة المخريجن والممثلين المحترفين والشباب، وفي الحقيقة هذه قفزة جيدة إذا ما قسمت العروض على موسم كامل لأنها ستنمي قدرة الممثل بفتح آفاق جديدة للمؤلفين تنمي ذهنية المشاهد. والحريق عمل من تأليف الراحل قاسم محمد وتعد تكريماً له لأنه من أعمدة المسرح العراقي والعربي ولأنه صاحب المساهمات المباشرة والغنية في المسرح العراقي على مستوى التأليف والإعداد والإخراج بصورة خاصة، وتتحدث المسرحية عن ملك هدم وقسم مجتمعه ومملكته، فهدف هذا العمل الأول الوحدة والتكاتف.في الحقيقة قاسم محمد كان محقاً أو متنبئاً بخطورة التقسيم التي ستشعل الحرائق وليكن متنبئاً فأنا اعتقد أنه عندما هاجر كانت الحرب والانقسامات والتيارات العديدة ربما تولدت له رؤى ذهنية قد تكون متطابقة أو غير متطابقة، المهم أنها تطابقت ونحن بدورنا نسعى لنقل هذه المطابقة على الخشبة، وتأتي هذه المسرحية كأول عمل احترافي من مؤلف محترف ومخرج محترف وممثلين محترفين. ونحن لا نريد أن نسبق الأحداث ونتخوف، على العكس أي عمل يقدم سواء كان باجتهاد أم حرفية هو إضافة للمسرح العراقي، وأؤكد أن اغلب الأعمال التي ستقدم ستكون بمستوى جيد لمعرفتي بالمخرجين والممثلين المتواجدين في المشهد المسرحي الذين لهم باع وخبرة طويلة، ومن شأنها أن ترفع من مستوى العروض، فيجب علينا أن نخلق جاذبية جديدة لكسب المشاهدين نحن إذا بقينا نراوح بأعمال تخص النخبة والمفكرين والنقاد سيبتعد الجمهور بشكل عام عن المسرح ولكننا ننتظر في الأشهر القادمة وجها آخر للمنهج وذلك بتقديم عروض تخلق عناصر جذب للمشاهد.* أما الفنان سامي قفطان فقال : في الحقيقة طريق المسرح الذي دخلنا فيه، قبِلنا بكل مطباته وعثراته، وأنا أعتقد لولا هذه العثرات لما أصبحت هنالك أسماء مهمة في عالم المسرح العراقي، نحن مساهمون بسطاء قد نكون ساهمنا بشكل مباشر أو غير مباشر لتعبيد هذا الطريق لتمشي عليه الأجيال التي بعدنا مثلما عبّد لنا كبارنا والذين هم قبلنا هذا الطريق، أما بالنسبة لمسرحية الحريق اليوم لا أخفيكم سر هنالك مجموعة من النصوص قدمت لي ولكنها لم تكن بمستوى طموحي، ولكن عندما عرض عليّ الاشتراك بمسرحية الحريق فرحت كثيراً لتواجد أسمين كبيرين هما المؤلف الراحل قاسم محمد والمخرج الكبير محسن العزاوي أغرياني أولا ولأنهما لهم فضل كبير على مسيرتي الفنية وأنا أعتقد أني وجدت نفسي في شخصية الملك لير .فيما قال الفنان رائد محسن : مسرحية الحريق من الأعمال المهمة لأنه تمت كتابتها في عام 1999، من قبل الراحل قاسم محمد الحاضر بيننا اليوم وأنا أقول إنها من الأعمال المهمة وأؤكد على هذا لأن قاسم محمد تنبأ بما يحدث اليوم وقبل أن يحدث أي شيء وما يحدث اليوم بما يسمى بالربيع العربي ولابد أن يأتي يوم وتحاكم الشعوب الدكتاتوريات الجاثمة على صدورها الدكتاتورية التي دمرت ممتلكاتها وشعوبها وأوطانها. الرسالة من هذا العمل هي للشعوب التي سيأتي يوماً من الايام وتحكم نفسها بنفسها، وفي الوقت نفسه هي رسالة وفاء ومحبة للأستاذ الكبير قاسم محمد تحية للأستاذ محسن العزاوي الشيخ الكبير بعطائه تحية لكادر العمل تحية للمشاهد العراقي.
مسرحية الحريق..نبوءة الراحل قاسم محمد برؤية العزاوي
نشر في: 21 مايو, 2012: 07:31 م