كربلاء / أمجد عليعلى الرغم من تأكيد الفلاحين وأصحاب البساتين في محافظة كربلاء أن حرائق تندلع في أراضيهم بين الحين والآخر بسبب ارتفاع درجات الحرارة من جهة وتكدس الحشائش والأدغال من جهة أخرى، إلا أن المسؤولين يقولون إن السبب وراء ازدياد الحرائق هو محاولة الحصول على تعويضات.وأضاف المسؤولون سببا آخر وهو الإهمال الذي تتعرض له البساتين من قبل أصحابها الذين لا يكلفون أنفسهم بالقيام بأعمال التنظيف ورفع الأشياء القابلة للاشتعال.
ويقول أحد مسؤولي الدفاع المدني في كربلاء: إن الحرائق زادت خلال الفترة الماضية "ونحن تقريبا في حالة إنذار، إذ لا نعرف في أية ساعة يمكن أن يندلع حريق في بستان".ويضيف في حديثه لـ"المدى" أن أكثر الحرائق التي حصلت كانت في بساتين ناحية الحسينية فضلا عن بساتين الحر والهندية، مرجحا أن يكون سبب الحرائق هو "التعمد والإهمال لأن النفايات والحشائش وأوراق الأشجار الجافة جميعها تتكدس في أرض البستان وهي قابلة للاشتعال سواء بارتفاع درجات الحرارة أو بسبب عقب سيكارة أو عود ثقاب يشعله طفل يريد اللهو"، على حد قوله.وهذا ما أكده لـ"المدى" مدير الدفاع المدني في كربلاء العميد حسين نعمة منصور الذي قال: إن عدد الحرائق التي شهدتها المحافظة خلال الأشهر الثلاثة الماضية بلغت 123 حريقا موزعة على مناطق كربلاء المختلفة وخاصة الزراعية منها.وأفاد بأن الحرائق هذه "سببها ليس جنائيا بل الإهمال"، مؤكدا أنها "غير مؤثرة بشكل كبير على الزراعة أو الأراضي والممتلكات "لكنها بكل تأكيد مؤثرة على البيئة والواقع الاقتصادي للفلاح".ويتفق الفلاح أبو علي من أهالي الحسينية، مع ما ذهب إليه المسؤولون في الدفاع المدني بشأن الإهمال، إذ يشير إلى أن تجمع الأغصان الجافة وعدم رفعها باستمرار هو الذي يسبب الحرائق خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والرياح التي تساعد على سرعة الاشتعال.ويضيف لـ"المدى" أن الفلاحين لا يهتمون بهذا الجانب "بل أقول وبكل صراحة أن بعضهم لا يقوم بتنظيف بقايا الحريق مما يجعل بساتينهم عرضة لحريق آخر وهذه خسائر كبيرة يتحملها الفلاح".لكن الفلاح حميد المسعودي ينفي تهمة تعمد الفلاحين إشعال الحرائق، ويؤكد في حديثه لـ"المدى" أن حريقا اندلع في بستانه خلال فصل الشتاء وقبل ارتفاع درجات الحرارة بسبب قيام بعض العاملين في البساتين بإشعال النار للتدفئة.غير أنه لم ينف إهمال الفلاحين لتنظيف بساتينهم "وهو ما يؤدي الى اندلاع النيران وخسارة الكثير من النخيل وأشجار الحمضيات جراء ذلك".رئيس اللجنة الزراعية في مجلس محافظة كربلاء ستار العرداوي، يرى أن الحرائق التي تندلع في البساتين بين وقت وآخر، "مفتعلة للحصول على تعويضات مالية من الدولة".وأشار في حديثه لـ"المدى" إلى ان "الحرائق ازدادت في العامين الماضي والحالي بشكل لا يصدق".واستغرب العوادي من تبرير الأمر بعدم تنظيف البساتين إذ يقول: "كأن النفايات وبقايا الزرع لم تكن موجودة طوال السنوات الماضية، فالفلاح هو نفسه الذي لم يكن في السنوات السابقة يرفع النفايات والأوراق الجافة أو الأغصان، والبعض منهم يستخدمها لأغراض منزلية أو يبيعها كحطب".ويشير إلى أن لجانا تم تشكيلها "وتبين أن هناك أسبابا عدة للحرائق، منها أن هذه الأراضي غير صالحة للزراعة وبالتالي فإن تفتيتها هو الأفضل وتحويلها إلى أراض سكنية، بالإضافة إلى الحصول على تعويضات مادية من الدولة على أساس أنهم تعرضوا لكوارث طبيعية"، على حد قوله.
الحرائق تشتعل في بساتين كربلاء والمتهم فيها الفلاح

نشر في: 21 مايو, 2012: 08:15 م