ترجمة: المدىتقول التقارير إن ثلث الملابس التي يهبها الأوروبيون إلى الفقراء تذهب إلى الدول الإفريقية التي تقع إلى الجنوب من الصحراء الإفريقية، وتنتهي في النهاية إلى عرضها على حافات الشوارع أو محال صغيرة .
ويقول الصيني كيموه باه، الذي حصل على (تي – شيرت) عليه صورة مايكل جاكسون: "إنني الوحيد الذي يمتلك مثل هذا في سيراليون، وقد أحسست وكأني جزء من الثقافة الأميركية". وكان كيموه يرتدي من رأسه حتى قدميه ملابس تحمل علامات أجنبية معروفة، وهي من الدرجة الثانية، والتي يتبرع بها الأوربيون للفقراء وينتهي بها الأمر لتباع في أكشاك صغيرة في عدد من المدن الإفريقية . وكيموه يعيش في عاصمة سيراليون وهي فري تاون . ويطلق سكان سيراليون على هذا النوع من البضاعة بـ ((جَنكزْ)) . ومستوى المعيشة في سيراليون يدَل على الفقر حيث إن سبعة من عشرة أشخاص يعيشون على أقل من 2 دولار يومياً . وقد ارتفع إيراد هذه البضاعة إلى بليون دولار منذ التسعينات من القرن الماضي. ومع ذلك فإن مزيج الإحسان الأوروبي والحماس الإفريقي لا يشكلان عامل قوة لما هو مفيد . وأن عزلنا العامل الإفريقي جانباً في ما يخص الملابس المتبرع بها والتي تتحول إلى بضاعة مطلوبة، يحصل بعض الناس على فوائد منها، فإن للمسألة بعداً آخر، وهو تهديد هذه البضائع لسوق الأنسجة الوطنية في البلاد. ولكن هناك من ينتقد مخاطر التجارة هذه التي ترد بليون دولار، التي تؤدي إلى شلل في سوق مبيعات الأنسجة المحلية ، ما دفع 12 دولة أفريقية من مجموع 31 دولة أخرى في العالم إلى منع هذه التجارة . ويقول الخياط بيما سيديبا، لم استطع العيش الاَ من خلال خياطتي للملابس النسائية. إن المرأة المسلمة لا تنجذب إلى تلك الملابس الأوروبية، وهو يعيش في ساحل العاج حيث تغمر البلاد 20 طناً من الملابس المستعملة. إما في غانا فيرتفع ذلك الرقم إلى 200 طن سنوياً. إن تجارة الملابس الرخيصة قد أضافت ضغطاً على الصناعات التي تحاول جاهدة البقاء، وقد حاول رئيس غانا تشجيع السكان على ارتداء الملابس الإفريقية الوطنية (في أيام الجمع).ومن جهة أخرى، فإن تجارة الملابس المستعملة تتيح للناس شراء ملابس رخيصة وحسب خطوط الأزياء العالمية. وتقول فاطمة، التي تفضل هذه الملابس وخاصة أزياء "كوتش": "بإمكاني شراء الملابس الصينية الجديدة، ولكني أفضل هذه عليها بسبب موديلاتها الحديثة". وهذه التجارة تتواصل في الغالب عبر شبكة من المهرَبين يهربون عشرات الأطنان من الملابس المستعملة إلى نيجيريا، وبالذات إلى أوسع أسواقها، كاتاناغوا. وقسم قليل من تلك البضاعة ينقل إلى دول صغيرة مثل توغر وبينين. إن معظم هذه الملابس يأتي من أوربا بالدرجة الأولى ثم من آسيا، ولسوق كاتاناغوا شهرة واسعة ويبذل الباعة جهوداً لعرض بضاعاتهم فيها من خلال دفع الرشوة للمسؤولين عن الحدود من أجل تمرير (بالاتهم) . وتقول ميرسي أزبيوك: إن الأسواق الأكشاك الصغيرة نسميها "سوق الانحناء" لأن البضائع تعرض أحيانا على الأرصفة، وعلى المشتري الانحناء لاختيار ما يشاء منها. وهناك بعض المخازن التي تعرض نفس هذه البضاعة ولكن بشكل منظم وأنيق تضع أسعاراً أعلى لها. وتضيف فتاة أخرى: "أنا أرتدي العباءة (مسلمة)، ولكني تحتها ارتدي الملابس الحديثة" . عن :الغارديان
الملابس الأوروبية المستعملة تباع في إفريقيا
نشر في: 22 مايو, 2012: 06:35 م