جلال العتابي وجدت نفسي مأخوذا ، بحديث اخصائي الطب النووي في مستشفى الاشعاع الذري في بغداد، مأخوذا حد الحزن . الطبيب يتساءل : "هل يعقل ان تطلب منظمة دولية متخصصة بالطب الذري في فينيا ، كادرا عراقيا ومن ذوي الاختصاص ( تحديدا) لكي تقوم بتدريبه على علاجات امراض الغدد ، ويوفد (سرا) الى المؤتمر اشخاص ليس لهم اية علاقة بالموضوع" ؟
ويستطرد : " وان بعض العاملين في المستشفى من الذين يحملون شهادات كيمياوي أو فيزياوي ، ينتحلون صفة طبيب او طبيبة (سونار ) أو ( امراض نسائية )"؟!. هذه الاسئلة وغيرها رسمت اكثر من علامة استفهام وتعجب . وجعلتني اتساءل ايضا : اية كاثة ستحل بنا ؟! ومن يتحمل اخطاء المعالج ؟ وما هي الالية في الترشيحات للمؤتمرات والدورات خارج البلاد ؟ وهل القرارات شخصية ام هناك لجان خاصة ؟ان اجادة القفز على حواجز غمط حقوق الاخرين يعد تخريبا اقتصاديا وخيانة كبيرة للضمير بالادعاء المزيف والوصولية المقيتة . واحيانا يصل الى بعض المواقع ومنها " قيادية " من لا يمتلك كفاءة ، وخبرة ،وعمق تجربة ،فضلا عن الجدية ،والاخلاص ،والاسبقية بمعاني الاحقية، عندها يكون الفشل الذريع للادارات والاقسام في الدوائر ،وصولا الى الوزارات . من هنا نقول بوضوح : ان الرجل المناسب في المكان الصحيح ، المكان المشغول بقياسات التناسب الموضوعي الذي لا تصله الواسطة ، والمحسوبية بانعطافة سلبية في مسيرة العمل . الشيءالمؤلم حين تفوت الفرصة امام المستحقين بالعدالة ، وبالتالي تفقد المؤسسة العلمية والادارية منفعة تفيد الوطن وتخدم الجميع بلا استثناء . سألت أخصائي الطب النووي : هل ادون ما ذكرت من معلومات ؟ رد قائلا : فلتكتب هل ثمة من يسمع؟! الفساد في الدولة ألف بالمئة، ومن فوق الى تحت . واضاف :"قبل ايام زارني احد البرلمانيين وشرحت له كل الذي شرحته لك الان . أتعرف ماذا قال لي بعد صفنات وجهد جهيد: ( تظاهروا لكي تسمعكم الحكومة) . صفنت "انا " ايضا وقلت للدكتور : وما الحل ؟! بجرع اجابني وحسرة : " أقدم أوراق تقاعدي وأخلص " .jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : مهن وإيفادات في مستشفى الإشعاع الذري
نشر في: 13 أكتوبر, 2009: 07:00 م