TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق:العقل الشغّال

سلاما ياعراق:العقل الشغّال

نشر في: 22 مايو, 2012: 08:07 م

 هاشم العقابي لأن حملة انتخابات الرئاسة المصرية دخلت في ما يسمى بمرحلة "الصمت" وما عدت أرى او اسمع أيا من المرشحين على الفضائيات، راودتني فكرة ان أتعرّف على ما يفكر به ابن الشارع المصري. هاتفت شاعرا عراقيا صديقا كنت قد انقطعت عنه فترة طويلة وطرحت عليه الفكرة.
وبعد سلام تبعه عتاب، قررنا ان نلتقي في مقهى "زهرة البستان" الذي يقع وسط البلد بالقاهرة وخلف مقهى "ريش" الشهير. وفي "زهرة البستان" يجتمع الكثير من شباب الربيع المصري لانه رخيص وشعبي، على العكس من "ريش"، الذي تحول الى مطعم سياحي يرتاده الأغنياء، بعدما كان ملتقى للمثقفين والثوار إبان ثورة 1919. وصلنا المقهى أنا وصديقي بتفاوت قليل في الوقت لم يجبر ايا منا على انتظار صاحبه طويلا. وبدأنا بالحديث عن الهم السياسي العراقي، كالمعتاد. وهناك دخل علينا عراقي محسوب، بشكل أو بآخر، على ما يسمى بـ "الوسط الثقافي العراقي" بمصر. سلم على صاحبي بحرارة لكن ببرودة و "تتنيكه" عليّ. ها خوية شبيك؟ اسكت يمعود انت ما تعرف شجاي تسوون بجريدة "المدى"؟ شسوينه؟ انت بنفسك قلت ان الناس تتهمكم بان لكم مشكلة شخصية مع المالكي. لم اقل الناس بل قلت هذا ما يشيعه المقربون من المالكي وهو ليس صحيحا. ثم انت ليش زعلان فكل ما طرحته مجرد رأي بصحيفة لا به مفخخات ولا كواتم؟ يا رأي يمعود انتم فعلا عدكم حسابات شخصية مع الرجل؟ لا اله الا الله، زين اشرحلي شلون؟ رد علي بغضب: هاي شغلتك مو شغلتي انت لازم تعرف شلون؟ يا سبحان الله صارت البينة على المتهم وليست على من أدعى اذن! رد بغضب: شتفسرها فسرها، بس اقلك انها افضل حكومة وان المالكي "رجل" المرحلة غصبا عليكم. آمنا يا أخي، لكن فقط اجبني: ان كانت هكذا الحكومة عظيمة ورئيسها أعظم، فلماذا انت لاجئ هنا منذ اكثر من اربع سنوات ودائما تشكي حالك وحال اطفالك التي تبكي الصخر؟ لم يجد جوابا غير ان يشفط كأس الشاي ويغادر المقهى من دون كلمة وداع، ومن دون ان يدفع حسابه ايضا. اشرت لنادل المقهى وطلبت منه كأس "يانسون" ساخن ازيح به السم عن بدني. وعندما اتى به، سالته بلطف: من ستنتخب غدا يا ريس؟ عمرو موسى طبعا. ممكن اعرف طبعا ليه؟  لانه ليس في مصلحة البلد ان يكون الإسلاميون على رأس السلطة التشريعية ثم نأتي بإسلامي أيضا على رأس السلطة التنفيذية. يا سلام على الوعي. وعندما وجدني أعجبت برأيه، أضاف: بعدين في مشكلة كبيرة يا سعادة البيه. وما هي؟ اننا لو انتخبنا رئيسا إسلاميا سيكون مرجعه المرشد الديني الأعلى وليس الشعب. وتعرف النوع ده من الناس يطيع المرشد حتى لو امره بعكس ما يخدم مصلحة الناس والوطن. التفت لصاحبي وسألته: هل سمعت ما قاله هذا العامل المصري البسيط؟ سمعني النادل فاجاب قبل ان يرد علي صاحبي: صح يا سعادة الباشا احنا ناس غلابة وعلى أد حالنه، بس ده شغّال والحمد لله. قالها وهو ينقر بسبابته على رأسه بخفة. نهضت من مكاني وقلت له: يشرفني ان انحني لهذا الشغّال وقبلته على رأسه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram