حاوره/ فرات ابراهيم رائد من رواد الحركة المسرحية والسينمائية والتلفزيونية والإذاعية في العراق كتب وأخرج العشرات من المسرحيات في العراق وخارجه،كما كتب العديد من التمثيليات والمسلسلات التلفزيونية و الإذاعية والبرامج الثقافية.اشترك في أغلب الأعمال السينمائية العراقية ومنها مشاركته
في أول فيلم ملون وهو (نبوخذنصر) مع الفنان سامي عبد الحميد وحصل على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم (الأسوار) في مهرجان دمشق السينمائي ،كما شارك في العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية ولايزال المشاهد العراقي يتذكر أداءه البارع والممتع في شخصية (فزع) في مسلسل جرف الملح، إنه واحد من المؤسسين الأوائل في نقابة الفنانين العراقيين . ومن المؤسسين الأوائل للفرقة القومية للتمثيل .غادر العراق جسماً وبقيت روحه في أحضان الرافدين بعد أن حاول النظام السابق قطع أنفاس أهل الفن والثقافة والأدب.يعيش في غربته في استراليا بعيدا يصارع المرض والعمليات الجراحية ويشكو ويعتب من سؤال المسؤولين في السفارة الذين لم يكلفوا نفسهم إرسال وردة لواحد من هامات وعمالقة الفن العراقي الأصيل ، حديثي معه لم يخل من تساؤلات تحرجه ولكنه بإجابته وهدوئه المعتاد استطاع أن يقفز على كل أسئلتي من خلال إجابات الحب والمودة لكل الفنانين وعشقه كل العراق ،قلت له: دون سابق إنذار غادر الفنان غازي الكناني عيون محبيه من هذا الجمهور الكبير لكنه لم يغادر ذاكرتهم وأفئدتهم ما سر هذا الغياب؟- الحقيقة ، أقولها أنا لم أغادر العراق الحبيب روحا وتعلقا وعشقا ,,لا أبدا إنما غادر جسدي فقط ,هذه هي الحقيقة ,,أنا على اتصال دائم مع إخوتي وأهلي العراقيين .. لم يغادر غازي الكناني العراق مهما تكن الظروف .. ما زلت أتنفس العراق ؟ وما زالت جذوري نابتة في تربة العراق. أحيانا يتخلى الفنان عن جمهوره ومحبيه تحت ظرف ما إرضاء لنفسه وراحته هل في هذه العملية نوع من حب الذات ؟-لا لا ..أبدا أنا أكره النرجسية ..وأكره من يحب ذاته أكثر من حب الناس ..أنا غادرت بعد أن قطعوا عني الهواء النقي ,,لا أستطيع أن أتنفس في جو مملوء غازات سامة , شعرت بأن هناك من يحاول قطع أنفاس أهل الفن والثقافة والأدب , أنا رجل لي مبادئي وأنتمي إلى المشاكسين والمعاندين للحكومات الفاسدة والظالمة. أكره الظلم والفساد الأخلاقي ,وأكره .كم الأفواه الصادقة ,,لذلك غادرت .قلت ربما أجد الهواء النقي ! متى يغادر الفنانون ذاكرة جمهورهم؟- عندما يتراكم الغبار على إنجازاتهم الفنية الممهورة في ذاكرة الشعب و الوطن ..بمعنى ,إذا لم يكن هناك من يمسح غبار النسيان عن رموز أهل الثقافة والأدب والفن , لأن منجزات الفنان تكون دائما ممهورة في ذاكرة الجمهور إذا كانت هي منجزات تهم الإنسان وتخدم البشرية .. في الكثير من الأحيان يتحدث الفنانون عن انزعاجهم من تدخل الجمهور في معرفة أسرار حياتهم أو ليس الفنان ملكاً لمحبيه وجمهوره ومن حقه أن يعرف كل التفاصيل؟!- نعم ..من حق الجمهور أن يتعرف على الفنان ,,ولكن ليس بكل التفاصيل ,هناك أمور شخصية وخاصة في حياة الفنان لا يمكن أن يطلع عليها الجمهور .. عرفك الجمهور من خلال أدوار صعبة ومركبة وأحيانا لاصقتك شخصية الشرير هل في شخصيتك الحقيقية جزء من هذا الأمر ؟-لا أبدا أنا إنسان أكره الشر ..و عصي الدمع ..بمعنى إنسان مسالم وعلى أبسط الأمور الإنسانية تنهمر دموعي بسرعة ..وأكره العنف ,وأصاب بجنون عند مشاهدتي قطرات الدم .ولا أتحمل مشاهدة الجزار عندما يذبح الخراف !أما بخصوص التصاق ادوار الشر بي التي تسند لي من قبل الإخوة المخرجين ,فهذا الموضوع .كوني في بداية حياتي الفنية تميزت عن زملائي في الأدوار التي فيها عنصر الشر و الفعل أمام المشاهد ..بمعنى في الأدوار التي فيها صعوبة في الأداء وفيها لعبة ممثل وبروز قابلياته في الأداء بالتمثيل ..وأنا ليت الوحيد في أداء مثل هذه الأدوار المركبة ..,هناك الكثير من زملائي لهم القدرة الكاملة على تمثيل أدوار الشر.. ولكن ماذا أفعل وقد ألصق المخرجون بي هذه الأدوار الشريرة ..الله يسامحهم !!! برأيك لماذا يختارك المخرجون في مثل هكذا ادوار ،هل هي القدرة على تقمص الشخصية أم أن الملامح القاسية تلعب دورا في ذلك.- كونهم يعرفون قدرتي على أداء الأدوار الشريرة و المركبة والصعبة ولتوفر القسوة في ملامح وجهي والقدرة على أداء هكذا ادوار هي الأساس ,والملامح تأتي مكملة لها .. تعاملت مع عدد كبير من المخرجين العرب والعراقيين أيهم كان أقرب إلى فهم الشخصية التي تؤديها؟- بصراحة استفدت من المخرجين العرب كثيرا ..لأن المخرج العربي له تجارب أكثر من المخرج العراقي لكثرة أعماله واستمراره في المجالات الفنية . ولا ننسى أن وجود المخرج المثقف فنيا وعلميا
( فزع ) المرعب في جرف الملح..غازي الكناني : المخرجون جعلوني شريراً
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 22 مايو, 2012: 08:08 م