معركة جامع الحيدرخانة قرر حزب حرس الاستقلال القائد للحركة الوطنية المناوئة للاحتلال البريطاني في بغداد ، انتهاز شهر رمضان عام 1920 لتحريض الاهالي على المشاركة في حركة الاحتجاج ، واقامة حفلات وتجمعات في الجوامع والمساجد البغدادية الكبيرة بعد فترة الفطور ، ظاهرها ديني وتدعو الى الثورة . ولما حل رمضان في 19 ايار 1920 ، بدأت الحفلات ، واقيمت اول حفلة في جامع الميدان مساء العشرين من الشهر . اذ تبدأ بالمولود النبوي ثم قراءة المقتل الحسيني ، وتنتهي بكلمات وقصائد سياسية وحماسية .
وفي مساء 23 ايار اقيمت حفلة كبيرة في جامع الحيدرخانة ، القى فيها احد موظفي الاوقاف ويدعى عيسى عبد القادر الريزلي قصيدة حماسية هاجم فيها الاحتلال وجواسيسه . وما ان انتهى ذلك اليوم حتى القت السلطة القبض على الشاعر واحتجزته في خان دلة ( مركز البوليس ) ، وفي نفس يوم الاعتقال الذي يصادف مثل هذا اليوم من عام 1920 ، قرر حزب الحرس انتهاز هذه الفرصة للقيام بمظاهرة كبرى تنطلق من جامع الحيدرخانة بعد فترة الفطور . وقد هب المواطنون من مختلف محلات بغداد للحضور الى الجامع . خشيت السلطات المحتلة من مغبة هذه التظاهرة ، فاوعزت الى فصيل من جنودها لاعتراضها بعد خروجها من الجامع ، وشاءت الصدف ان تدهس احدى السيارات العسكرية المسلحة رجلا اخرس ، فحمله الجمهور الى المستشفى وهو ينزف ، ثم توفي في المستشفى بعد ساعات . وفي اليوم التالي حمل جثمانه وشيع تشييعا مهيبا في شارع الرشيد وسمي شهيد الوطن ، وقبل ان ينتهي التشييع انتخب المجتمعون عددا من الوجهاء ممثلين لهم للتفاوض مع السلطة المحتلة ، كما سنعرضه في الأيام المقبلة .
حدث في مثل هذا اليوم
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 24 مايو, 2012: 03:47 م