اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > رضيع وهمي يثير الرعب بين الأمهات ويثري تجار الحناء

رضيع وهمي يثير الرعب بين الأمهات ويثري تجار الحناء

نشر في: 24 مايو, 2012: 04:13 م

 بابل/ إقبال محمد أم سلام، أم لأربعة أولاد، مثقفة، وتعلو البسمة على وجهها، قالت وهي تضحك: تذكرني هذه القصة بقصة قديمة عندما طلب تاجر قديم من احد الأدباء أن يكتب له مقولة حول البصل لأن هناك كسادا في البصل، تمثلت المقولة (من أكل بصل عكّا كمن زار مكة)،
وبالتالي فقد هرع الناس لشراء البصل، وارتفع سعره، وبات من الصعوبة الحصول على (رأس بصل).  وهكذا استطاع التاجر أن يصرف بضاعته الكاسدة بعد هذا البيت ونحن اليوم أمام مخيال شعبي جديد، وهو استثمار ارتباط الحناء بالكثير من المؤثرات الشعبية بين الناس، حيث ظهرت هذه النكتة القديمة – الجديدة بثوب آخر، وهو موت الأطفال والكبار الذين لم يتحنوا بهذه الحناء، حيث استطاع التجار الجدد أن يستوردوا ما لذ وطاب من هذه الحناء، لتنفد من الأسواق مرة ثانية أو من خلال غشها بالتراب والرمل، إن مثل هذه المزح تنطلي على شعب ما زال يعاني الاضطراب السياسي، وقد أصبح هذا الشعب مسرحا أو أرضا مناسبة لهذه الإشاعة أو غيرها. في زمن صدام كانت النكتة تستورد من الخارج ، مثل عدنان القيسي وأبو طبر بغية الاستهلاك والضحك على ذقون البسطاء والشعب الغلبان ،أما اليوم فنحن نستورد الحناء من بلدان الجوار كي نضحك على شعبنا لأنه أصبح يصدق أحابيل السياسيين كما يصدق بسذاجة أحابيل منتجي القصص الشعبية وهناك من هذه النكات الشيء الكثير.فيلم هنديوأشارت أم سلام إلى أنها إشاعة قوية أشبه بالفيلم الهندي ولكن بنكهة عراقية. قصة الطفل الذي تكلم بعد ولادته مباشرة، وتنبأ بهبوب عواصف ترابية ووباء ينتشر في العراق وخاصة في مناطق الفرات الأوسط والجنوب إذا لم تستعمل مادة الحناء ، هذه الإشاعة او القصة قد طبخت في مطبخ احد التجار لترويج بضاعته وهي مادة الحناء، وأشارت وهي تضحك إلى أنها عملية للضحك على الشعب المسكين، صنعت بطريقة محكمة وذكية، وتذكرنا بإشاعات القصص في النظام السابق.وبينت: لقد بحثنا طويلا عن طريق أصدقاء العائلة في النجف وكربلاء، الذي قيل أن طفلا ولد حديثا في المستشفى وتكلّم - وعمره ساعات - عن وباء شديد وعواصف ترابية حمراء، ستعم العراق، وطالب الطفل بان يضع المواطنون وخاصة الأطفال الحناء على رؤوسهم أو على جزء من أجسادهم لكي لا يتعرضوا لهذا الوباء، وتم تصديق الرواية من قبل المواطنين وخاصة ابنا الريف. طفل يتحدث بعد ولادتهقالت أم سلام: لماذا هذا الطفل حدد مادة الحناء دون مواد أخرى، علما أن هذه المادة اختفت من الأسواق خلال أيام وارتفع سعرها وحدثت كثير من المشاكل بين الباحثين عنها في الأسواق.وأضافت: لماذا يصدق أبناء الشعب البسطاء هذه الإشاعات والأكاذيب والخزعبلات بكل سهولة، ولماذا لم يقم الإعلام أو الحكومة المحلية ومنظمات المجتمع المدني بالتصدي لهذا الفيلم الهندي الذي مثل بنكهة عراقية، ولماذا لم يطلب الطفل من الحكومة والمواطنين الكف عن الفساد المالي والإداري، ويطالب بعراق ديمقراطي وتأمين الخدمات ويطالب الكتل السياسية بالاهتمام بالشعب إذا كان يعلم بالمستقبل، ويحدد كل شيء إلا انه من المضحك المبكي أن الكثير من العوائل البابلية صدقت هذه القصة وأصبحت الرواية حديث الساعة.زهراء كاظم باحثة اجتماعية قالت: مع الأسف أن شعبنا يصدق أي إشاعة أو قصة وهي تنتشر بسرعة وخاصة إذا كانت مرتبطة بالدين ووجود طفل وليد يتحدث منذ اليوم الأول لولادته، ويطالب بوضع الحناء من اجل القضاء على وباء ومرض مزعوم سيقتل الأطفال والكبار وثم يربطها بالجو العام للعراق الذي تنتشر فيه كل عام العواصف الترابية الحمراء.التجار يصرّفون بضاعتهموأوضحت الباحثة: انه تم تصديق هذه القصة المضحكة والتي تم تأليفها وحبكها بخبرة وتفنن والتي حين يسمعها البسطاء يحس انه أمام أمر حقيقي .... لماذا يتلاعب بنا التجار بكل الوسائل من اجل تصريف بضاعتهم؟ أنا اعتقد أن السبب الحقيقي لهذه الرواية هو تكدس مادة الحناء في المخازن والمحال لقلة استخدامها ما حدا بعضهم لإطلاق هذه القصة البعيدة عن الواقع والمبادئ الإنسانية، وانتشرت بسرعة بفعل وسائل الاتصال الاجتماعي وتناقلتها العوائل في المحافظات بسرعة البرق، وطالبت كاظم الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية بإجراء تحقيقات حول هذه القصة ومعرفة أسبابها ونتائجها لا أن يظلوا ساكتين وكأنهم غير مقتنعين.والغرض من هذه الخزعبلات والإشاعات هو أسباب تتعلق بتشكيك الناس في دينهم حتى عندما تتناقله وسائل الإعلام العربية والأجنبية، يقال أن العراقيين يصدقون كل شيء حتى التفاهات، وهم بذلك يرومون أمورا أخرى، وهناك ودوافع سياسية، فلا تمر فترة حتى تظهر إشاعة جديدة وآخرها كانت الحناء التي صدقها حتى الأشخاص المثقفون، وليس البسطاء فقط، وكان من الأولى على الحكومة أن تتخذ إجراءات حاسمة لردع مثل تلك التفاهات.وقال الإعلامي عباس أبو النور: إن ما يؤخر الشعوب تمسّك أغلبيتها بـ(الخزعبلات) المتوارثة أو التي تظهر بين الحين والآخر بين الناس ، لاشك أن أول من يخشاها ويتمسك بها هم البسطاء، وحتى من هم على درجة من التعلم ؛ فالطبيعة السيكولوجية للنفس البشرية تجعل من أي فرد أن يتبع سلوك الأغلبية حتى لو كان يعلم أنهم على خطأ من باب (التقية) فهي وإن لم تنفع لا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram