الحلة / إقبال محمد ظاهر عبد حمادي موظف لديه بنتان وولد جميعهم طلبة في المرحلة الإعدادية، أرهقت ميزانيته المالية المتواضعة الدروس الخصوصية، وهو يؤكد أن السبب الأول والأخير لظاهرة التدريس الخصوصي هو المدرس نفسه.ويقول حمادي في حديثه لـ"المدى": إن المدرسين لا يقدمون المناهج الدراسي للطلبة في المدرسة كما يقدمونه لهم في الدروس الخصوصية.
وأضاف أن وزارة التربية "تتخذ موقف المتفرج من الدروس الخصوصية ولا تحاسب المدرس المقصر"، مشيرا إلى أن انعدام المحاسبة فسح المجال أمام المدرسين لفرض أجور باهظة على الدروس الخصوصية، على حد قوله.وأكد حمادي أن على وزارة التربية أن "تقف وقفة جادة من الدروس الخصوصية"، لافتا إلى أن العراق "لا تتوفر فيه مستلزمات الدراسة الجيدة على العكس من الدول الأخرى، ومنها دول الجوار التي يقوم فيها التدريسيون بتقديم المنهاج وإيصاله إلى جميع الطلبة، وكذلك تقوم المدارس بتوفير وسائل ترفيه ووجبات طعام لخلق أجواء مناسبة للطلبة".أم رائد هي الأخرى أكدت لـ"المدى" ان الدروس الخصوصية أصبحت عبئا ثقيلا على كاهل العائلة، مبينة أن ثلاثة من أبنائها في المرحلة الإعدادية وجميعهم يطالبونها بتوفير المال للدروس الخصوصية، "بسبب أن المدرس لا يحرص على توضيح المادة الدراسية في الصف وذلك لكي يدفع الطلبة إلى التدريس الخصوصي"، على حد قولها.حامد أب لطالبة في السادس الإعدادي، يقول لـ"المدى": إن ظاهرة الدروس الخصوصية أصبحت لافتة للنظر في البلاد، "إذ أن أغلب الطلبة في المرحلة الإعدادية وخاصة الصفوف المنتهية لديهم مدرسون خصوصيون".ويضيف "المدرسون الخصوصيون منتشرون في البيوت والشقق السكنية وحتى الدكاكين، ولكل مدرس صف خاص به كتب عليه اسمه والمادة التي يدرسها ورقم موبايله"، مشيرا إلى أن وضعه المادي المتواضع لا يسمح له بتحمل نفقات الدروس الخصوصية، ما اضطره إلى الاشتراك في (سلفة) مالية كبيرة لتسديد أجور المدرسين الخصوصيين.الطالب أزهر عادل جاسم أوضح لـ"المدى" أن الطالب أثناء الدرس في المدرسة "يكون مشوشا كما أن هناك ممازحات ومداخلات بين الطلبة داخل الصف، وأحيانا لا مبالاة، لذلك ينتهي الدرس دون أن نفهم منه شيئا من المادة".ويشير جاسم إلى أن الدور السلبي للعطل الكثيرة بالقول: "الجانب الآخر الذي يؤثر على الطلبة هو كثرة العطل الرسمية ما تسبب بعدم إكمال المناهج الدراسية، وهو ما يدفع الطلبة إلى الدروس الخصوصية التي يبذل فيها المدرس جهودا كبيرة لإيصال المادة أفضل من التدريس في المدارس الحكومية".الطالبة نورس أحمد ألقت باللائمة على الطالب والمدرس معا، واعتبر الدروس الخصوصية مضيعة للوقت وتبذيرا للمال، مضيفة "لو تعاون المدرس وأعطى المادة حقها وحبب للطلبة المادة الدراسية ومذاكرتها وكذلك لو أن الطالب انتبه للمدرس وشرحه وأدى واجباته اليومية بصورة صحيحة، لما ظهرت الدروس الخصوصية".من جانبه، أشار المدرس علي حسين جاسم في حديثه لـ"المدى" إلى أن "التدريس الخصوصي حق، ومن حق أي مدرس أن يلجأ إليه لأن الطالب يريد ويلح على المدرس ولأسباب معقولة من أن المنهج مطول ويحتاج إلى وقت أكبر من أجل إنهائه".في حين أكد المدرس مسلم ناجي لـ"المدى" أن الطالب يلجأ إلى الدرس الخصوصي لتقاعسه أثناء الدوام، مشيرا إلى أن الدرس الخصوصي أصبح ظاهرة اجتماعية مقبولة من الجميع والطالب الذي لا يستعين بالتدريس الخصوصي قد يفشل حسب رأي الكثير من الطلبة وأولياء أمورهم.معاون مدير عام تربية بابل راضي عبيد هجول يقول في تصريحات صحفية عن ظاهرة الدروس الخصوصية أنها ظاهرة تعاني منها المديرية العامة للتربية في بابل وعموم العراق، "وأصبح أولياء أمور الطلبة يعانون منها بشكل كبير جدا لأنها تمس حياتهم المعيشية بصورة مباشرة".وعن مشروعية وقانونية الدروس الخصوصية، قال هجول: إن الدروس الخصوصية قانونية وأجازتها وزارة التربية وفقا لشروط أولها أن المدرس لا يدرس طلبة مدرسته نفسها بل طلبة من المدارس الأخرى، مضيفا أن الوزارة سمحت للمدرسين المتقاعدين بالتدريس الخصوصي حسب الاختصاصات.ويرى هجول أن مسؤولية الدروس الخصوصية مشتركة بين المدرس وأولياء الأمور والطالب ووزارة التربية، داعيا في الوقت نفسه إلى سن قانون خاص بالتدريس الخصوصي لضمان حق المدرس والطالب وكذلك تحديد أجور التدريس الخصوصي.
العوائل في بابل تشكو من ظاهرة الدروس الخصوصية

نشر في: 24 مايو, 2012: 04:38 م